من المؤلم والمؤسف أن يكون المواطن هو نفسه من ينهب مقدرات وطنه, ويكون هو السبب ايضا فى تمزيق وتدمير وطنه الذى ينتمى اليه, ومن المؤسف جدا أيضاً أن يذبح الوطن بسكاكين قياداته، والأشد الما وقهرا واسفا هو وجود شريحة من الشعب تستند على عكاكيز الخيانة والغدر ويزايدون على حب هذا الوطن, لذلك نسال الذين يبكون كذبا وبهتانا على الوطن, والدولة, والسيادة, والاستقلال, والمشروع الوطنى, والذين ظهرت عليهم النخوة الوطنية فجاة وبدون اى مقدمات, نريد ان نسالهم عن معنى الوطن, والوطنية, بعد أن سرقوا خيرات هذا الوطن وظلموا المواطن, وظلوا يلهثون خلف أطماعهم الشخصية والحزبية خلال السنين العجاف التى يمر بها الوطن, ولم يقدروا ما منحهم اياه الوطن والمواطن وظلوا ينخروا في جسده المثخن بالجراح حتى خلال جلسات حوار المصالحة سواء فى الداخل او الخارج, حيث حضروا للحوار بمطامعهم الشخصية والحزبية ,وظلوا يصارعون ويقاتلون من اجل ابتزاز الوطن والمواطن تحت اسم المصالحة والمصلحة العامة, وتجاهلوا سعة صدر هذا الوطن والفرص التي قدمها لهم على طبق من ذهب حتى يعودوا الى رشدهم , وظلوا يصرون على فسادهم, وعلى ان يبقى وطنهم في مقدمة البلاد المتصدرة للفقر, والبطالة, والجوع ,والتخلف, والفساد.
ايها القادة يجب أن تعلموا أن الوطنية ليست عبارات منمقة ومرتبة تردد ,او كلمات تكتب باحرف ملونة على يافطات من قماش او حديد وتعلق فى شوارع فلسطين، وهى ليست مجهود يبذل من شخص كاذب يدعى الوطنية لدى احد القادة او الوزراء للوصول الى وظيفة او مكانة مرموقة, أو السعي لسرقة ما يمكن سرقته من مقدرات هذا الوطن اذا سمحت له الفرصة, والوطنية ايضا ليست خطبا وهتافات تلقى من على المنصات والمنابر, ولاهى اعتصامات واضرابات غير مدروسة من اجل مصالح تنظيمية ,او للظهور الاعلامى فقط.ان الوطنية يا من تدعون الوطنية لا يمكن اختزالها في حزب, او حركة, او مقال سياسى او دينى, واذا حدث هذا فهو يحدث عند ظهور حالة من الياس السياسي, والعبء الاقتصادي الذي يثقل كاهل معظم الشعب0 ان الوطنية ياقادة حقوق وواجبات, فهي أوسع من قطعة الارض التى نسكن عليها, وأوسع من ان تحصر بين اسوار مبني لمقر, او وزارة, او مؤسسة امنية 0
الوطنية هى ولاء وانتماء واخلاص للوطن الذى ننتمى اليه, وللمكان الذي ولدنا وعشنا وتعلمنا وعملنا فيه .حيث تكبرمعنا امالنا واحلامنا وطموحاتنا التي حققنا جزء منها, ومازلنا نعمل على تحقيق جزء اخر, وجزء منها مازال عالقا كذكرى عزيزة بداخلنا من الماضي, لذلك ستبقى علاقتنا مع المكان الذي عشنا وترعرعنا فيه علاقة ابدية نعطيه ولاؤنا واخلاصنا ونستمد منه وطنيتنا, لذلك فالوطنية ليست حكرا على جماعة بعينها او حركة او حزب 0
وفي ظل انتماء وولاء المواطنين لهذا الوطن وباحساسهم بوطنيتهم التى يتمسكون بها يكون لهم حقوق كثيرة ومتعددة, كحقهم فى التعليم, والرعاية الصحية ، والعدالة الاجتماعية, وإنشاء المرافق العامة, والكهرباء, والمياه، والضمان الاجتماعي لمواجهه عجز الشيخوخة والمرض، وتأمين السكن ، وضمان الحريات العامة ، والأمن للمحافظة علي المواطنين وممتلكاتهم ، لذا بعد كل هذا نسال من يدعون الوطنية: هل منحتم بعض هذه الحقوق للمواطنين حتى يحسوا بقيمتهم ويشعروا بالانتماء لهذا الوطن؟ايها القادة لقد مسحتم بفسادكم ومصالحكم الحزبية والشخصية كل معاني الانتماء والوطنية, ودمرتم كل ما هو جميل بهذا الوطن ,لذلك فالوطنية ياقادة لا تعني أبداً القتال ,او الردح, او التكذيب, او الفساد, او التخوين, من اجل قائد, او دولة اجنبية او عربية, أوحزب ,او حركة, او من اجل سياسة معينة ستخدم تنظيم او اشخاص بعينهم0
ايها القادة متى ستعملون بصدق حتى نتحلى بالوطنية الصادقة, وحتى نشعر بها في داخلنا, نتحسسها ونبذل جهدنا من اجل غرسها فى ابنائنا, لا ان نتغنى بذكرها فقط من اجل المكاسب أو المناصب الزائلة.الوطنية ياقادة شعورمعنوي وعاطفي يربطنا بالأرض والمكان, وما نشترك به مع الاخرين من ابناء جلدتنا لغة, وثقافة,وتاريخ, لذلك نشعر بالحنين للوطن وللارض اذا ابتعدنا عنهما, أما من يدعون الوطنية والذين يزعمون الغيرة على البلد فنقول لهم:ان كنم وطنيون حقاً، فاين انتم من مشاكل فلسطين وخاصة مشاكل غزة؟؟؟ وهل عملتم على ايجاد الحلول لها؟؟؟ وهل ساندتم شعبكم فى مايعانى ويواجه من كوارث وماسى؟0اعتقد انكم مازلتم على عهدكم تتغنون بالوطنية وتزايدون على ابناء شعبكم الصابر المرابط رغم ماساته ولن تفعلوا شيئا لا للوطن ولا للشعب0
بقلم الكاتب // عزام الحملاوى