سمعنا عن معركة كروية فلسطينية داخل أروقة الاتحاد العالمي لكرة القدم "الفيفا" حول مشروع القرار المقدم بمعاقبة اسرائيل وطرد اتحاد كرة القدم الاسرائيلي من الفيفا، والذي يُعد استثماراً للدور الرياضي في مناهضة الإحتلال ومقارعته في الساحة الرياضية.
هذه المعركة لا تقل عن معارك الفلسطينيين مع الاحتلال، تأتي ممزوجة في مقاومة سياسة الاحتلال الإسرائيلي الرامية إلى تقييد الفلسطينيين في كافة المجالات ومحاولاته كبح الدور الفلسطيني الرياضي الاقليمي والدولي.
تعددت المضايقات والممارسات من الاحتلال والتي يضعها عقبة من أجل عرقلة مسيرة الرياضة الفلسطينية والتي لم تكن بمنأى عن ممارسات الاعتقال والتعذيب والتضييق على الفلسطينيين بشكل عام.
تلك المضايقات المتعددة من اعتقال لاعبين ومنع آخرين من السفر للالتحاق بالمباريات الدولية، واستهداف المنشآت الرياضية، وعدم السماح للفرق الرياضية بالتنقل بين الضفة الغربية وقطاع غزة ما يمنع وجود دوري واحد في دولة فلسطين، ناهيك مشاركة "لعب" فرق كرة القدم للمستوطنات في الدوري الاسرائيلي، ولا ننسى كم الشهداء الرياضيين الذين تم اغتيالهم واستهدافهم.
إلا اننا تفاجأنا من التصرف الأرعن لجبريل الرجوب رئيس اللجنة الأولومبية الفلسطينية، الرياضي غير الرياضي واللواء غير العسكري والذي لم يكمل تعليمه الثانوي، وسحب طلب تعليق عضوية إسرائيل في الفيفا أثناء كلمته التي ألقاها في الكونغرس الـ 65 للاتحاد الدولي، بمدينة زيوريخ.
هذا الموقف كما مواقف أخرى على الساحة الدولية للسلطة الفلسطينية خذل الشعب الفلسطيني وخذل الرياضة الفلسطينية ورياضيّها، وخذل أنصار القضية الفلسطينية خاصة وأنه جاء بأيٍد فلسطينية.
لقد كان قرار طلب تعليق عضوية إسرائيل في الفيفا قادراً على أن يحقق للفلسطينيين وللكرة الفلسطينية مكاسب ونتائج لا تقل عن المعارك الميدانية، فسياسياً قد يستفاد من هذا القرار محاسبة اسرائيل على جريمة الاستيطان من خلال طرد اتحاد كرة القدم الاسرائيلي من الفيفا، وأيضاً بمطلبية الحصول على تعهد الاحتلال عدم التضييق على الكرة الفلسطينية وتقييد حركتها، وهذا بذاته يعد انتصاراً حقيقياً للفلسطينيين في المحافل الدولية في مجالاتها المتعددة.
لقد جاء جبريل رجوب من بني جلدتنا ليسحب البساط للحصول على نشوة انتصار هذا الانجاز عندما رفع الكرت الأحمر في وجه الرياضة الفلسطينية كما كان يرفعها في وجه المقاومين الفلسطينيين عندما كان مديراً لجهاز الامن الوقائي في الضفة الغربية، فالذاكرة لم تمح بعد تسليمه لخلية صوريف القسامية عام 1997م، وتسليمه للمعتقلين من كتائب القسام في سجن مقر الأمن الوقائي المحاصر في بيتونيا للإسرائيليين وذلك في أوائل شهر أبريل/نيسان 2002، ومسؤوليته عن تعذيب المهندس الثاني لكتائب القسام الشهيد محي الدين الشريف.
لقد تناسى جبريل عندما وقف وطالب برفع البطاقة الحمراء ضد العنصرية الإسرائيلية، ولكن هذا هو حالنا كفلسطينيين عندما تنسب قضيتنا لغير أصحابها الذين سرعان مايتنازلوا عنها بإستسهال، وتقرير جولدستون لم يكن عنا ببعيد، فقد أصبحت قضيتنا في أيدٍ ليست بأمينة ولا تسعى لصونها أو الدفاع عن شرفها المغتصب.
لقد كنا نتمنى أن تستمر معركتنا الرياضية في هذه التجربة التي وإن نجحت وقتها، لانتزع الفلسطينيون جزء يسيراً من حقوقهم الفلسطينية المسلوبة ، إلا أننا مازلنا بعيدين كل البعد عن نيل بعضٍّ من حقوقنا ،لا لسبب أكبر من أن مهاجمينا ومدافعينا هم أول من سيسمح لعدونا رمي الاهداف في مرمانا.. وهاردلك لقضيتنا .
بقلم/ عماد أبو الروس