ذكرى رحيل أمير الشهداء فالفتح..شلالاً من العطاء

بقلم: سامي إبراهيم فودة

يقول الله عز وجل: (تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ *يُسْقَوْنَ مِن رَّحِيقٍ مَّخْتُومٍ * خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ..صدق الله العظيم.( سورة المطففين ( (24-26)
سيدي يا أمير الشهداء أقسم بالذي أحيا وأمات خاتم الأنبياء,ومن أوجد الأرض ورفع السماء,فذكراك قائدي ومعلمي في قلبي وديعة ومقامك واسمك أيها الشهيد المبجل عندي دائماً ولم يزل في الطليعة,سيدي أقسم بالذي خلق الشمس والقمر وأغطش ليلها وأخرج ضحاها وحرك الطير والبحر والشجر وكل سائر مخلوقات البشر لن تموت فينا ما دامت أنفاسنا هي أنفاسك وحلمنا هو حلمك وعهدنا هو عهدك ودمنا هو دمك والوطن والشعب هو همنا وهمك فنحن باقون هنا يا سيدي,ولن نركع مادام فينا رمقاً وقلباً ينبض بعشقك,فذكراك محفورة فوق عظام أجسادنا وتملأ مساحة شاسعة من مشاعرنا بحبك,فأنت المجد والتاريخ والشرف الرفيع,فهذا فخراً يكفينا سيدي إنك من جذور فلسطينية صاحب الانتماء والهوية ومن رواد الفتح والثورة الفلسطينية...
أنا من يعشق كل حرف من حروف اسمك سبحان الذي وهبك الشجاعة والرجولة والجرأة والشهامة والكرامة والنخوة والفداء والتضحية والشهادة في وصفك,لم أراها في الرجال التي أنجبتهم الأمهات من قبل مثلك,فمهما قلت فيك يا أمير الشهداء فلن أعطيك حقك,فقد تحجرشت الكلمات في حلقي وعجز لساني عن وصف قدري الذي شل أطراف جسدي وأمات قلبي وأفقد بصري فلن تجدي عباراتي المتواضعة الكئيبة في رثاء فلسفة استشهادك يا أمير حبي,فسجل تاريخك المشرف بالعطاء فخراً لكل أمة سلكت نهج المقاومة فكانت في غاية الإبداع في الصمود والتحدي,فأنت الذي زرعت البذور في جسد الثورة وأثمرت رجالاً أقوياء وهبوا أنفسهم بالغالي والنفيس فكانوا نعمَ الوفاء للأسرى والشهداء من أبناء شعبي..
تهلُ علينا نسائم المسك والعنبر والياسمين عندما نذكر اسمك الطاهر في كل حين,ففي ذكرى رحيلك أيها الأمير في السادس عشر من ابريل فأنت حكاية من قصص الأساطير أراك دائماً نجماً متلالاءً في عناء السماء,فأنت الغائب الحاضر في قلوب الأوفياء,سيبقى نور وجهك بدراً مضيئاً فوق أرجاء فلسطين الشماء,أستحضر فيكَ روحك الطاهرة وبصري يمر من أمام شواهد أضرح الشهداء,فما أمتع الحديث معكم أيها الأنقياء في زمن شحت فيه الرجال وكثرت فيه عويل النساء,بئس الحياة من بعدك سيد المقاومة فلم يعد يصلح لنا ثوب الوطنية وكل ما هو ظاهر للعيان زائف لا يمت بأي صلة للمقاومة الثورية سوى الصراع والتناحر على الكراسي الخشبية وإشباع الراغبات الشخصية والتهافت المهين على ملذات الحياة كالوحوش البربرية التي تمتص الدماء وتنهش بأنيابها السامة اللحوم البشرية دون رحمة حتى لو كان ذلك على حساب قوت أبناء الشهداء ومعاناة الأسرى في السجون الإسرائيلية وضحايا الشعب الكادح الذي دفع فاتورة الاستقلال قبل أوانها لتحصد كل ما حققناه من انجازات في المحافل الدولية....
سيدي أمير الشهداء أستحلفك بدماء الأنبياء والصالحين والأخوة والرفاق الخالدين معك في علياء السماء أن تقبل اعتذاري نيابةً عن نفسي,إذا أوجعت لكم قلوبكم فهذا هو حالنا الذي لم يعد يطاق من بعدكم,فدعني يا سيدي أناديك بكل اللغات والأسماء في عالم الأموات والأحياء,وأدرك أنه لا مكان يا سيدي للضعفاء في فردوس الشهداء,فالشهداء هم الأقوياء العظماء وحدهم من يستشهدوا دون شهادة وفاء,تبرهن فيها موتهم للسادة الغرباء,والذين لا يعرفوا أن للوطن الغالي ضريبة تدفع بدماء الأبطال الشرفاء,فالشهداء مثل الأنبياء يا سيدي عظماء عند ربهم أحياء,فالموت قضاءٌ وقدر ولا اعتراض حقاً على حكم خالق البشر,فمنهم من عاش صغيراً دون قيمة ومات صغيراً ومنهم من عاش وقدَم حياته فداءً لوطنه وشعبه فمات عظيماً,فأنت هو أنت يا أنبل وأطهر وأكرم ما فينا,ذكراك خالدة في أعماق قلوبنا تحيينا,ومنقوشة في ذاكرة عقولنا تهدينا,ودمائك الزكية نبراساً تضيء الطريق لمن تاه فينا,يا أصدق قولاً من كل الكلمات والعبارات والقصائد والحكايات,فأنت أسطورة الرجال وشرف لكل أمة تتغنى بالمقاومة وأشكال النضال..
سيدي/أمير الشهداء نم قرير العين نعاهدك بأن نبقى الأوفياء لكم ولدمائكم الطاهرة
فإلى جنات الخلد يا أمير الشهداء أبو جهاد وشمس الشهداء القائد الرمز أبو عمار
تحية إكبار وإجلال لكل أرواح الشهداء الأبرار شهداء الفتح والثورة الفلسطينية
وإنها لثورة حتى النصر..
أحوكم ابن الفتح البار/سامي إبراهيم فودة..
أبو الأديب