المطلوب تصويب أولوية الصراع ضمن المفهوم الثوري والعقائدي لحركة فتح وفصائل منظمة التحرير الفلسطينيه

بقلم: علي ابوحبله

نتائج انتخابات جامعة بير زيت فتحت المجال واسعا أمام التحليلات والتأويلات حول أسباب ومسببات خسارة حركة فتح وفصائل منظمة التحرير في انتخابات مجلس ألطلبه ، وان محاولات حصر أسباب الخسارة تتطلب التعمق بجوهر المشكلة والمعضلة في أسباب ومسببات الخسارة ، إن محاولات تحريف البوصلة عن حقيقة الصراع ومحاولات حصر الصراع بين فتح وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية مع حركة حماس هو هدف تسعى إسرائيل لتحقيقه ضمن هدف استراتيجي تهدف إسرائيل من ورائه لفلسطنة الصراع ، وان الحملات الاعلاميه والردح الإعلامي يجب أن لا يقودنا إلى مزيد من الخلافات وتوسيع شقة الخلافات لتعميق الانقسام والشرخ في صفوف الشعب الفلسطيني ، إن محاولات حماس لتجيير فوزها في انتخابات جامعة بير زيت ضمن ما تسميه حملة التشهير والتحريض التي تشنها حركة فتح ضدها وبحسب مضمون تصريحات ابوزهري أن هذه الحملة محاوله للتغطية على أثار فوز ألكتله الاسلاميه الكبير في انتخابات جامعة بير زيت هو توصيف خاطئ لان في مثل هذه التصريحات ما يحرفنا عن تصويب أولوية الصراع ضمن محاولات حصر الصراع بين حركة فتح وحماس وان في هذا بعد عن جوهر الصراع مع إسرائيل وهذا ما تهدف إسرائيل لتحقيقه ، إن حقيقة ما جرى في جامعة بير زيت هو ليس مكافأة لحماس بقدر ما يشكل صدمه عقابيه لحركة فتح وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية لضرورة إعادة تصويب الصراع والعودة للمفهوم الثوري والعقائدي لحركة فتح وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية ، لقد كان حضور حركة فتح قويا ويكاد يكون شاملا في زمن لم تكن فيه فتح صاحبة سلطه ولا وزارات ووظائف ، كانت فيه صاحبة رؤيا ثوريه ومشروع تحرري وكانت صاحبة موقف وقرار مستقل وكانت حركة فتح في هذا تتفوق في مفهومها الثوري والعقائدي بصفتها وعاء جماهيري فلسطيني يملك مشروع وطني يقود للتحرر من الاحتلال الإسرائيلي ، حقيقة لم تفز حماس في بير زيت رغم حصولها على عدد الأصوات الأعلى لان الخاسر الشعب الفلسطيني بهذا التمحور وهذا التفلسف لحقيقة الصراع الفلسطيني وجوهره وحصره بصراع فلسطيني يقود لفلسطنة الصراع ، لقد خسرنا فتح التي عرفناها وكان عهدنا فيها أنها كانت رمز العطاء والوطنية والنهج الثوري وان انتخابات بير زيت يجب أن تقودنا للبحث في أصول أسباب ومسببات الخسارة ضمن عملية التعمق فيما آلت إليه أوضاع حركة فتح ، بالمفهوم الوطني لحركة فتح أنها نهج وطني ثوري وهي حركة فكريه وعقائديه هدفها كان ومازال تحرير فلسطين ، هناك خطأ في مفهوم البعض لحركة فتح بأنها امتيازات للحصول على منصب أو وظيفة أو رتبه أو مكسب أو مغنم وان هذا المفهوم للبعض حرف فتح عن جوهرها ومفهومها كحركة نضالية رائده في العمل الثوري الوطني الفلسطيني ، إن محاولات البعض لإخراج فتح عن مفهومها الفكري والعقائدي لتتقمص دور السلطة وإغراقها بوحل اوسلوا مما افقدها لمضمونها الفكري والثوري التحرري وهذا يتطلب الخروج من مأزق اوسلوا لتعود حركة فتح لرحابها ومفهومها العقائدي والثوري مما يتطلب أن لا يقتصر دور فتح بتقمص لسلطة حكم ذاتي محدود وان تخرج من دائرة التقييد باتفاقات مضى عليها الزمن ولم تعد تصلح للمرحلة الحالية ، وان نتائج انتخابات جامعة بير زيت أصبحت تتطلب العودة للفكر الثوري والعقائدي لان حركة فتح ليست تنظيم سياسي فلسطيني أو حركة سياسيه هي منهج ثوري عقائدي تهدف إلى تحرير فلسطين، من خلال التعبئة الفكرية والسياسية للجماهير الفلسطينية التي تشكل الوعاء الثوري لحركة فتح ومخزونها الجماهيري الذي لا ينضب ، إن إعادة البوصلة هو بضرورة الخروج من دائرة الصراع الفلسطيني وعدم الانجرار لمحاولات تحريف البوصلة عن فلسطين وذلك بالعودة لأصل وجذور الصراع بأولويته مع إسرائيل ضمن مشروعية النضال الفلسطيني وحق ومشروعية مقاومة الاحتلال بكافة الوسائل المتاحة والمشروعة وان عمالقة ورواد حركة فتح خطوا النهج الثوري الذي هو منارة الشعب الفلسطيني وهم من حملوا شعلة النضال وديمومة الثورة الفلسطيني وان هذه الديمومة مستمرة ما استمر احتلال إسرائيل وان الأفكار العقائدية الثورية الذي توجته حركة فتح بنهج ثوري مستدام يجب أن لا يحرفنا عن بوصلتنا لأجل الهدف المنشود لتحرير فلسطين وان لا ننجر لمتاهات الخلافات والتمحور التي لا تخدم أهداف وفكر حركة فتح وان المطلوب اليوم إعادة التقييم للمسيرة النضالية لفترة ما بعد اوسلوا وذلك بضرورة تصويب أولوية الصراع وعدم الانجرار لخلافات فلسطينيه ضمن مفهوم البعض للدخول في دائرة فلسلطنة الصراع مما يتطلب الخروج من الأفق الضيق الذي قيد حركة فتح والتخلص من قيود اتفاق اوسلوا والعودة للانفتاح على الفكر الثوري التحرري ضمن إعادة استنهاض حركة فتح وذلك ضمن إعادة تصويب البوصلة من خلال استراتجيه وطنيه متكاملة بعيده عن محاولات البعض لحصر الصراع بصراع فئوي حزبي في دائرته ألضيقه وكأنه صراع فلسطيني داخلي يختزل القضية الفلسطينية بهذا الصراع بين فتح وحماس لنتناسى بهذا جوهر الصراع مع إسرائيل ضمن مفهوم يقود لفلسطنة الصراع وهذا يتطلب الخروج من هذه الدائرة بإعادة التصويب لأولوية الصراع مع إسرائيل بهذا نحقق انتصارنا لوحدة شعبنا وبعودة فتح لنهجها الثوري العقائدي ضمن مفهوم الخسارة لحركة فتح وفصائل منظمة التحرير في جامعة بير زيت والذي يعد جرس إنذار لإعادة ومعاودة التفكير في العودة للنهج الذي أخطته فتح في انطلاقتها وهي كانت وما زالت تحمل الهم الفلسطيني والمشروع الوطني الفلسطيني الذي يهدف للتحرر من الاحتلال وتحرير فلسطين.

بقلم/ المحامي علي ابوحبله