إسرائيل واقتناص واغتنام الفرص لتحقيق تفوق استراتيجي في المنطقة في ظل الضعف العربي

بقلم: علي ابوحبله

تسارع الأحداث في ألمنطقه والصراع على سوريا قد بلغ ذروته في تحريك المجموعات المسلحة عبر الحدود مع الأردن لتترافق مع التصعيد في الشمال مع تركيا واحتلال ادلب وجسر الشغور من قبل المجموعات المسلحه والمدعومه من اردغان ، وما تشهده منطقة الحدود السوريه اللبنانيه فيما يسمى ومعركة الحسم في القلمون ،اضافة الى تطور الاحداث في العراق كل ذلك ضمن مخطط يهدف لاعادة ترتيب اوضاع المنطقه بما يخدم مصالح امريكا في الشرق الاوسط ويحقق امن اسرائيل وان هذا التصعيد الذي تشهده المنطقه قبل التوقيع على الاتفاق النووي مع ايران وهو كما يبدوا اعادة ترسيم لخارطة المنطقه ضمن محاولات اعادة اقتسام مناطق النفوذ بالصراع الدولي الذي رحى اقطابه امريكا وحلفائها من جهة وروسيا والصين وايران ومنظمة شنغهاي من جهة اخرى ضمن عملية الصراع على اسيا ، اسرائيل تنظر لمستجدات الاحداث بمنظور يحقق مصالحها واغتنام الفرص وخاصة الهرولة الامريكيه نحو اسرائيل لاجل نيل الرضا الاسرائيلي قبل التوصل إلى اتفاق مع ايران حول برنامجها النووي ، هذا الاتفاق يسبقه اتفاقات مع اسرائيل ضمن اقتناص الفرص بحيث يتحقق لاسرائيل ما تريد من الحصول على المساعدات الماليه والتسليحيه مقابل عدم اعتراضها على عقد الاتفاق مع ايران وتسهيل انخراطها بالتحالف مع السعوديه ودول عربيه بحيث تكون اسرائيل القوه الرئيسيه في المنطقه وعدم الاعتراض على مشروعها الاستيطاني في الضفة الغربيه وتهويد القدس ضمن ما يتضمنه المشروع التقسيمي للمنطقه والذي يهدف لتصفية القضيه الفلسطينيه واضعاف صراع المحاور في المنطقه لصالح اسرائيل وتفوقها الاستراتيجي ، لا يمكن فصل تسارع الاحداث وعقد الصفقات عن زيارة رئيس هيئة الاركان المشتركه في الجيش الامريكي الادميرال مارتن ديمبسي الذي وصل لاسرائيل الاحد الماضي وحل ضيفا على رئيس هيئة الاركان الاسرائيلي الجنرال غادي ايزنكوط والتقى خلال زيارته رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الامن موشيه يعلون ، وفق المصادر الاسرائيليه ان على جدول الاعمال بين الامريكي والاسرائيلي الملف النووي الايراني ومستجدات الاحداث التي ترافقت مع فتح معركة الجنوب والتي تعد اسرائيل جزءا منه وهي مشاركة في غرفة العمليات وتقدم الدعم من خلالها للمجموعات المسلحه ، الجانب الاسرائيلي طالب بتسليح اسرائيل لضمان تفوقها النوعي والكمي في مجال التسليح خصوصا وان الولايات المتحده كمكافأة لاسرائيل قررت تزويدها بطائرات اف 35 وهي احدث المقاتلات الامريكيه التي تم انتاجها وتسمى الشبح ويستخدمها الجيش الامريكي فقط وهي ستصبح بملكية سلاح الجو الاسرائيلي حيث تعتبر اسرائيل قاعده متقدمه لامريكا في المنطقه ، موقع والا الإخباري الإسرائيلي ذكر ان المسؤولين الإسرائيليين الذين التقاهم ديمسي وقد مارسوا ضغوطا على رئيس هيئة الأركان الأمريكي خلال لقائهم معه وطالبوا بالدعم الامريكي لاسرائيل طويل المدى ليس فقط في النوعية والكميه وإنما بزيادة المساعدات المالية لتبلغ أربعة مليارات سنويا ، وبحسب صحيفة نيويورك تايمز فان الضغط الذي تمت ممارسته على المسئول الأمريكي يعكس حالة القلق المتزايد في إسرائيل من الاتفاق المتبلور مع إيران ، ولفت الموقع الإسرائيلي إلى أن ما يثير القلق في إسرائيل انه في إطار محاولات الولايات المتحدة الامريكيه للحصول على دعم دول