غزة لن تقهر من... !

بقلم: نبيل عبد الرؤوف البطراوي

اخيرا جاء النداء والرفض من قبل مدير عمليات أونروا في غزة روبرت تيرنر والتي أكدة وهي ومؤسسات دولية عدة بأن الوضع في غزة لم يعد يطاق وأن غزة تعيش على حافة الانهيار أو الانفجار ،قد عايش هذا المسئول الأممي غزة خلال حربين وعاش حالة الدمار التي حلت بغزة خلال تلك الحربين وما تراكم خلال الحرب التي سبقتها ،وأكد وكما يعرف الجميع بأنه الى اليوم ومع اقتراب مرور عام على الحرب الأخيرة لم يعمر بيت واحد وكما ذكر في كتاب استقالته بأن خطة سيري للأعمار لا يمكن أن تجلب الأعمار وقال غيره بأن مائة عام بهذه الخطة لا يمكن أن تعيد غزة الى ما كانت عليه وهذا يعني أنه في حال نفذت خطة سيري كما أتفق عليها أي أن غزة ستكون متخلفة عن المحيط القريب وليس البعيد ما لا يقل عن 500عام على أبسط تقدير ،في حال لم نقم بمحاولات جلب انتصارات جديدة كتلك التي حققناها في الحروب الثلاثة الماضية لأن الانتصار القادم وكما وعد ليبرمان بأنهم سوف يبدؤون من حيث توقفت الحرب الأخيرة وكلنا يعلم بأن معركة النصر الاخيرة قد توقفت عند الابراج .

اليوم تحدثت مع صديق عن ما حدث من اطلاق صواريخ من غزة وما تلاه من رد فعل صهيوني فكان رد صديقي بأنها لعبة تجار وهنا بادرته بالسؤال تجار أيش في السابق كان التجار يفعلون هذا لكي تغلق المعابر وترتفع الأسعار ولكن اليوم المعابر مغلقة طبيعيا والنصر الذي حققناه في الحرب الاخيرة الى اليوم لم يفتح المطار ولم يصنع الميناء ،لكي يعمد التجار الى هذه الأفعال ،فقال ممكن من أجل أغلاق معبر رفح ....وهنا خرجت الصحف العبرية لتقول بأنه نتاج خلاف بين أحد الفصائل نتيجة رفض قائد ميداني قديم تسليم قائد ميداني جديد ....المهم في النهاية تم تبادل الرسائل من تحت الماء حتى يذوب الحبر بين المعنين بالأمن بين غزة واسرائيل بأن هذه الصواريخ ليست مقاومة ولكنها عبثية من أجل خلق مشاكل لغزة هي في غني عنها اليوم وحين تقرر غزة العودة الى فكرة المقاومة والتحرير وتغلق كل الأفاق ستعيد كتابة عبارة هذه صواريخ مقاومة وليست عبثية حتى لو لم يكن القرار وطني كتلك الصواريخ التي أطلقت بالأمس

.وهنا أعود الى الكلمات التي ذكرها روبرت تيرنر إن غزة مكان أثبتت الروح البشرية فيه مرات ومرات بأنها لا تقهر. وازيد على قوله لأن فيها قوم جبارين كما ذكر بني اسرائيل الى نبي الله موسى وكما كان يحب أن يسمي شعبه الرئيس ياسر عرفات نعم غزة لن تقهر بغزو خارجي مثل عصا سيدنا سليمان وعندما سخرها نبي الله سليمان لبناء المعبد , وقف عليه السلام متكئا على عصاه , يرقب العمل , الى أن جاء أجله وانتقل الى جوار ربه , بقى هذا الجسد متكئا على عصاه فترة من الزمن تكفى لدابة الارض أن تأكل منسأته .

وهنا كم دابة أرض اليوم موجودة في غزة تكفي لكي يسقط هذا الجسد الشامخ عبر الزمان أليست المقامرة والمتاجرة والبطالة والفقر والجوع وانتشار الجريمة والعنوسة والطلاق والهجرة الجماعية وتفضيل الموت في عرض البحر على البقاء في غزة واخيرا رفض ترك المواقع القيادية من خلال اشعال معارك غير محسوبة العواقب ،وخاصة بعد تصريحات الرئيس الإسرائيلي " رفلين" لا يوجد لدي أي مانع أو معارضة على إجراء مفاوضات مع حركة حماس .بعد هذا التصريح لا يوجد مانع بأن تبقى غزة على هذا الحال عشرين سنة أخرى لكي تقنع العالم واسرائيل بأنها أهل للحفاظ على المصالح المشتركة .

بقلم/ نبيل عبد الرؤوف البطراوي