أمام ما جرى من تطاول على القائد الرمز الذي نحتسبه شهيداً عند الله ولا نزكي على
الله أحداً ...فالله هو صاحب الأمر والأعلم بمكانه أبو عمار فلا تتطاولوا على الله
ونقول لكل جاهلٍ يعتقد بنفسه أنه بطلاً وهو يتطاول حكم الله وعلى رجل في ذمة الله
فالبطولة ليست بالتطاول على من هم عند الله العظيم الذي بيده ملكوت السموات والأرض وهو صاحب الجنة والنار
أبو عمار كان القائد الوالد الأب الحنون لكل مناضل من أبناء الشعب الفلسطيني
ولكل إمرأة وطفل وقد دخل كل بيت من خلال كرمه وعطفه
ومن لا يعرف ...فأبو عمار لم يكن حنوناً أو محباً فقط لأبنائه في فتح بل كان حنوناً على كل من إلتقى به أو إحتاجه في أمر ما
بالنسبة لي أنا شخصياً لم أكن محظياً عند القائد الرمز كما كان الكثيرون
بل على العكس تماماً ففي كثير من المواقف والمواقع وقع علي الظلم الكثير.
إنتقدته في حياته وفي عز قوته وسلطته , عارضته ورفضت بعض أوامره الإدارية
وأكثر من مرة قلت له " لا" وأكثر من لا حين لم يكن من يجروء أن يقولها
لم يقطع رأسي ولم يسجنني وهناك شهود ما زالوا على قيد الحياة يعرفون ذلك
ويعرف الإخوة وهم كُثر أني كنت الأقل حظاً عنده رغم أني من الرعيل الأول "
لا بل كنت الأكثر مظلومية رغم إخلاصي ولم آخذ حظي ولا فرصتي كغيري
نتيجة للتحرض والتزوير ممن كانوا حوله من بعض الغلاة المقربين وأصحاب القرار
فلم يستقم معي الحال في أي منصب شغلته إلا ويتم التحريض علي ويتم عزلي
كل ما حصل معي وأنا المظلوم دوماً إلا أنني لا يمكن أن أنسى أن أبو عمار
قائداً فريداً من نوعه وكإنسان بكل ما تعنيه الكلمة
أترحم عليه وأعتقد أنه اتخذ قراراً بعزلي في النهاية لأنه كان متأكداً أني لو إستمررت في عملي سأقتل حتماً وهو ما لمحه لي في آخر لقاء لي معه قبل تركي للوطن
أبو عمار كقائد سياسي وقع تحت قهر الوضع العربي والإقليمي وفرض عليه
ما فُرض سياسياً تحت وطأة التهديد بشطب منظمة التحرير
أخطأ ..! نعم أخطأ أصاب ..! نعم أصاب
كتبت الكثير عن أخطائه ولي مقالات كثيرة أولها كتبته في حياته وقد قرأها
الخطأ والصواب في مسيرته السياسية أمر يخضع للنقاش والحوار ولا أحد يمنع من يكتب ذلك في التأريخ للقضية ومسيرة أبو عمار الطويلة ..
أما أن يلجأ البعض للشتم والقول بالمجحوم أو المقبور أو إلى جهنم فهذا مرفووووض
هل نسمح لأحد من فتح أن يشتم الشهيد أحمد ياسين ..!
و هل يريد البعض أن يتفرغ البعض الاخر لتبادل الشتائم فهذا يشتم أبو عمار وذاك يشتم الشيخ ياسين والكل يعرف أن هذا مرفوض عندنا ونقاومه بكل قوة
وأعتقد أنه آن الأوان أن يتم توافق و بوثيقة شرف يتفق عليها الجميع بأن لا يسمح لأحد ومن الجميع أن يصف أي قائد تاريخي بأوصاف نابية خاصة ما يختص به الله في تقرير مصير البشر بعد الموت
صحيح أن أبو عمار لم يعجب الكثيرين في حياته وقد طاله منهم ما طاله من نقد كثير
الرجل الان في ذمة الله فكفى لأنكم تثيرون فتنة لا لزوم لها خاصة أن له محبين
فيا أيها الكارهون ..إكرهوه كما شئتم, ولكن لا تستفزوا محبيه رجاء
أبو عمار كان فريداً في عطفه وحبه للناس وتعامل مع القادة الكبار في حماس
رغم الخلافات السياسية بكل الحب والإحترام وكم كان يحب الشهيد الشيخ ياسين
وكم أحب الضيف وقد حماه من الإغتيال في بيته في غزة والكل يعرف ذلك
أبو عمار كان جامعاً للطيف الفلسطيني كان يذهب للقادة في حماس وباقي التنظيمات إلى بيوتهم ويعانقهم ويقبل جباههم وإبتسامته لا تفارقه "كان يذهب إلى الجرحى ويقبل أقدامهم ويمسح دموعهم
بالله عليكم من يفعل اليوم ذلك ..!
فلسطين بفقدانه فقدت الحب والحنان فقدت الأب والأم والعائلة المترابطة
يا ناس إصحوا وتذكرو ا محاسن الرجل.... واعلموا أن لو أنه ما زال أبو عمار بيننا
لما وصل حالنا إلى ما وصل إليه من تشرذم وفرقة وضياع
ربما أخطأ أبو عمار في بعض ا لأمور وهو إنسان وليس ملاك
ولكن كيف تتجاهلون ما حصل معه من بطش صهيوني .كيف تتجرأون على إغتياله
بعد أن إغتاله الصهاينة والخونة
أبو عمار وصل إلى ما وصل إليه حتى كان الموقف الأخير الذي حشره في الزاوية
على الأقل تذكروا موقفه الأخير الذي لم يُفرط خلاله ودفع حياته ثمناً ولم يتنازل أمام التهديدات والضغوط الرهيبة وحتى الإغرائات لم تجعله يفكر في حياته
الان ...الرجل في ذمة الله ...فمن أنتم حتى تحاكموه أوتضعوه في جهنم ..!
من انتم ومعظمكم من الممكن أن يكون من وارديها ..!
يا ناس إتقوا الله في أنفسكم وارحموا أنفسكم فوالله إنكم تضعون أنفسكم
في مكان لا يمكن أن يكون إلا ل الله الواحد القهار
يا مسلم يا من تدعي الإيمان ....
ماذا علمنا الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم في الدعاء للميت ....
اللهم إن كان محسناً فزد في إحسانه وإن كان مسيئاً فتجاوز عن سيئاته
وحرم علينا أن نلعن أحد من الأحياء فما بالكم في الأموات
أبو عمار الان عند قاضي القضاة وليس عند الهباش
أبو عمار عند العادل العظيم الذي يعلم أين يضع ياسر عرفات
رحمك الله يا أبا عمار
وأعاننا الله على ما هو قادم
اللهم إصلح حالنا فحالنا لا يخفى عليك
بقلم : منذر ارشيد