الخليج للاتفاق مع إيران فان الولايات المتحدة الامريكيه تعجل عملية الحسم في الصراع على سوريا وتقدم السلاح والدعم لهذه الدول لصالح صراعها في المنطقة ضمن محاولات عزل إيران عن محيطها الإقليمي وفك تحالفها مع سوريا وحزب الله لإضعاف إيران وضمان تفوق حلفائها الخليجيين وإسرائيل في المنطقه لاضعاف النفوذ الروسي ،وفق مصادر أمنيه إسرائيليه ان هناك صفقة ترضيه بين إسرائيل وأمريكا لتقديم حزمة من التعويضات العسكرية لإسرائيل تشمل تسليحها باسلحه متطورة مقابل قبول إسرائيل لإتمام الاتفاق مع إيران وان إسرائيل تحاول اقتناص الفرص ضمن ممارسة سياسة الابتزاز لأمريكا وتحقيق أهدافها في إيجاد المنطقة العازلة الامنه في الجنوب السوري لإحكام سيطرتها وتحقيق ما تسميه امن إسرائيل عبر المنطقة العازلة وهذا ما يفسر حمى إشعال منطقة الجنوب في سوريا ، اسرائيل باتت على قناعة بانها لا تقدر على اعاقة التوصل لاتفاق نووي مع ايران وهي بالتالي تبتز امريكا ضمن اغتنام الفرص وتطالب بتعويضات ضخمه من واشنطن ،ونقل مُحلل الشؤون العسكريّة في صحيفة (يديعوت أحرونوت)، أليكس فيشمان عن المصادر الإسرائيليّة والأمريكيّة قولها إنّ محادثات أوليّة غير رسمية بين الجانبين قد بدأت، ومُشيرًا إلى إمكان أنْ تتضمن حزمة المساعدات الأمريكيّة عددًا أكبر من طائرات “أف 35″، التي كانت واشنطن تنوي تزويد إسرائيل بها، إضافة إلى بطاريات إضافية من أنظمة دفاعية صاروخية مختلفة، وعلى الأقل تمويل إنتاج بطاريتين إضافيتين من منظومة القبة الحديديّة.وتابعت المصادر إنّ إسرائيل ستحصل سنويًا على معونات اقتصاديّة من الولايات المُتحدّة الأمريكيّة بقيمة 4 مليارات دولار، علمًا أنّها كانت تتلقّى من واشنطن سنويًا 3 مليارات دولار. كما لفتت المصادر إلى أنّ هذا المبلغ لا يشمل المُساعدات الاستثنائيّة التي تُقدّمها أمريكا لإسرائيل بين الفينة والأخرى، وتحديدًا في مسائل تطوير المنظومات الدفاعيّة مثل القبّة الحديديّة والصولجان السحريّ وتطوير صاورخ (حيتس) الإسرائيليّ-الأمريكيّ. وقال مصدر رفيع في الإدارة الأمريكيّة رفض الكشف عن اسمه، في حديث لصحيفة (يديعوت أحرونوت)، إنّ البيت الأبيض على استعدادٍ لدفع ثمنٍ باهظٍ من أجل ضمان بعض الهدوء من جانب الإسرائيليين في هذه المرحلة، إلّا أنّ مصدرًا إسرائيليًا حاول التخفيف من التوقعات حول المحادثات من دون أنْ ينفيها، وقال للصحيفة: إذا جلسنا مع الأمريكيين لبحث المطالب الأمنية ربطًا بالاتفاق النووي مع إيران، فهذا يعني أننّا تخلينا عن معارضتنا للاتفاق، وأنّ المسألة باتت بالنسبة لنا مجرد ثمن مقابل، على حدّ تعبيره.ولفتت المصادر إلى أنّ الاتصالات الأوّليّة تتمحور حول طبيعة الدعم الأمنيّ والعسكري الخاص الذي ستُقدّمه الولايات المُتحدّة لإسرائيل. على صلةٍ بما سلف، لفت مُحلل الشؤون العسكرية في صحيفة (هآرتس)، عاموس هارئيل، إلى أنّ الاتصالات الأوليّة بين الجانبين، تتمحور حول طبيعة الدعم الأمنيّ والعسكريّ الخاص الذي ستُقدّمه الولايات المتحدة لإسرائيل، في ظلّ التطورات الراهنة في الشرق الأوسط، وعلى خلفية احتمال إنجاز اتفاقٍ نوويّ بين الدول الكبرى وإيران.علاوة على ذلك، أكّد المُحلل للشؤون العسكريّة على أنّ الطرفين، حتى هذه اللحظة، لا يريدان الإعلان عن اتصالاتهما بصورةٍ علنيةٍ، لافتًا إلى أنّ إدارة الرئيس الأمريكيّ، باراك أوباما، تنوي بالفعل تزويد إسرائيل بتعويض عسكري كبير، إذا وقّعّت الاتفاق النووي مع إيران.
