أتعبتمونا يا قادة والحل بسيط

بقلم: رمزي النجار

بعد عام من تشكيل حكومة الوفاق الوطني الفلسطيني للخروج من الأزمة الداخلية بإنهاء الانقسام وتوحيد مؤسسات الوطن واجراء الانتخابات العامة ما زالت رعونة الأطراف المعطلة والمستفيدة من الانقسام وانتهازيتها وأنانيتها هي السمة الغالبة والسيف المسلط على رقاب الشعب، فالحكومة عالقة في مكانها لعدم تمكينها من أداء مهامها ووضع العراقيل والعقبات في طريقها، لتبقى البلد معطلة منذ تسع سنوات عجاف ولا حياة لمن تنادي، ويبقى الشعب هو الضحية، والكل تناسى بأن الشعب وحده هو من أوجدهم في هذه الأماكن، فليحكموا الشعب في قول كلمة الفصل ليكن له ما يريد، ولكن لمن نترك الامتيازات والغنائم وليس من الضروري ذكرها لأن الشعب يعرف حقيقة الواقع المر الذي يعيشه، والأدهى من ذلك أصبحت المغالطات سيدة الموقف واختلط الحابل بالنابل، واشتعال المناكفات بين الأطراف وتوزيع الاتهامات بين الخيانة والانبطاحيه، وبالمحصلة النهائية وصلت الأطراف إلى مستوى غير مسبوق من انعدام الثقة بينهما، وباتت الاتفاقيات الموقعة حبرا على ورق وشتان بين تفسيرها كلا وفقا لمصالحة الفئوية الحزبية بما يخدم رؤيته للحل، وأصبحت أطراف الانقسام تعيش حالة جفاف فكري كامل، ولم يعد هناك مكان لقول الحقيقة.

لقد أتعبتمونا يا قادة الانقسام واتعبتم الوطن بأنانيتكم وغروركم وحبكم لذاتكم غير أبهين بمعاناة أبناء الشعب، بل تنغصوا على الشعب بالتضييق على حياته الطبيعية، ولم يعد أهل غزة قادرين على تحمل الأزمات تلو الأزمات التي تعصف بهم من الحروب وأدنى متطلبات الحياة اليومية، وهذا يعد مجلب للهموم والأحزان ومشقة وتعب وقلق على مستقبل ابنائهم افسد للناس حياتهم، فالمواطن بات يشعر أن مشكلته مع أطراف الانقسام في توفير الخدمات العامة والأمن والاستقرار، ولم يعد الشعب قادرا على التحمل أكثر مما هو عليه، فقد نفذ صبره وتوقفت مصالحه وساءت عيشته، وأنتم تلهثون وراء السيطرة وممارسة لعبة الحكم بالقوة والتثبت بالسلطة على حساب آلام ومعاناة الشعب، بل ذهبتم إلى أبعد من ذلك بأعمال المجاكره واثبات الذات والمقايضة على إيجاد حلول لمشاكل غزة على حساب توفير الأمن لإسرائيل مقابل التنمية، وهي مراهنة خاسرة لا تخدم قضيتنا لا من قريب ولا من بعيد، وتشكل ضربة في الصميم للمشروع الوطني الكبير .

باعتقادي أن الحل بسيط جدا، وباختصار شديد ليرجع جميع الأطراف الى حكم الشعب صاحب السيادة الحقيقة على هذه الأرض ليقول كلمة الفصل في صندوق الانتخابات العامة واعطاء المشروعية، ولا يتطلب الأمر سوى أن يقبل الجميع بحكم الشعب، فالوطن الفلسطيني أغلى من كل شيء، لقد حان الوقت لثبتوا لفلسطين وطنيتكم وولائكم وانتمائكم إليها، واجعلوا التاريخ يكتب عنكم بأنكم حملتم الأمانة وأديتموها على أكمل وجه، فالشعب له وزنه ومكانته وكلمته وبالتأكيد يحب الخير لوطنه أرضا وهوية وبالذات إن كانت فلسطين التي بحاجة أن تتمتع بقيادة حكيمة هدفها الارتقاء بالوطن والمواطن.

بقلم/ رمزي النجار