في خضم الاحداث المتلاحقة التي تعيشها القضية الفلسطينية والشعب في الوطن والشتات، ينسى الواحد منا أو يعجز عن المتابعة والاهتمام اللازمين لبعض الاحداث الهامة، التي لا تقل أهمية عما يدور حولنا.
ففي ظل تدافع الاحداث والملمات التي نواجه، ما بين عدوان على قطاع غزة، وفشل للحكومة والسلطة في التعامل معه، وبين ما يجري من تعميق للانقسام، وبين ما يرتكب من مجازر بدم بارد في اليرموك بكل ما يمثله من تجسيد لرحلة البؤس واللجوء.
وبين سفن وقوارب الموت التي تحمل ابنائنا الفارين من بطش العدوان ومرارة العيش في غزة وغيرها حيث يتواجد الفلسطيني، وما بين الذكرى "والاحتفاليات" بالنكبة التي المت بشعبنا قبل سبعة وستون عاما.
تجدنا ربما نسينا او "سهونا" او شغلتنا كل تلك الاحداث عما يجري في اليمن الذي كان "سعيدا"، والذي نتمنى ان يعود سعيدا.
الجالية الفلسطينية في اليمن، والتي تعاني ما يعانيه كل من هو موجود هناك، إلا ان معاناتها ربما "تتضاعف" لأن لا احد يتابع أو ربما يهتم بما يجري لهؤلاء.
وهذه الخاصية تلاحق الفلسطين حيثما كان، ابتداء من العراق مرورا بليبيا والآن في اليمن، حيث ان الجاليات الاخرى تجد من حكوماتها الدعم المطلوب، أما في الحالة الفلسطينية، فان الاوضاع لا تسير بنفس الطريقة، وبكل صراحة، يمكن القول ان "الكل مستوطي حيطنا"، وهذا شاهدناه في أكثر من بلد، خاصة في ظل ما كان يقال عن دعم للفلسطينيين من قبل قادة تلك الدول، قبل ان يجري كل هذا الذي جرى في بلدان العربان.
وفي اليمن، فان ما قيل عن اجلاء الجالية الفلسطينية هناك، لم يكن سوى عملية اخلاء أو إجلاء لعدد محدود لبعض الطلاب وكذلك اعضاء السفارة الفلسطينية التي لم يبق بها سوى موظف او اثنين.
وبجسب ما يتوفر لدينا من معلومات، فان من تم اخلاؤهم او تسفيرهم، كانوا في المجمل اما حاملين لجوازرت سفر اردنية او فلسطينية ويحملون اقامات في دول اخرى، ومن ابناء الضفة الغربية في الاغلب وما تبقى من حملة الوثائق وكذلك ابناء قطاع غزة، فلم يسأل عنهم أحد.
يوجد الآن ما يزيد على المئة عائلة فلسطينية، وهذا يعني اكثر من خمسمائة فلسطيني، موزعين على الجغرافيا اليمنية، وهم في اوضاع انسانية واقتصادية بائسة، تستدعي من اصحاب القرار في السلطة والحكومة الفلسطينية التحرك العاجل للتعامل مع اوضاعهم.
الجالية الفلسطينية في اليمن، بحاجة إلى جهد ليس بالخارق من اجل إجلائهم ومساعدتهم في الخروج من الجحيم الذي يعيشه القطر اليمني الشقيق،وهذا يستدعي من ذوي العلاقة استثمار العلاقات مع الدول العربية الشقيقة وكذلك مع الدول الصديقة، ومع الهيئات الدولية ذات الصلة، العمل على هذه القضية بالسرعة الممكنة من اجل تأمين خروج آمن لهؤلاء الفلسطينيين.
هؤلاء ليسوا فلاشا نستقدمهم كما يفعل الصهيوني، هؤلاء ابناءنا واخوتنا الذين ساهموا بقدر أو بآخر في حمل القضية على أكتافهم، وقدموا كما قدم اي فلسطيني سواء على الارض الفلسطينية او في الشتات، طائرة واحدة وفي اسوأ الاحوال طائرتين فقط يمكن ان تخليهم جميعا.
15-5-2015
رشيد شاهين