التائب من ذنبه كمن لا ذنب له هذه سنن العقيدة التي رُبينا عليها التي تحي الأمل في نفس الإنسان عند وقوعها في الضعف وخروجها عن السنة السوية فتعيدها إلى طريقها القويم وقلبها السليم وتسير واضحة الهدف والمصير .
هكذا حال الفرد إتجاه نفسه فكيف بحال أمةة أو مجتمع عندما ترتكب خطيئة كبرى بحق أفراده فتدلي بأثرها السلبي على كل فرد وأسرة ومؤسسة بل تخترق بسكينها كل مجالات الحياة حتى يكاد الفرد يضيق ذرعاً ويحيا يصارع وحده ظروفها القاهرة .
فالخطيئة الكبرى التي وقعت بحق الشعب الفلسطيني الذي عاش مكافحاً مناضلاً يعرف هويته ويرسم خطوطه ويوحد نظرته يحرم عليه أي إنشقاق أو رفع سهم عداوة واقتتال في وجه أبنائه بل لا يمكن للعقل تصور حدوثه لأبنائه لكن ذلك التصور والمحرم تلاشى ووقعت الخطيئة بالإنقسام السياسي البغيض الذي فرق الأحباب والأخوة وقسم أبناء القضية لأشلاء الفكر والتحزب بعد أن عاشوا تحت ظل قضيتهم يكبر الجميع فوق ترابها يحمل نفس الهدف والحلم والبندقية لا فرق بين فصيل أخضر أو أصفر أو أحمر أو غيره من ألوان الفصائل .
القضية الفلسطينية قضية عقيدة وقضية أمة كل من يخطئ بحقها كأنما أخطأ بحق عقيدته وأمته فكيف أن أتى ذلك الخطأ من أبناء القضية ومن داخل رحمها ومن الذين أرضعتهم زيتها وليمونها ورائحة ترابها .
منذ اللحظة الأولى لخطيئة الإنقسام والأصوات تصدع أن نعود للخط السوي وأن نحاسب النفس الجمعية والسياسية لترى أين الخلل ومكمن الزلل وكانت محاولات هنا وهناك للرجعة وإعلان التوبة فيغدو الأمل يلوح في النفوس أننا قد عدنا كي لا تقع في بيتنا بينونتنا الكبرى لكن للأسف كانت النفس الحزبية تتعزز فتأبى رجعتها وتقبع في فرديتها دون لم شملها من جديد .
التوبة باب فتح لمراجعة الذات وأن تحيا بأمل جديد ترى فيها الحياة بمنظار مخالف لما عاشت عليه وقت الخطيئة لتبني مقومات قوتها بعيداً عن مهالك الزلل فهلا من عقل حكيم ونفس صادقة ونية طيبة و لغة واحدة تنوي الأخذ بزمام الحزم في قيادة النفس الجميعة لأصحاب القرار وصناع السياسة وقيادات الأحزاب خاصة الكبرى منها لتعود لرشدها وتتوب عن خطيئتها وتعلم الجميع أن الوقت طال في الوقوع بالزلل وما عاد جسد الكل المجتمعي يتحمل الأثر فالأمراض به قد إستشرت والتشرذم عم وتصدع والتصارع على أقل الأشياء يزداد وفي فرديته يقبع والفساد يأكل كل بنيان والإنحدار في القيم فجوته تتباعد فألا من صحوة قبل فوات الأوان .
الكل مشترك بخطيئة الإنقسام و فرقة الأخوة ضد القضية الفلسطينية فلا أحد وحده يلام ومن يقصر أو يمنع الرجعة عن تلك الخطيئة هو من يتحمل ثقل تبعاتها على الأفراد والمجتمع ومصير القضية لتبقى معاناتهم وخسائرهم معلقة في عنقه ليطالب بها ويحاسب عليها يوما ما فما القيادة السياسية إلا وكالة الشعب والقضية والراعي مسئول عن الرعية .
آمال أبو خديجة