بعد ان وصلت المصالحة الفلسطينية الي طريق مسدود واستنفذت الكثير من الوقت والجهد و الابتسامات و المال دون جدوي .
كثرت في الاونة الاخيرة الاحاديث عن اقتراب انفجار في غزة نتيجة الضغط الهائل الذي يعيشه المواطن الغزي وما يمارس عليه من ضغط من قبل حكومة غزة تمثل في غلاء المعيشة وفرض الضرائب ومشكلة الكهرباء والصحة في ظل عدم وجود عمل وتفشي البطالة بشكل قياسي اضافة الي انتشار الجريمة مؤخرا . كما ان الحديث لا يبتعد عن الضفة الغربية التي تشتكي ايضا وهي ليست بعيدة عن التحريض مع اختلاف ملحوظ في الظروف المعيشية نتيجة وجود نوافذ مفتوحة علي العالم بعكس غزة الخاضعة للحصار الخانق .
هنا في الحديث عن انفجار الشعوب نتيجة الظلم الواقع عليها من قبل الحكومات علينا ان لا نفغل سواء عمدا او سهوا عن خصوصية الشعب الفلسطيني عن شعب اخر فحالتنا الفلسطينية تختلف عن باقي الشعوب من حيث عاملين اساسين ورئيسيين وهما :-
1- تركيبة الجماهير :
حيث ان الغالبية العظمي والكاسحة من الشعب الفلسطيني هم مأطرين ومنتمين للاحزاب والفصائل الفلسطينية وقلة قليلة جدا قد لا تتجاوز ال 15% علي مستوي الضفة والقطاع هم الغير منتمين لاحزاب سياسية مما يجعل هذه الجماهير خاضعة لقرارات احزابها وقياداتها بالتالي هي ليست صاحبة قرار في التفجير بل هي تنفذ قرار التفجير من قبل قيادتها لان الامر ليس متعلقا بالاحتلال حيث تكون الهبة جماهيرية والموت شهادة بل تختلف كليا فهنا الصدام داخلي وايضا في هذا الصدام تكمن خصوصية اخري هي العامل الثاني .
2- خصوصية الحكومات .
حيث ان حكومات الشعب الفلسطيني ايضا تخضع للاعراف الحزبية وشخوصها بالاغلب هم قيادات ومناضلين ومجاهدين وبالاساس هم قيادات في هذه الاحزاب التي تشكل الغالبية الفلسطينية وجاؤوا عبرها والتي لها امتدادها مما يجعل الامر اقرب الي الحرب الاهلية اكثر منه ثورة تغيير .
هنا استغرب بشدة نداءات قيادات الكثير من الفصائل الفلسطينية للشعب الفلسطيني بان يثور علي الظلم الواقع عليه نتيجة اختلاف الاحزاب الذي عاد عليه بالبؤس والتشتت وتراجع خطير للقضية الوطنية وكأنهم لا يعلمون طبيعة التركيبة الفلسطينية وان هذا الشعب مقسم فيما بينهم ولا يتحرك الا بقرارات مباشرة منهم فكيف اصبح فجأة صاحب القرار . وهنا يطرح السؤوال نفسه هل دور القيادة التحريض ام القيادة .
ويظهر هنا الاختلاف جليا بين القائد الحزبي والقائد الوطني .. ياسر عرفات رحمه الله كان قائد للشعب الفلسطيني باكمله وحاميا للقضية ومشروعها الوطني ولكننا الان لا نجد قائد وطني فجميعهم قادة احزاب تأثيرهم يقتصر علي احزابهم فقط .. وما يؤكد ذلك ان لا احد اخذ علي عاتقه قيادة الشعب في هذ المرحلة واضحة الازمة الوطنية والحاجة لشخصية يجتمع عليها الكل الفلسطيني وان تعارض معه في بعض المواقف لكن لا يختلف عليه . اما الان في ظل لغة التخوين المتبادلة والمستمرة والتي تصل حد التقزز بات من الواضح ان التقاء هذه الفصائل علي قلب رجل واحد من اجل هدف اسمي من كل الاحزاب هو امر شبه مستحيل ويحتاج لمعجزة الهية .
أُلخص ما سبق في الاتي :-
ان الشعب الفلسطيني لطالما كان رمزا للعنفوان ورفض الظلم ومقاومة القهر وما صمته علي بؤسه الحالي الا حالة خذلان من قادته فعلي من يثور وعلي من يتمرد في الضفة الغربية الحكومة فتحاوية لها جماهيرها التي تراها وطنية و اي محاولة للتمرد عليها هي خيانة وطنية وستدافع عنها هذه الجماهير في غزة كذلك الامر الحكومة حمساوية ولها جماهيرها التي تراها محاصرة ومتأمر عليها عربيا وفتحاويا حد زعمهم بالتالي هم سيدافعون عنها من اي محالة للثورة .
مما يجعل الامر حرب اهلية لا محالة والكل الفلسطيني يدرك ذلك وفي الوقت ذاته لماذا القيت الكورة في ملعب الشعب ( القاعدة ) بينما كل القيادات علي تواصل واغلبهم يتبادل التهاني في المناسبات بينما الشعب (القاعدة ) يضع وردا ودموع علي اضرحة ابنائه ( شهداء صراعاتكم ) لماذا القيتهم الكورة في ملعب ابنائكم يا اولياء الامر
كونوا قادة وطنين وتحرروا من الحزبية ليتحرر شعبكم من الاحتلال.
بقلم/ سامي أبو لاشين