أسمهان علي خلايلة قاصة وكاتبة اجتماعية تنتمي إلى فئة الكتاب الذين يلتزمون عن وعي قضايا الناس والمجتمع ، وتتوزع اهتماماتها وتتنوع على القصة والرواية والخاطرة الاجتماعية النقدية .
عرفتها المنابر الصحافية والملاحق الأدبية والثقافية في هذه الديار منذ قرابة الـ 3 عقود ونيف ، واستطاعت أن تشق طريقها المليء بالأشواك والألغام ، وحققت حضورها ووجودها في النسيج القصصي والفضاء الأدبي المحلي ، بالرغم من أن النقد لم ينصفها .
وما يميز أسمهان عن عيرها من الكاتبات والمبدعات أنها لم تضع هالة حول نفسها ، ولم تصب بعدوى النرجسية وعشق الذات المنتفخة وأخفقت في كسب ود المتأدبين والنقاد وأشباههم ، وكونت لنفسها هوية خاصة . وهي لا تكتب للنقاد بل تكتب للناس وعامة الشعب والقراء ، وكتاباتها تنطوي على فائدة اجتماعية ونفسية وأخلاقية بهدف الإصلاح والتغيير ، وتطور المجتمع في سلم التقدم والحضارة ، وهي تتصف بالجرأة والاستقلالية والرأي الحر الواضح والصريح ولا تتنفس من رئة غيرها .
ولأسمهان خلايلة مجموعتان قصصيتان هما "الحصاد الأخير " و"مروة والعيد " وقصة طويلة "نوفيلا" بعنوان "آخر النفق " ، وكتاب "لا حامض ولا حلو " الذي يشتمل على مقالات ومعالجات انتقادية اجتماعية وسياسية .
أسمهان خلايلة تعيش وتحيى الهم الفلسطيني والقومي والاجتماعي وحالة القهر والتشظي والتردي ، وكتباتها ترصد الواقع الاجتماعي والفكري والسياسي والنفسي والأخلاقي ، وتطرح العديد من الهموم والقضايا التي تواجه الإنسان العربي والفلسطيني ، وتحرك في صدورنا أشياء كثيرة دفينة ، ولوحاتها الاجتماعية هي لقطات حية من صميم واقعنا وتعي ما يدور في مجتمعنا ، القروي والمدني على حد سواء ، من وجهة نظر خاصة ، وبأسلوب نقدي واقعي يمور بالمرارة والألم ، وكل لوحة تعرض صورة أو مشهداً من مشاهد الواقع الاجتماعي المعيش .
ومن خلال طرح ومعالجة هذه القضايا تبغي وتريد إصلاح وتقدم ورخاء المجتمع ، فتكتب عن المظاهر السلبية والعلل الاجتماعية الحادة السائدة ، كالرياء والنفاق وشيزوفرينيا التفكير واعنف المستشري والذوق الفني والجنسي المشوه والتعري الفاضح واللباس المكشوف والأغنية العربية الحديثة المبتذلة ، وغيرها من القضايا والمسائل الاجتماعية والواقعية .
ويشدنا أسلوب أسمهان خلايلة الشائق والممتع ، ولغتها السهلة الواضحة الشفافة والمنسجمة التراكيب ، وجودة الوصف ، ودقة الملاحظة ، وتنوع وثراء وعمق المضمون والرؤية الفنية المتقدمة .
أسمهان خلايلة تتأجج مثل النار في الهشيم ، تحلق في فضاء النص وتشرع النوافذ للجديد ، وتكشف في معالجاتها هموم المجتمع ومشاكله وقضاياه المعاصرة بكل حدة وجرأة . أما قصصها فهي ذات محتوى ومرتكز إنساني وأبعاد فنية ودلالات فكرية تكمن في النفسيات وخلق الشخوص بدقة متناهية .
ومجمل القول ، أن كتابات أسمهان خلايلة نموذج للكتابة الواقعية الهادفة ، وكسر للطابو الاجتماعي ، وثورة على القشور والشكليات لأجل الإصلاح والنهضة ، ومن حقها أن تتبوأ مكانة لائقة في ساحتنا الأدبية ومشهدنا الثقافي الإبداعي .
شاكر فريد حسن