ذكرى يوم الأسير الفلسطيني

بقلم: سامي إبراهيم فودة

إخوتي الأماجد وأخواتي الماجدات ورفاق دربي الصامدين الصابرين الثابتين المتمرسين في عرين الأسود,والمحتسبين أمرهم عند الله والقابضين على مبادئهم كالقابض على الجمر,إلى كل عائلة أسير وأسيرة منتظرين بفارغ الصبر والاشتياق وأمل اللقاء بأبنائهم من قبور الأحياء رافعين هاماتهم بكل شموخاً وإباءً إلى كبد السماء,إلى جماهير شعبنا الفلسطيني العظيم الذي قدم مئات آلاف الشهداء على مذابح الحرية فداء فلسطين واستقلالها وحريتها من براثن الاحتلال,,إلى كل الشهداء الأبرار الذين تخضبت دمائهم بتراب الوطن ومن قضوا حياتهم في زنازين الاحتلال الإسرائيلي ولفظوا أنفاسهم الأخيرة وكانوا شموعاً ينيروا طريق العابرين إلى رحاب الإنعتاق من رقبة الظلم والظلام,,إلي إخوتي ورفاق دربي المناضلين الذين سبقونا وسبقناهم في مواقع قلاع الأسر,وخلقوا بتضحياتهم مدارس وجامعات أكاديمية ثورية تخرج المناضلين واستطاعوا أن يفكوا طلاسم اليأس والإحباط ويزرعوا البسمة والأمل والحياة على وجوه المعتقلين الثائرين الشرفاء.......
لقد اعتاد السواد الأعظم من أبناء شعبنا الفلسطيني العظيم على امتداد تواجده الجغرافي داخل الوطن وفي المنافي أن يحيي في 17 نيسان من كل عام هذه المناسبة أليمة على قلوبهم,ذكرى يوم الأسير الفلسطيني البطل القابع خلف قضبان الحديد والأسلاك الشائكة في السجون الإسرائيلية,وهو اليوم الذي يصادف فيه تاريخ أطلاق سراح أول أسير فلسطيني (محمود بكر حجازي) 17 نيسان 1974م في أول عملية لتبادل الأسرى بين الثورة الفلسطينية والكيان المسخ,يعتبر يوم الأسير الفلسطيني هو يوم وطني بامتياز....
وتكريماً ووفاءً للأسرى البواسل وتضحياتهم الجسيمة أصحاب أهل الثبات والصمود والتضحية والفداء والمبادئ والأخلاق الحميدة فقد اقره المجلس الوطني الفلسطيني في عام 1974م وحدد السابع عشر من نيسان من كل عام ليكون هذا اليوم يوماً وطنياً بامتياز,كما جاءت هذه المناسبة الوطنية لتوحيد الجهود الفلسطينية في بوثقة واحدة من اجل نصرتهم ومساندتهم ودعم حقهم بالحرية,والوقوف إلى جانبهم والتضامن مع ذويهم للوفاء لسراهم وشهدائهم الأبطال وتقديراً لمكانتهم لدى شعبهم,فهم من قدموا الغالي والنفيس وضحوا بزهرات شبابهم خلف الأسوار من اجل وطنهم وكرامة وحرية شعبهم....
فان المتابع والمتتبع والمشخص لتاريخ الكيان الزنيم الحافل بسجله الإجرامي الدموي بحق أبناء شعبنا الفلسطيني منذ أن وطأت أقدامه ودنست تراب الوطن واحتلاله للأراضي الفلسطينية 1967م يجد انه مازال بكل همجية النازيين يواصل إجرامه بالوسائل والإمكانيات المدمرة مع إمعانه في ممارسة سياسة الاعتقال لعشرات الآلاف من أبناء شعبنا بكل فئاته العمرية دون توقف ظلماً وعدواناً وإخضاعهم لأبشع أنواع التعذيب القاصي ضاربه بذلك كل المواثيق والمعاهدات الدولية التي كفلت حقوقهم الإنسانية والسياسية أوقات الحرب والسلم بعرض الحائط...
لم يتوقف الكيان المسخ إطلاقاً عن مواصلة اعتقال أبناء شعبنا الفلسطيني بطريقة ممنهجة تقييد فيها حريتهم وتحد من تحركاتهم وتنقلهم بين المناطق وعلى أثر تلك ممارسات والاعتقالات التعسفية قامت الحركة الأسيرة بخوض حربها مع السجان الصهيوني,وخاضت معاركها"معركة الأمعاء الخاوية"وسطرت أروع الملاحم البطولية وانتصرت فيها على السجان,وكانت أولي هذه المعارك هو الإضراب عن الطعام في سجن الرملة 1969م مروراً بإضراب سجن عسقلان عام 1973م ووصولاً إلى سجن مجدو ومفجر ثورة الأمعاء الخاوية الشيخ خضر عدنان وشراونة والعيساوي وقد قدمت الحركة الأسيرة كوكبة من الشهداء العظام على طريق التحرير بدءً بالشهيد عبد القادر أبو الفحم وعلى الجعبري وراسم حلاوة وإسحاق مراغة وخليل أبو خديجة وعمر القاسم وميسرة حمدية والترابي ونستحضر في هذا اليوم الشهداء محمد الخواجا، وإبراهيم الراعي، ومصطفى عكاوي،وقاسم أبو عكر وأبو خضرة وعلي أبو سلطان ومحيي الدين سلمان،وبركات وعبد الصمد حريجات وعرفات جرادات وجعفر عوض،وقوافل شهداء الأسرى المحررين فمسيرة التضحية والعطاء مستمرة حتى تحرير جميع الأسري وزوال الاحتلال....
عاشت ذكري يوم الأسير الفلسطيني
عاشت فلسطين وعاش شعبنا شعلة الكفاح حتى النصر والتحرير

بقلم الكاتب// سامي إبراهيم فودة
[email protected]