استقالة توني بلير كمبعوث للجنة الرباعية الدولية لم تحدث انعكاس لدى الفلسطينيين ولم تحدث ردود فعل رسميه من الجانب الفلسطيني للدور السلبي الذي مارسه بلير أثناء مهمته طيلة الثماني سنوات ، طيلة الثماني سنوات على تعيين بلير مبعوث للرباعايه الدولية للسلام ظل خلالها وفيا لسياسات الاداره الامريكيه ومدافع عن سياسات إسرائيل التوسعية والاستيطانية والعدوانية ، وكان مخادع في ادعاءاته بالعمل لوضع اسس الدوله الفلسطينيه ، توني بلير رسخ سياسة بلاده بدعم اسرائيل حيث ان الكيان الاسرائيلي الذي اغتصب الارض الفلسطينيه وانتزع الحقوق الوطنيه الفلسطينيه هو بفعل السياسة البريطانية التي منحت فلسطين كوطن قومي لليهود بموجب وعد بلفور ، تعيين بلير مبعوث للرباعيه الدوليه كان مكافأة امريكا للدور الذي لعبه في غزو العراق حيث اجبر على الاستقاله من قبل قادة حزب العمل في بريطانيا وان بلير كان الأكثر قربا لسياسة المحافظين الجدد في واشنطن ، توني بلير منذ الانسحاب الاحادي الاسرائيلي من قطاع غزه وهي تخضع للحصار الاسرائيلي وتعرضت غزه لعدوان 2008 و20012 و2014 برر بلير الحصار الاقتصادي والعدوانية الاسرائيليه بعبارة الدفاع عن النفس ونسي بلي ران اسرائيل دولة احتلال وعليها التقيد بالاتفاقات الدوليه ، حاول توني بلير في 2008 التسويق لخطة احلال السلام تعتمد على تطوير الاقتصاد الفلسطيني ضمن سياسة مقايضة الحقوق بالاقتصاد وذلك ضمن ربط الاقتصاد الفلسطيني بمصالح اسرائيل والغرب واطلق على مبادرته اصطلاح السلام الاقتصادي ضمن مهمة تفريغ القضية الفلسطينية من أي مضمون لحماية احتلال اسرائيل ومستوطناتها وافساح المجال لاسرائيل لاستكمال مشروعها الاستيطاني التهويدي ،لقد تكلفت مهمة بلير ملايين الدولارات دون فائده من مهمته وقد حصلت اجتماعات كثيره في مقار باهظة التكاليف وقد حجزت خمسة عشر غرفه في فندق امريكان كولوني لمدة اربع سنوات ودفعت تكاليف حراسه من الامن البريطاني وتمت اكثر من مائة زياره للمنطقه وعين عشرات الخبراء والمستشارين على نفقة الامم المتحده والنتيجة بعد ما يقارب ثماني سنوات كانت كارثيه على الشعب الفلسطيني ولم يتحقق من الوعود سوى ارشيف من الكلام والتصريحات والاجتماعات لم تثمر عن اية نتائج تذكر لبناء اسس الدوله الفلسطينيه ولم يتحقق السلام الموعود ، مهمة بلير بالحقيقه لم تتجاوز سعيه لتحسين ظروف الحياة المعيشيه للفلسطينيين في ظل الاحتلال الاسرائيلي ولم ترتكز أي من خطط بلير على حق الشعب الفلسطيني باقامة دوله مستقله يتم من خلالها اقامة اقتصاد فلسطيني مستقل وفق سياسات يقررها الشعب الفلسطيني بارادته واختياره الحر ، وليس وفق اجندات ترضي اسرائيل ومصالحها وتخدم استمرار احتلالها لما تبقى من فلسطين التاريخيه ،، وفق السفير البريطاني السابق في ليبيا أوليفر مايكل، قوله ان مهمة بلير ليست "سوى غطاء لتجنب القضايا الحقيقية التي يعاني منها الشعب الفلسطيني في ظلّ الاحتلال". توني بلير المؤتمن على تحقيق عملية السلام واقامة الدوله الفلسطينيه والعمل على انسحاب اسرائيل من الاراضي الفلسطينيه المحتله خان الامانه وعرض جهود انضمام فلسطين الى الامم المتحده واعتبرها مسألة تثير