لقاء ابو مازن مع الامير علي بن الحسين، خطوة في الاتجاه الصحيح

بقلم: رشيد شاهين

خيمت خلال الايام الاخيرة الكثير من مشاعر الاستهجان والتساؤل والاستغراب حد الاستنكارعلى الجماهير الفلسطينية والاردنية بشكل خاص وربما العربية بعامة.
كان ذلك على إثر ،الهمروجة" و "البلبلة" و"الارباك" التي نتجت عن تضارب المواقف والتصريحات والبيانات الصادرة في كل ما يتعلق بموضوع الفيفا، وموقف الاتحاد الفلسطيني ورئيسه بالتحديد.
ما حدث في "همروجة" الفيفا، هو في واقع الامر، انعكاس للكثير من القضايا والمواقف في السياسة الفلسطينية، وهو يفضح بشكل صارخ كيف يتم التعامل مع القضايا التي هي في كثير منها، قد تكون مصيرية، وتثبت بدون شك ان السياسة الفلسطينية ليست سياسة بالمعنى الحقيقي، بل هي عبارة عن "اجتهادات" تصل حد العبثية في الكثير من الاحيان.
فبينما كان الجانب الصهيوني منشغلا في تنسيق المواقف ابتداء من اصغر موظف في الخارجية وانتهاء الى رأس الهرم في دولة الاحتلال، كنا نرى على الجانب الآخر، ممارسة فردية بامتياز، لا علاقة لها بكيفية اتخاذ القرار، ولا يمكن ان يحدث هذا الذي حدث حتى على مستوى مؤسسة صغرى قد لا تحوي عددا من الموظفين الذين لا يزيد عددهم عن اصابع اليد الواحدة.
ما جرى هو في حقيقة الأمر، تكرار لسياسات "عدمية" اذا جاز التعبير، جربناه في تقرير غولدستون، وطرح موضوع الاعتراف بالدولة على مجلس الامن، وسواهما من القضايا، التي تضرب عمق المصلحة الفلسطينية.
ان يقوم الرئيس محمود عباس خلال رحلة العودة الى البلاد، بزيارة الامير علي بن الحسين، وفي منزله، يعتبر اعترافا رسميا بما تم ارتكابه بحق الامير العربي، وهي من دون شك، خطوة في الاتجاه الصحيح، لا بد ستسهم في اسدال الستار على ما جرى من بلبلة ومواقف غير مفهومة ولا مبررة خلال "غزوة" الفيفا.
ان هذه الزيارة، وما سبقها من موقف للجمهور الفلسطيني وخاصة على مستوى الشارع، والتي استهجنت ما جرى، سوف تسهم بدون شك ايضا، بقطع دابر ألْسِنَة السوء، واقلام النميمية التي تقطر سُمّا، والتي أرادت النيل من العلاقات التاريخية التي تربط بين الشعبين الشقيقين، وأن تضع حدا لكل من حاول استثمار ما حدث من اجل "نفث احقاده وسمومه" لإثارة نعرات طالما سعى هؤلاء لتأجيج نارها.
3-6-2015