تابعت ما كتبه الشاعر سليم النفار والروائي غريب عسقلاني حول تداعيات عدم التحقاهما بالوفد الثقافي الفلسطيني المشارك في احتفالات قسنطينة في الجزائر عاصمة الثقافة العربية والذي اقتصر على ترشيحهما فقط من غزة للمشاركة في الوفد الذي يضم أكثر من سبعين مشاركا من كتاب ومثقفين وصحفيين وطواقم ادراية وغيرهم من المرشدين دون الأخذ بعين الإعتبار العمل على إخراجهما من غزة المحاصرة وإلحاقهما بالوفد الفلسطيني عن طريق معبر إيرز الحدودي وصولا لعمان فالجزائر حيث مكان هذه الإحتفالية, بل ولم يأت الوفد على ذكرهما في هذا المحفل أو حتى الإعتذار لهما, فكيف يغيب عن المشهد الثقافي كل من الأمين العام المساعد للإتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين الروائي غريب عسقلاني؟ وإن كان ليس بمقدوره كأمين عام مساعد للإتحاد مساعدة نفسه في المشاركة بهذه الإحتفالية وكافة المناشط الثقافية, فكيف يساعد عضو الأمانة العامة للإتحاد الشاعر سليم النفار؟ فما بالك في مساعدته لجيش الكتاب والمثقفين الغزيين الذين يتوقون للمشاركة في هذه الفعاليات على اعتبارهم جزء أصيلا في المشهد الثقافي الفلسطيني!
لعل ما يجري اليوم يعيد لأذهاننا أيضا مشاركة الوفد الثقافي الفلسطيني أيضا قبل شهرين والذي شارك في معرض الكتاب المقام في العاصمة المغربية الدار البيضاء, حيث كان قوامه أيضا أكثر من سبعين مشاركا غيب عنهم كتاب ومثقفي غزة تحت ذات مبررات الحصار الذي يضربها في حين أن هناك العديد ممن يتاح لهم فرصة الخروج يوميا من معبر إيرز سواء كانوا تجار أو زوار أو غيرهم! فهل يعقل أن يسد هذا الحاجز فقط في وجه الكتاب والمثقفين؟ بيد أن من يقف على رأس هذا المشهد الثقافي مناط به تذليل كل الصعاب أمام تمكنهم من المشاركة في هذه الوفود الثقافية حاله كحال المؤسسات الفلسطينية الأخرى والتي تتابع عملها في كل من الضفة الغربية وقطاع بما يكفل تحقيق مشاركتهم الخارجية في مختلف أنشطة هذه المؤسسات!
ما الذي يجري في ثقافتنا الفلسطينية من تشويه لمشهدها الحاضر الغائب, وهل غزة على الرف كما يقول سليم النفار أو ربما غزة على الرف كما يقول غريب عسقلاني؟!
أظن بأن سليم وضعه ليس بسليم كما أن غريب فعلا أصبح في وطنه غريب فلا سلامة أمنية لسليم تمكنه من اجتياز الحدود إلى الحدود الأخرى وغريب سيبقى غريب ليس عن عسقلان فقط وإنما عن المشهد الثقافي الذي هو بالأصل يقف على رأس حاضنته النقابية بغزة, غزة المثقلة بالحصار وبظلم ذوي القربى وبكل شيئ لتبقى خارج التغطية, بل ربما تصبح خارج نطاق الخدمة.
على أي حال غادر هذا الوفد محفوفا برعاية الله إلى الديار الجزائرية وربما يعود بعد قليل ليقدم تقريره عن هذه الجولة الثقافية كالوفد السابق الذي شارك التراب المغربي أعمال معرض الكتاب سابقا والذي أقيم في عاصمته الدار البيضاء, ويبقى السؤال هل سيتضمن هذا التقرير غياب غزة عن هذا الوفد وماذا سيسوق من مبررات هناك في الجزائر عاصمة الثقافة العربية وبلد المليون شهيد حول هذا الغياب, ليس هذا المهم المهم أن يسأل من قبل المسؤولين عن القصور والخطيئة الواقعة بحق كتاب ومثقفي غزة ليس من باب التأنيب ولا المحاسبة إنما من باب تصويب ما يجري من غياب لهم عن المشهد الثقافي في المرات القادمة.
وحتى تأتي هذه المرة القادمة من جولاتنا الثقافية نقول لكم رفقا بمشهدنا الثقافي, فما زالت القدس العاصمة الأبدية للثقافة العربية, رفقا بمعشر الكتاب والمثقفين, رفقا بغزة فغزة ليست جزيرة في أدغال أفريقيا غزة في فلسطين, رفقا بها ممن يختطفها ورفقا بنا, بل رفقا بالغريب وبالسليم فالرف لا يحتمل المزيد.
بقلم/ شفيق التلولي