اجريت انتخابات طلابية نزيهة في جامعة بيرزيت وتُوجت هذه الانتخابات بفوز كتلة الوفاء الاسلامية التابعة لحركة حماس ، وقبلها اجريت انتخابات نزيهة لنقابة المحامين وتُوجت هذه الانتخابات بفوز كتلة الشهيد ياسر عرفات التابعة لحركة فتح ، وكنت من الذين سررت لهذه الانتخابات بغض النظر عن الفائزين وهذا السرور ناتج عن نجاح العملية الديمقراطية والبدء بإطلاق الحريات سواءً في غزة أو الضفة والتي صودرت من قبل طرفي الانقسام طوال السبع سنوات الماضية ، وبعد انتخابات بيرزيت سارعت قيادات موزونة بحركة فتح بالتصريح بان الضفة الغربية هي واحة الديمقراطية والحرية السياسية وما فوز حماس بهذه الانتخابات الى دليل على ذلك ، ولكي أكون موضوعي فان هذا الكلام فيه جانب من الصواب وهذا ما كان واضحاً في الدعاية الانتخابية للأطر الطلابية والا فأين طبعت اللافتات والرايات ، ولكن للأسف اعتقد أن هذا لم يستمر طويلاً حتى بدأت الاجهزة الامنية بحملة اعتقالات غير مفهومة وغير مبررة ضد كوادر وعناصر الجهاد الاسلامي منهم اسرى محررون ، وكأنها تقول للمجتمع الدولي المساند للاحتلال ولسلطات الاحتلال ان هذه الديمقراطية وفوز حماس بانتخابات بيرزيت لن يكون على حساب أمن دولة الكيان أو كل من يهددها وأننا لا زلنا قادرين على لجم قوى الاسلام السياسي بالضفة الغربية ، فالتجأت السلطة للأسف لاستئناف عمليات الاعتقالات خاصة ضد الجهاد الاسلامي .الجميع يعلم أن الجهاد الاسلامي يبذل جهداَ كبيراً في تقريب وجهات النظر بين المتخاصمين الفلسطينيين والتي كان آخرها جهود الامين العام ونائبه في القاهرة وكذلك الجهود التي بذلت في تذليل العقبات في زيارة وزراء حكومة التوافق الاخيرة الى غزة والتي أثنت حكومة التوافق عليها في اجتماعها السابق ، ان حملة الاعتقالات المسعورة في الضفة الغربية غير مبررة وغير منطقية وغير وطنية و ليس من حق أي جهة كانت ان تصادر العمل السياسي والاجتماعي الداخلي أو النضالي الموجه للاحتلال سواءً في غزة أو الضفة لأي طرف فلسطيني ، لذلك ينبغي على قيادة السلطة واللجنة المركزية لحركة فتح ان يكون لهم جهد في وقف هذه الاعتقالات لأنها تعيق العمل الوطني وتعكر صفو النسيج الوطني الداخلي ، خاصة أن جُل المعتقلين لهم أنشطة سياسية واجتماعية جزء منها يخدم الاسرى البواسل عند الاحتلال .
بقلم محمد عطاالله