اسوارة تلف معصمه , و زرد السلا سل ؟ خيط الشمس هذا المنبعث من خلال كيس الرأس , يخطفه من سياطهم , يسافر بالروح خارج القضبان , تحلق فوق المكان كوفية الختيار , روح دلال , وقلم غسان , وهذا راسم حلاوة شهيد الامعاء الخاوية , يسافر بى الى حلقات الذكر فى مجلس الاوطان , الله الله الله ثم الوطن , نفحات همسات تمضى به الى خارج اسوار العذاب , يلتفت السجان يتدور حول حوله , لا يجده , يصرخ يركض ,,, يرى ظله وخيط الشمس, يهمس هو ليس هو ؟؟!! جئت به اسيرا مكبلا معصوبا ,
يسأل ؟؟ كيف تسللت الى زنزانته الاجنحة !؟ يرقبه تحت سياطه , يتحسس وجهه , ليس هو , شئ ما تغير , هذا الجلاد يرتعد الان !! اى والله يرتعد يتفحص ذراعيه ,يتفقد سوطه وعصاه الغليظة , سكبوا الماء البارد على جسده ,فى ليلة كانونية , ( يا ماء الله كونى دفئا على جسد راسم ) هكذا كان وسيكون ..... هاتوا الجسد ,يصرخ فى سرية الجلادين ,,,, اجلسوه على المفعد الكهربائى , يهتز المكان , وهذا الجسد النحيف كما شجرة بلمية جذورها فى البلد وفرعها فى السماء وكما صخر الجليل وجبل الخليل .. دعونا يا نار الطغيان كونى بردا وسلاما على الاسرى والمعتقلين ,
رائحة اعتاد عليها , منذ المهد , هى رائحة أمى حاضرة اخترقت كل الاسوار ؟! تهمس فيا ( لا تحزن ان الله معنا ) _ اللهم صلى وسلم على قائلها وارض عن صاحبه _ يتمتم اماه تعبت اماه ااماه , اسكبى عليا قطرات الصبر ,
اماه هذا جيش الجلادين , اماه هذا القيد وتلك الجدران , اماه خيوط عنكبوت اى والله عنكبوت ..
لا ترهب قلامة ظفرى , انا هنا ولست هنا ! انا هناك مزروع قلبى , بين اضرحة الشهداء , واعاقات الجرحى , انا هناك باقية فكرتى , بين عذابات الشباب و جمال الصبايا , اماه انا هناك بينهم فيهم اغنية حرية
يا وطنى ... تسافر معى الى معتقل ومقبرة ومستشفى , تسافر معى الى منفى فى حقيبة سفر , قال شاعرنا : ( وطنى ليس حقيبة وانا لست مسافر ) انا والوطن وحقيبة السفر فى معركة مفتوحة مع القيد والسجان ,
للاسرى لغة لا يجيدها علية القوم , للاسرى لحن لا يجيد عزفه مذياع الفصائل , قالها راسم حلاوة وارتقى : لكم ورقكم ولى ثورة لكم كلامكم ولى نشيد ,
عذابات ليل تسكبها عبراتهم على خيط المسبحة , واوجاع نهار يحولها الضوء الى مناحة فى بيوت الزوجات وشرفات قريتنا فلسطين ! لما التعجب والعجب ! فلسطين قريتنا وليس لنا قرية سواها , هكذا نحن نلد ونموت ونبعث احياء .... لا تدرى نفس بأى سجن تحيا, ولا تدرى نفس بأى فلسطين ترتقى .
يا الله ... كل سجن فيه قيد وسجان , الا انا كنت وما زلت استثناء , فى كل معصم ثلاثة قيود , قيد صهيونى وقيد صهيونى وقيد صهيونى !!
هو الاحتلال , هو الانقسام , هو الحصار , ثلاث قراءات للغة واحدة , وثلاث اقفال لقرية واحدة , وثلاثة قيود لمعصم واحد !!!
لا يرهقنى القيد ولا تدمى معصمى السلاسل , انا يعتصرنى ,انا يسحق عظم كبدى !! هذا المذياع وهذا الفصيل وهذا الدليل .. ثلاثة قيود , تتناوب على عذابى وقهرى وموتى ....
ما عدت افهم لغتكم , وما عادت تطربنى اناشيدكم , شدو البلبل اضحى نواح فى نواح .. وقريتى المسلوبة والمسروقة تنام وتصحو على جرحها .. تنتظر فى محطة الصمت , تنتظر الفراغ , أرأيتم قرية تهوى الفراغ ويجلس بنوها على اعمدة الارصفة !! قريتى قلت : فلسطين , ارونى قراكم وبيادركم وبياراتكم , هذه الجموع من بقايا الجموع لها قرية , كم صغر هذا الوطن !؟؟ كم صغر هذا الوطن ؟!!
يمضى الزمن وما زالوا فى المعتقل , وفصيلهم فى الخارج يتحدث عن سولار وميناء , وعندما يرتفع الشعار , يرخص الوطن , ليساوى حفنة دراهم , وقارورة غاز , كيس من الاسمنت لوطن الخراب .
رصاصة تزغرد فى نفحة وعسقلان والسبع , نحن الوطن نحن الامل نحن العلم . صيحة الحق والصدق والألم الساكن فى كل زوايا البيت , كل البيوت زارت المعتقل .
اصمتوا تكلم الاسير , نطق الوطن : حطموا قيد الانقلاب , واحرقوا بندقية تحرس الانقسام , اشنقوا المذيع والمذياع , اشعلوا النار فى خشب المنابر وورق الجرائد , هذا الوطن وصوت الوطن قادم من زنزانته , يرتل على مسامعنا عاش الوطن .
سلام عليكم فى سجن ومعتقل سلام عليكم فى زنزانة ومعتزل
سلام عليكم من بقايا وطن .
سلام عليكم من عشرات يعتصمون كل اثنين امام الصليب الاحمر , سلام عليكم ايها الغر الميامين سلام عليكم من مسجدكم ومن حاراتكم وازقتكم سلام عليكم من الارامل والجرحى سلام عليكم من الثكلى سلام عليكم من الشواطئ والحاكورة ..
سلام عليكم من صبايا الحى ... أما نحن اسمحوا لنا أن نستحى منكم نستحى من اطفالكم نخجل من زوجاتكم نخجل من امهاتكم
أما انا منيب حمودة اتركوا لى بقايا حذاء وبقايا برش وبقايا بقاياكم اقذف بها وجوههم علها تجليها من اوساخهم ...
لنا مساحة من الامل تغذى روح العمل وهذا بالضبط ما يتسلح به الصديق نشأت الوحيدى منسق لجنة الاسرى والمحررين فى مثابرته وجهده الرائع فى الدفاع عن قضايا الاسرى والمحررين , يحمل هموهم واوجاعهم ومعه ثلة من الخيرين الصادقين من ابناء الديمومة مبارك هذا الجهد ومقدر هذا العطاء صديقنا نشأت الوحيدى دعنا نؤازرك ونشد على يدك ليتواصل مشوار العطاء بعنوانه الحرية كل الحرية للاسرى.
بقلم/ منيب حمودة