عاصفة الحزم.. ما لها وما عليها

بقلم: أشرف طلبه الفرا

أعلنت وزارة الدفاع السعودية الثلاثاء الماضي انتهاء عملية عاصفة الحزم، وأكدت أنه تم إزالة أي تهديد للمملكة وحدودها، والدول المجاورة لليمن من الميليشيات الحوثية وميليشيا الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح. وأعلنت الوزارة أن قوات التحالف قررت إطلاق عملية "إعادة الأمل" (ترجمت بالإنجليزية: تجديد الأمل  Renewal of hope) استناداً إلى قرار مجلس الأمن الدولي، وحددت أهدافها بتسريع استئناف العملية السياسية في اليمن، وحماية المدنيين، واستمرار مكافحة الإرهاب. والسؤال الكبير هنا هل عاصفة الحزم قد حققت أهدافها بالفعل؟، وهل ستُعيد الأمل للشعب اليمني من جديد؟.

 

لا شك أن عاصفة الحزم جاءت استجابة لطلب الشعب اليمني والحكومة اليمنية، لدعم الشرعية وحماية شرعية اليمن وحماية المواطن اليمني من ممارسات الميليشيات الحوثية وعلى رأسهم ميليشيات الرئيس المخلوع على عبدالله صالح، وتدمير قدراتها العسكرية التي استولت عليها من الجيش اليمني التي قامت ببنائها خلال السنوات الماضية، ومنع الميليشيات الحوثية من تهديد المملكة ودول الجوار. وصحيح أن عاصفة الحزم قد أفقدت الميليشيات الحوثية جزءاً كبيراً من إمكاناتها، ومنعت سيطرة الحوثيين على باب المندب وهذا مهم للسعودية ولمصر ولكل دول المنطقة وربما العالم، إلا أن هذه العاصفة لم تستطيع بالفعل اعادة الشرعية لليمن بإعادة رئيسها المنتخب الذي لا يزال وحكومته بأكملها خارج حدود اليمن، كما أنها لم تتمكن من القضاء على الحوثيين تماماً حتى لا يكونوا من جديد سبباً في تهديد السعودية ودول الجوار أو المواطنين اليمنيين على الأقل في الوقت القريب، فهذه المليشيات المسلحة المدعومة من إيران لم تستسلم ولم تنسحب قيد أنملة عن المدن التي اكتسبوها ولا سيماء صنعاء وعدن المحاصرين،  وهو ما يجعلهم الطرف الأقوى في أي مفاوضات سياسية قد تحصل في المستقبل بينهم وبين السعودية وحلفاؤها. وفيما يتعلق بعملية اعادة الأمل نقول أي أمل هذا يمكن أن يعود للشعب اليمني بعد أن وصل عد الضحايا  الى أكثر من 3000  قتيل من المدنيين، ناهيك عن الدمار الكبير في البنية التحتية والمنشآت في اليمن. وبالتالي يبقى الأمل قائم فقط في حالة البدء فوراً بالحوار بين اليمنيين والعودة للحل السياسي، وتشكيل حكومة جديدة وانطلاق عملية إعادة إعمار اليمن من جديد لكي يخرج من أزمته، وليس بالاستعانة بالتدخل العسكري الخارجي الذي لم يحقق شيئاً على الأرض، ولا يخدم اليمن؛ بل يفيد الأطراف الخارجية، ويحول البلاد إلى ساحة للصراعات الإقليمية والدولية، ويدفع أبناء البلد ثمنا لهذا الصراع وهذا التدخل.

بقلم: د. أشرف طلبه الفرا