في ظل احتفال دول العالم قاطبة بشعوبها ومجتمعاتها وأممها وحكوماتها في الأول من أيار (مايو) من كل عام باليوم العالمي للعمال, إلا أن واقع العمال في فلسطين مغاير, حيث أن معدلات البطالة في فلسطين لا تزال مرتفعة جداً وذلك وفقاً لإحصاءات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني التي أصدرتها عشية ذكرى اليوم العالمي للعمال , فقد بلغ معدل البطالة من بين المشاركين في القوى العاملة 15 سنة فأكثر 27% خلال عام 2014 (388 ألف عاطل عن العمل) حيث بلغ عدد العاطلين في الضفة الغربية 143 ألف عاطل عن العمل بعدل 18% من المشاركين في القوى العاملة 15 سنة فأكثر, في حين بلغ عدد العاطلين عن العمل في قطاع غزة 195 ألف عاطل عن العمل حوالي 44% من نسبة المشاركين في القوى العاملة 15 سنة فأكثر.
ويعزى ارتفاع نسبة البطالة في قطاع غزة بشكل أكبر من الضفة الغربية إلى تراجع الأداء الاقتصادي في القطاع نتيجة استمرار الحصار المفروض من قبل الجانب الإسرائيلي وتداعيات ذلك على مجمل الوضع الاقتصادي في القطاع بجانب استمرار التوترات مع الجانب المصري وما رافقها من تدمير للأنفاق الإغلاق شبة المستمر لمعبر رفح الحدودي قد أسهم في تعطيل حركة التنقل والحركة التجارية بين الجانبين.
بالإضافة إلى الحرب التي تعرض لها القطاع, حيث قام الاحتلال الإسرائيلي في تموز 2014 بشن حرب شرسة وقاسية على قطاع غزة والتي استمرت 51 يوماً ترتب عليها تكبد الفلسطينيين في القطاع خسائر جسيمة في الممتلكات والبنى التحتية والمرافق العامة والخاصة من خلال تدمير الآلاف من المنازل والمئات من المنشآت الصناعية, وتدمير الدفيئات والأراضي الزراعية, يضاف إلى ذلك وقف دخول الأسمنت والحديد ومواد البناء الأخرى الأمر الذي أدى إلى ارتفاع معدلات البطالة في القطاع.
برغم الوقع المرير الذي تشهده الأراضي الفلسطينية وخاصة في قطاع غزة في هذا اليوم نبرق بالتحية والتقدير إلى عمالنا البواسل في مختلف القطاعات الذين تقام على أكتافهم ركائز العملية التنموية والإنتاجية والاقتصادية والاجتماعية بتضحياتهم الرائعة وجهودهم المميزة وصبرهم على الألم والمعاناة.
بقلم /
رائد محمد حلس
كاتب وباحث في الشؤون الاقتصادية
غزة - فلسطين