الولايات المتحدة الامريكيه تفاوض الحوثيين فهل القرار الدولي لمجلس الأمن رقم 2216 أصبح من الماضي

بقلم: علي ابوحبله

حين تضطر الولايات المتحدة الأمريكية لفتح قناة حوار مع تيار أنصار الله الحوثي في مسقط يعني أن أمريكا باتت مقتنعة أن الحرب على اليمن وصلت لطريق مسدود وان هناك مخاطر حقيقية تتهدد المصالح الامريكيه في منطقة الخليج العربي وان حليفها السعودي فشل في تحقيق أهدافه العسكرية ، لا شك ان محادثات الامريكيين في مسقط تهدف الى الوصول لاتفاق سياسي يؤدي الى عودة الامن والاستقرار في اليمن بعد فشل الحل العسكري في فرض الاستسلام على تيار انصار الله وحليفة الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح ، امريكا تفاوض الحوثيين وتخرق قرار مجلس الامن الدولي رقم 2216 بشان اليمن حيث اقرار قرار مجلس الامن عدد من القرارات تحت الفصل السابع من ميثاق الامم المتحده ومنها بحسب قرار مجلس الامن الكف عن استخدام العنف وسحب الحوثيين قوتهم من جميع المناطق التي استولوا عليها ، بما في ذلك العاصمة صنعاء، وكذلك "التخلي عن جميع الأسلحة الإضافية التي استولوا عليها من المؤسسات العسكرية والأمنية، بما في ذلك منظومات القذائف"، و"التوقف عن جميع الأعمال التي تندرج ضمن نطاق سلطة الحكومة الشرعية في اليمن وكذلك الالتزام بنتائج مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، واستئناف وتسريع المفاوضات الشاملة لجميع الأطراف التي تجري بوساطة من الأمم المتحدة، والتي تتناول أموراً من بينها المسائل المتعلقة بالحكم، وذلك من أجل مواصلة عملية الانتقال السياسي بهدف التوصل إلى حل توافقيويشدد، في هذا الصدد، على أهمية التنفيذ الكامل للاتفاقات المبرمة والالتزامات التي تم التعهد بها من أجل بلوغ ذلك الهدف ،ويدعو الأطراف إلى الاتفاق على الشروط الكفيلة بأن تفضي إلى التعجيل بوقف العنف، وفقاً لميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، بما في ذلك القرار الحالي والقرار 2201 عام 2015 ، وان القرار شمل عقوبات وضغوط سياسيه واقتصاديه على تيار انصار الله وحليفهم علي عبد الله صالح على امل توقف توسعهم العسكري في اليمن , قرار مجلس جاء داعما للسعوديه في حربها وموقفها من الحوثيين وعلي عبد الله صالح ، يبدوا من معطيات الاحداث ومن فتح قناة للتفاوض مع الحوثيين من قبل الامريكيين انهم ادركوا من عدم جدوى قرارات الامم المتحده وفشل قرار مجلس الامن من تحقيق الاهداف الامريكيه الداعمه لحلفائهم السعوديين فقرروا فتح قناة مع الحوثيين ومفاوضتهم.

الموقف الامريكي لم يتم بالنسيق مع السعوديين وجرى بمعزل عن حكومة هادي حيث بين راجح بادي المتحدث باسم حكومة هادي في الرياض ان المفاوضات التي كشف عن وجودها بين الحوثيين والامريكيين في مسقط جاءت بطلب من الامريكيين ، ومهما يكن من نتائج هذه المحادثات التي تدلل ان الذي يحكم السياسه الامريكيه في المنطقه هو مصالحها وليس مصالح حلفائها وان امريكا ورطت السعوديه وحلفائها بحرب اليمن وهي تلتف على الموقف السعودي وتضرب بعرض الحائط بقرارات مجلس الامن وتفاوض عبد الملك الحوثي.

الحوثيون هم اليوم في موقف تفاوضي قوي جدا في اليمن لانهم اصحاب القوه والنفوذ على الارض وهم لم يخسروا قوتهم على الارض من جراء القصف السعودي وان الخسائر في معظمها لحقت بالشعب اليمني وبنيته التحتيه وان السعوديين بحربهم على اليمن في عاصفة الحزم واعادة الامل استعدوا الشعب اليمني وعرضوا امن المملكه العربيه السعوديه للخطر وان التفجيرات في القطيف والدمام هي ضمن المخاطر التي تتهدد امن المملكه السعوديه ، ان الجهود الديبلوماسيه التي يجريها المبعوث الاممي الى اليمن اسماعيل ولد الشيخ في الرياض مع مسؤولين سعوديين والرئيس اليمني المنتهية ولايته عبد ربه منصور هادي تهدف الى ما يشبه صيغة التوصل لاتفاق مرن مع انصار الله للذهاب الى مشاورات جنيف من اجل انهاء الازمه في اليمن ووقف الحرب التدميريه التي تستهدف اليمنيين ، الحرب على اليمن فشلت في تحقيق اهداف السعوديين وان الامريكيون يدركون مدى الخسارة التي ستلحق في حليفهم السعودي وهم بادروا لمفاوضة الحوثيين.

الامر المؤكد ان المفاوضين الامريكيين سيواجهون مفاوضين يتسمون بالتشبث بالمواقف والمطالب التي تتعارض وتطلعات الحليف الامريكي السعوديه حيث من المؤكد رفض الحوثيين وقوات علي عبد الله صالح الانصياع لقرار مجلس الامن والانسحاب من المدن اليمنيه وكذلك التمسك بمطالبهم لرفع الحوثيين ومن يمثلهم وحلفائهم من قوائم الارهاب ومطالبة المملكة العربيه السعوديه بتعويضات كبيره نتيجة الخسائر التدميريه التي نتجت عن الحرب السعوديه على اليمن ، امريكا بدخولها على خط المفاوضات وجلوسها مع الوفد الحوثي كسرت قرار الامم المتحده وان الحوثيين بذلك حققوا انتصارا ديبلوماسي واعتراف بهم وبوجودهم من قبل امريكا وهذا بالنسبة لهم انجاز كبير ، لقد تحقق للحوثيين هدفهم من مواجهة التحالف السعودي وتمكنوا من انتزاع موقف دولي للاقرار بشرعيتهم بخلاف ما نصت عليه قرارات الامم المتحده ، وعلى قوى التحالف السعودي وخاصة مجلس التعاون الخليجي ان يدركوا ان لغة المصالح هي التي تتكلم وهي التي تتصدر الموقف وان امريكا لا يهمها سوى مصالحها ولا يوجد معيار ثابت لدى الامريكا لتعريف الارهاب وليس مستبعدا توجيه الاتهامات للسعودي هاو اية دوله من دول التحالف السعودي بممارسة الارهاب واخضاعها للعقوبات اذا املت مصالح امريكا اخذ هذا المنحى وهذا يدلل على ضرورة الصحوة العربيه والمبادرة لترميم الوضع العربي والتحلل من التحالف مع امريكا والصهيونيه العالميه والنظر للامور بمنظار الواقعيه وضمن حسابات تاخذ بالحسبان المصالح العربيه بمنظار الامن القومي العربي بعيدا عن اجندة الصراعات التي نشهدها وفي محصلتها خدمة مصالح امريكا وتحقيق امن اسرائيل على حساب امن دول المنطقه والامن القومي العربي.

بقلم/ المحامي علي ابوحبله