إسرائيل كيان عنصري بامتياز

بقلم: علي ابوحبله

حدث مر في الكيان الإسرائيلي لم يحظى باهتمام عالمي ولم يتم تداوله عبر وسائل الاعلام وتغطيته حسب الأصول للتدليل على عنصرية الكيان الاسرائيلي ومخالفته للقانون الانساني الدولي ، لقد حاول البعض تجاوزه ضمن التعمية الاخباريه للتغطية على حقيقة العنصرية التي عليها الكيان الإسرائيلي وزيف الادعاءات ان إسرائيل دوله حضاريه ديمقراطيه وأنها تحترم حقوق كافة الاقليات ألمقيمه في داخل الكيان الإسرائيلي ، ما شهدته القدس وتل ابيب من ملاحقة الشرطه واطلاق النار على المتظاهرين اليهود الفلاشا الذين يطالبون بحقوقهم بالمساواة وحق العيش اسوة بغيرهم من اليهود الاشكناز كان جريمه مما دفع شرطة الكيان الاسرائيلي التصدي لهم واطلاق الرصاص عليهم لتفريقهم ، وان عنصرية قادة الكيان الاسرائيلي ظهرت بتصريحات رئيس حكومة الكيان الاسرائيلي نتنياهو بتحريضه اليهود على الفلسطينيين بالانتخابات الاخيره والطلب من المستوطنين للتصويت لليكود الحريص على قيام الدوله اليهوديه ، وها هي العنصريه الاسرائيليه تظهر على حقيقتها بين مكونات المجتمع اليهودي ، عندما دعا زعيم حزب شاس اريه درعي اليهود الشرقيين بان يصوتوا لحزب شرقي فقط منبها الى ان المكان الذي يتواجد فيه شرقيون هو سجن حقيقي ، وان شعار بعض الاشكيناز من اليهود الاوروبيين ان اسرائيل اخطأت حين سمحت لليهود الشرقيين بالهجرة اليها لانها بذلك اوجدت طبقه متخلفه اساءات لتكوين المجتمع في الكيان الاسرائيلي ، احداث تل ابيب ضد الفلاشا اليهود دلت على ان اليهود الاشكناز يكرهون السود من اليهود بالرغم من ولائهم لاسرائيل واندماجهم فيها ويخدمون في جيش الاحتلال الاسرائيلي وهم مع ذلك لم يسلموا من التمييز والعنصريه ، لم تقم حكومات الكيان الاسرائيلي بتغير سلوكها وتعاملها مع اليهود الفلاشا ولم تعمد لادماجهم في الجتمع الاسرائيلي ولم تعطهم حقوقهم ، وبقوا مقيدين لديها على الدرجة السفلى نسبة إلى باقي اليهود من أصول أوروبية.وكانت ثارت طائفة الفلاشا، التي كانت إسرائيل قد جلبتهم من دولة أثيوبيا منذ العام 1984، خلال عملية كبيرة أطلق عليها اسم (أوكسيدوس)، عندما قام مسؤولون في الصحة الإسرائيلية، لاحقاً بسكب كميات كبيرة من دمائهم في القمامة، كانوا قد تبرعوا بها لصالح المستشفيات الإسرائيلية، باعتبارها دماء مكروهة، ولا ترقى إلى الدم اليهودي النقي الخالص، وبقي أفراد الطائفة يعانون إلى أن عاد بعضهم إلى موطنه- أثيوبيا- وعملوا على استرجاع ممتلكاتهم بأضعافٍ مضاعفة، مقابل النزول من إسرائيل. ما شهدته القدس المحتلة من احتجاج لتسليط الضوء على وحشيّة الشرطة ضد أفرادها، بعد قيام عناصر من الشرطة الاسرائيلية، يضربون جندي إسرائيلي ينتمي لها، باعتبار الحادثة عملاً عنصرياً ضدها، وتأتي ليس بناءً على سياسة قائد شرطة إسرائيل "يوحنان دانينو" فقط، بل على السياسة الرسميّة الإسرائيلية، التي تسمح للشرطة بضرب السود، دون أن يتحملوا المسؤولية أمام قوانين الدولة.

بدت شوارع إسرائيل مشتعلة بمظاهر احتجاجية عنيفة، باعتبارها مفتاحاً للمطالبة بحقوق الطائفة، حيث هدد أفرادها بالتصعيد، والذي يجيئ بعد سنوات من الإهمال والعنصرية، زادت خلالها أوضاعهم سوءاً، وشعروا باليأس، في ضوء أن الحكومات الإسرائيلية، لم تقم باتخاذ أيّة إجراءات تحِد من معاناتهم، كونهم يملكون بشرة سوداء.اللافت هو، قيام الشرطة الإسرائيلية بفض الاحتجاجات، وبلا سابق إنذار، بطريق القوّة المفرطة، حيث استخدمت أساليب غير مُعتادة من أجل السيطرة على الحشود وتفريق المحتجين، بما في ذلك الضرب المبرح، والغاز المسيل للدموع، والقنابل الصوتية وخراطيم المياه، باعتبار أن هذه لا تستعمل باتجاه أو ضد اليهود التابعين للدرجة الأولى. قيام "مسؤولين اسرائيليين بمحاولات لتهدئة المتظاهرين والدعوة إلى الاستماع إليهم، لا تعني ان هناك تغير في المواقف العنصرية لهذا الكيان العنصري الموصوف بالتعنت والتعصب وإنما هي تصريحات من باب التسكين وامتصاص حالات الغضب والنقمه والتخوف من انتشار ظاهرة الاحتجاج ضد السياسة العنصريه لهذا الكيان العنصري ، وخاصة ضد الفلسطينيين وغيرهم من الأقليات الأخرى، لان العنصرية الإسرائيلية هي متاصله في هذا الكيان وجزء من وجوده ، وهي عنصريه متواجدة منذ الأزل، ولا بد من تسليط الاضواء على عنصرية الكيان الاسرائيلي واعماله العدائيه بحق الفلسطينيين والاقليات العرقيه في الكيان الاسرائيلي وفضح الممارسات لهذا الكيان العنصري.

بقلم/ المحامي علي أبو حبله