الصدامات بل وأخطر من ذلك، حضّ الحكومة البريطانية المحافظة برئاسة ديفيد كاميرون، الأقرب إلى إسرائيل، على عدم تأييد المسعى الفلسطيني وربط الدبلوماسية البريطانية تأييد المسعى الفلسطيني بتعهدات وضمانات دولية وفلسطينية لإسرائيل لا يمكن الموافقة عليها، لأنّها تفرض التزامات قاسية طويلة الأمد، تحدّ من الحقوق الفلسطينية، وخصوصاً حق العودة والتعويض والاستقلال الفلسطيني الحقيقي. يعتبر بلير على نطاق واسع منظّراً يمثّل المحافظين الجدد، وكان مبكراً في دعوته لمواجهة الإسلام السياسي واتباع سياسة غربية للتعامل مع "الربيع العربي"، وسياسات المنطقة، بهدف التدخل ورسم حدودها، على غرار ما حدث في سايكس بيكو عشية الحرب العالمية الأولى. ونجح في الاحتفاظ بموقع "وهمي" تحت مسمى مبعوث السلام الدولي في الشرق الأوسط، من خلال الدعم الأميركي والإسرائيلي، وأقام "امبراطورية" استشارات وخدمات شرقاً وغرباً، لدول عربية وغير عربية، لكنّه في ما يخص عمله الرئيسي كممثل للرباعية، فشل في مساعدة الشعب الفلسطيني للتخلص من الاحتلال وإقامة سلام عادل وفق قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وكما نصّ تخويل تأسيس الرباعية.اثر انتهاء مهمة وزير الخارجية الأميركية جون كيري، التي باءت بالفشل، عاد بلير إلى المنطقة وعادت تصريحاته وجولاته ولقاءاته، التي لم يصرّح فيها عن مسؤولية إسرائيل في إفشال جهود كيري، كما فعل مسؤولون أميركيون حتى. اقتصرت مهمة بلير طيلة هذه الفترة، على ملء الفراغ في الحديث عن السلام وعن جهود اقتصادية وإزالة حواجز وضبط نفس. لم تكن مهمته سوى شاهد ومشارك في كل الخراب والدماء التي سبّبتها سياسات واشنطن ولندن، وما نشهده من دمار يشمل بغداد وفلسطين مروراً بدمشق وليبيا ومصر واليمن . هي السياسه الاستعماريه والعدوانيه التي مثلها بلير كمبعوث للجنة الرباعية لعملية السلام الذي ناصر المعتدي وايد عدوانيته واقر بحق اسرائيل في الدفاع عن نفسها تبريرا لجرائمها المرتكبه بحق الشعب الفلسطيني المحتل الاعزل ، توني بلير يجب ان يحاكم لانه استغل منصبه كمبعوث للرباعيه الدوليه لتحقيق مكاسب خاصه والعمل لحسابه الشخصي بعقد صفقات على حساب وظيفته وهي جريمه يعاقب عليها القانون البريطاني ، توني بلير استقال بعد ان انجز مهمته بتدمير مقومات اقامة الدوله الفلسطينيه المستقله وعاصمتها القدس انجز مهمته في خدمة اسرائيل ومشاريعها الاستيطانيه وايد عدوانية اسرائيل واصطف لجانب اسرائيل امام كافة المحافل الدوليه وان جرائمه هذه لا بد وان يسأل عنها لانه مارس الخداع والكذب على المجتمع الدول وبدد الاموال دون تحقيق اية نتائج تذكر فلا اسف عليه لانه ساهم في تدمير عملية السلام وتدمير مقومات اقامة الدوله الفلسطينيه وان السلطه الفلسطينيه عليها ان تلاحقه امام الجهات الدوليه للدور الذي قام به بالتواطؤ مع إسرائيل بتحقيق أهدافها ودعمها لمشاريع الاستيطان وتأييد عدوانيتها بحق الشعب الفلسطيني وانه حقق من جراء ذلك فوائد ماديه عادت عليه بالنفع المادي بتوقيع عقود لصالح شركته لتقديم استشارات مقابل ملايين الدولارات من خلال استغلاله لمنصبه كمبعوث للرباعيه الدوليه.
بقلم/ المحامي علي ابوحبله