يسألني أحد الأصدقاء هذا المساء عن التطورات السياسية على ساحتنا الفلسطينية ..قلت له يا عزيزي .. لاجديد تحت الشمس طالما أننا كل عام وعند مداهمة أوائل موسم الصيف لنا ..ما أن تمر عربة بطيخ بأحد الطرق ،وإلا ونجد من يستوقف البائع ليشتري بطيخة ،وما أن يمسك بالبطيخة، وإلا ويكورها يمينا ويسارا ،ويقذفها تارة لأعلى ،وتارة أخرى لأسفل ، ومنهم من يوشوش البطيخة ولم أقل يهمس بصوت ٍ خافت ٍ لأني أتعمد الركاكة أحيانا، وإن جازت مفرداتها ومرادفاتها لغويا إلا أن لي مآرب أخرى ولذلك قلت يوشوش كما يوشوش الدجالون الودع ، ومنهم من يطبطب عليها ولم أقل يربت على جسدها الناعم الملمس ،وكأنه يسألها أرجوك ِ ردي عليّ ..!! فأنا لا أملك من المال ، إلا هذي الدراهم القليلة فقد ألتقي بك ِ مرة أخرى أو لاألتقي..كوني صادقة معي وأجبينني بكل صراحة.. هل أنت ِ حمراء القلب تجري في حناياك ِ الدماء ،أم أن قلبك ِ قد اكتسى باللون الأبيض الذي صار منبوذا في أيامنا عند السفهاء ..بعدما تبدل كل شيء في حياتنا ..على كل حال ٍ..أني أحب البياض في كل شيء في الثياب والشراب وصفاء القلب والوقار لكني ..أمقته إن اصطبغ قلبك أنت ِ بلونه .. وهكذا أحبائي .. كل شخص وله طريقة ،يبحث من خلالها عن الهدف المنشود في تلك المسالة أو غيرها أي الحصول على بطيخة حمراء فاقع لونها تسر الناظرين ،ولذة للآكلين ..!! ولو سألنا أمثال هؤلاء .. هل تعرفون في البطيخ سيقولون بكل برود ..نوعا ما ..أو طبعا بكل تأكيد ..وليس علمهم بكل أسف إلا كما علم طبيب ٍ قام بتشخيص الزائدة الدودية ،بعد فوات الأوان ،وبعد انفجارها المدوي بأمعاءِ أحد المرضى ..!!
بقلم/ حامد أبوعمرة