يقبع الشيخ " خضر عدنان " أكثر من ثلاثين يوماً متلحفاً جسده المنهك متدثراً إرادته الصلبة كفارس لا يلقي سلاحه رغم حجم السهام وشدة المعركة، فلا ينال من عزيمته حد القيد وطول السياط .
علقم يتجرع في أقبية السجن " أسيرنا " ألم يحرق أحشاء الجسد يسري في كل زواياه يأكل منه قوته ويذيب رونقه لكن كبرياء الحرية والحق في الوجود أعظم من حركة الجسد في قفص محكم المنافذ والأنفاس ، لتعود حريتي وتسقط العبودية الخرساء في زمن تعالت الأفواه تغني أنشودة " حق الإنسان في الحياة والحرية العصماء " .
" أسيرنا " مدرسة الجوع الطويل يمضي ساعاته لا يبالي بالزمن إن كان يحبو أم يسابق الرياح فغايته شمس تصبو لإشراقها وإسدال ستائر الظلام وتنسم الربيع مع فوائح الصباح
" أسيرنا " معلم للقادم منا قدوة التحدي والصبر على هاجرة الصحراء رغم تكاثف الغيث في السماء إلا أن الأرض جرداء، لم يعد يملك إلا بندقية " الأمعاء الخاوية " التي استلذت بين الأهل أطايب الغذاء وهفت شوقاً لتجتمع على موائدهم تعلو فوقها الضحكات فاليوم لا رغبة لها بل تهوى هجرة ما يُقوم صلب الحياة فيها ليس قتلاً للنفس وسلباً لحقها في الحياة ، بل من موتها تبعث الكرامة للحياة .
" أسيرنا " كنخلة اشتد جذعها وتجذر فيها الحق في الوجود وكزيتونة لن تفقد بركة زيتها فتلقي للفروع حولها التمدد والبقاء.
" أسيرنا " جندي على الثغور يرقب عدوه كلما ألقى بنار كيه و دخان ظلمه يمتطي جواد حقه شاهراً سيف إيمانه بقضية العدالة جاهرا بمبدأ " إن عدتم عدنا " لن نمل الحق وإن تعب الجسد.
الأبواب مغلقة لنجدة أسود الخيام والغرف المعتمة والنوافد محكمة لا سبيل للشمس تنسل تدفء بعض من أمنياتهم وتحي في الروح الأمان والعالم أبكم اللسان متغافلاً عن نداءاتهم العادلة فمواثيق حق الإنسان الدولية لا تفتح صفحاتها هنا بل تبقي في الطي والنسيان .
" أسيرنا "عناده ضد سجانه حكمة النضال، لن أقبل كسرة الخبز منكم ولن أشرب كأس ذل السلاسل والقضبان ، سأربط الحزام على الخاصرة أُهدأ وجع الفراغ فيها وأشد النفس عزيمة أني " أنا " من يتخذ القرار " فحريتي كرامة والحق لي ولن أسقط راية الإنتصار "
بقلم/ آمال أبو خديجة