توقيت زيارة وزير خارجية أرمينيا ادوارد نالبانديان إلى دمشق هام جدا لجهة اتساع جبهة المقاومة ضد الإرهاب الدولي الذي يستهدف سورية و محور دمشق – لبنان ( المقاومة ) - طهران- موسكو- استانا - بكين- كاراكاس -بيونغ يانغ..
ازدياد شراسة الحرب العدوانية الكبرى التي تتعرض لها سورية اليوم تحت مسميات و ذرائع واهية تقتضي مزيدا من الالتقاء و التنسيق بين دول المحور الممتد من دمشق إلى بيونغ يانغ و في هذا الإطار تأتي زيارة نالبانديان إلى سورية .
خلال لقاءاته مع المسؤولين السوريين و في مقدمتهم الرئيس بشار الأسد و في المؤتمر الصحفي المشترك مع وزير الخارجية وليد المعلم جدد وزير الخارجية الأرميني التأكيد بشكل لا لبس فيه على انه "لا بد من مواجهة دولية قوية للإرهاب في الشرق الأوسط ولاسيما في سورية .. ونحن قلقون من المواجهات المستمرة في سورية والأزمة الحاصلة والكوارث التي نتجت عن عمليات الإرهابيين في سورية " .
فما يجري في سورية هو نتيجة المواقف المتآمرة والدعم للإرهاب من قبل فرنسا و محورها في المنطقة و العالم ، و هذا ما حدا برئيس الدبلوماسية السورية وليد المعلم لأن يخاطب نظيره الفرنسي لوران فابيوس بالقول "اكفونا شركم " .
إن ابتعاد أبناء جلدتنا عن نصرة الحق في سورية ليس مستغربا على الإطلاق و لنا في القضية الفلسطينية مثال حاضر دائما و كيف باعها الكثير من الرسميات العربية في أسواق النخاسة و أدراج المنظمات الدولية منذ أكثر من ستة عقود من الزمن . و المفارقة العجيبة أن هؤلاء يقررون تشكيل قوة عربية مشتركة لنصرة الحقوق العربية في زمن "الربيع العربي " ، و في المشهد العربي الراهن يمكن إدراك متى و أين و كيف سيكون عمل هذا القوة .
الحالمون بتقسيم سورية و القضاء على محور المقاومة يقعون في إسار الوهم إذا ظنوا أن مخططاتهم يمكن أن تنجح مع توسيع دائرة الدعم للإرهابيين و الضغط و فرض مزيد من الحصار و الضغط و محاولات التهديد و الوعيد ضد الدولة السورية . و "نقول لوزير خارجية فرنسا عليه أن يوقف التآمر على سورية هو وحلفاؤه والشعب السوري قادر على صد هذه الهجمة ومنع أي محاولة للتقسيم ". و"من يدعم انتصار " النصرة وداعش" في سورية حاقدون وموتورون والسعودية والأردن وقطر وتركيا هي من تتآمر وتصعد ضد سورية " .رسالة واضحة من دمشق على لسان المعلم إلى الجميع .
حرب الإبادة مستمرة بحق الشعوب و الأمم المناهضة لمؤامرات الطغاة و الدول الرأسمالية و محور الإرهاب الدولي و لن تكون الإبادة الأرمينية و السورية و ما بينهما الفلسطينية والصومالية و اللبنانية و العراقية و الليبية و اليمنية و المصرية و غيرها إلا ناقوس خطر لما يمكن أن يحمله مستقبل المنطقة و الوطن العربي من محاكاة لإبادة الهنود الحمر . وهذه الجرائم الدولية تنتقل بكل حجمها وعمقها من جيل لآخر وتترك في نفس ومصير كل فرد أثراً معنوياً وثقافياً وسياسياً مدمراً.
لقد قال الرئيس الأسد في أكثر من مناسبة : "إنه لا يخفى على أحد عمق العلاقات السورية - الأرمينية التي تستند إلى صداقة تاريخية عميقة ومتينة ومتجذرة عبر قرون من الزمن ، و هي لا تنحصر فقط في مجال احتضان سورية لمواطنين من أصول أرمينية.. بل إن الشعب الأرميني أثبت أنه شعب عريق يتحلى بأسمى القيم الأخلاقية وهذا ما سهل اندماج أبنائه في جميع المجتمعات التي تواجدوا فيها حيث استحقوا شرف المواطنة في سورية وأصبحوا جزءا لا يتجزأ من نسيج المجتمع السوري الذي يعتبر مثالا للتنوع والاندماج الحضاري ، وان هذا الاندماج الثقافي من دون ذوبان .. هو الرد على ما يروج من أفكار وايديولوجيات وممارسات عنصرية روجت لبروز بدايات لصراع الحضارات والثقافات والأديان والأمم .. الأمر الذي أدى إلى زعزعة الأمن والسلم العالميين في مناطق كثيرة من العالم .. ولاسيما في منطقتي الشرق الأوسط والقوقاز وآسيا ".
و بعد
هل تتعظ الدول العربية التي تدعم أنظمتها الإرهاب و مشاريع التقسيم و التفتيت و مؤامرة الربيع العربي من صمود محور المقاومة و الممانعة الممتد من دمشق إلى بيونغ يانغ و تعود إلى رشدها قبل فوات الأوان و إلا فان حرب الإرهاب الكبرى سوف تطال الجميع و عندئذ سيكتب التاريخ إنكم من ساعد على تكرار إبادة الهنود الحمر بحق شعبكم و أمتكم و من يعش سيدون جرائمكم و تاريخكم الأسود .
بقلم/ نعيم إبراهيم