وأضاف إنّ الاتصالات تتركّز أيضًا على إضافات جديدة على اتفاق سبق وأنْ تمّ إبرامه بين واشنطن وتل أبيب، تتلقى بموجبه إسرائيل 33 طائرة مقاتلة من طراز “أف 35″، على أنْ تصل الدفعة الأولى من هذه المقاتلات في العام المقبل، ويتوقع أنْ يرتفع العدد الإجمالي للمقاتلات ليبلغ 50 مقاتلة.وأشار موقع (The Times of Israel)، الذي أورد الخبر أيضًا، إلى أنّ تل أبيب تطلب مزيدًا من بطاريات القبة الحديديّة، ومساعدات إضافية لتطوير صاروخ حيتس (3) الذي يجري تطويره بجهد مشترك مع الأمريكيين، إضافةً إلى منظومات تكنولوجية متطورة لجمع المعلومات الاستخبارية. وعلى الرغم من ان اسرائيل تتجسس على المحادثات التي تجريها امريكا مع ايران بان قامت بزرع فيروسات في ثلاث فنادق فخمه على الاقل في اوروبا كانت تستضيف جهات ايرانيه اثناء المحادثات النوويه مع المجموعه خمسه زائد واحد وقد اشارت الى ذلك شركة حماية الحواسيب (كاسباركي) الروسيّة التي كشفت النقاب عن هذا الأمر، إلّا أنّ الشركة، على الرغم من التلميحات والإيحاءات بأنّ إسرائيل هي المسؤولة عن عملية القرصنة، امتنعت عن تسميتها بالاسم، وفي المقابلات التي أجراها الإعلام الإسرائيليّ مع مديري الشركة أكّدوا على أنّ العملية صعبة، مُعقدّة ومُركبّة، وأنّ الحديث يدور عن دولة متقدّمة في مجال الحواسيب، وعن تخصيص مبالغ ضخمة لإخراج هذا المخطط إلى حيّز التنفيذ، ولكنّهم لم يؤكّدوا أوْ ينفوا أنّ إسرائيل هي التي تتحمّل المسؤولية عن هذه العملية، كما ورد في تقرير بثه التلفزيون الإسرائيليّ أعدّه مُراسله في أوروبا.وكانت صحيفة (The Wall Street Journal) الأمريكيّة قد كشفت النقاب يوم أمس الأربعاء، قد نقلت عن مسؤولين أمريكيين، سابقين وحاليين، ومختصين في أمن المعلومات قولهم إنّهم يعتقدون أنّ مصدر الفيروس الذي يُطلق عليه اسم (BET DUKU) هو إسرائيل، وذلك في إطار عملية جمع معلومات حساسّة. وتبينّ أنّه في العام الفائت، وقع اقتحام لشركة حماية المعلومات، وبعد إجراء فحوصات في ملايين الحواسيب في العالم، والتي تمّت مهاجمتها في الوقت عينه، اكتشفت بينها حواسيب عدة فنادق فخمة استضافت مسؤولين إيرانيين كان لهم دور في المحادثات مع الدول العظمى بهدف التوصّل لاتفاق حول الملّف النوويّ الإيرانيّ. وساقت الصحيفة الأمريكيّة قائلةً إنّه القيام بإجراء فحوصات مطولة، اكتشفت الشركة أنّ هناك علاقة بين الفنادق، حيث أنّها استضافت جهات إيرانية كانت مشاركة في المحادثات النووية. ولفت التلفزيون الإسرائيليّ في سياق تقريره إلى أنّ هذه ليست المرّة الأولى التي تقوم فيها الصحيفة الأمريكيّة نفسها بتوجيه الاتهامات إسرائيل، ففي شهر نيسان (أبريل) الماضي، نشرت خبرًا جاء فيه أنّ إسرائيل قامت بالتجسس على المحادثات النوويّة التي أُرجيت بين طهران وبين مجموعة دول (5+1)، وفي حينها التزمت إسرائيل الصمت المطبق، ولم تُعقّب لا من قريب ولا من بعيد على هذه الاتهامات. اسرائيل تستغل كافة الوسائل التكنولوجيه وتوظفها لتحقيق اهدافها وغاياتها ودون اتخاذ أي موقف منها من الاداره الامريكيه وان النظام العربي غارق بالفوضى والصراع والاقتتال وبتدمير البنى التحتيه السوريه واستنزاف كل القدرات للعراق ولبنان ومصر واليمن وليبيا وان هذه الاستنزافات جميعها تصب في صالح اسرائيل وامنها ، وان اسرائيل تجند العملاء وتدسهم في المجموعات المسلحه لاستهداف العلماء العرب لاضعاف القدرات العلميه ، اسرائيل تستفيد من عملية الصراعات في المنطقه وتوظف الاتفاق النووي الايراني مع امريكا والغرب لصالحها وان الصفقات التي تعقد للتزود بالسلاح هي بسبب التخوف العربي وغياب الرؤيا العربيه في ايجاد استراتجيه موحده للامن القومي العربي وان اسرائيل استغلت كل ذلك لصالحها واصبحت جزء من المنظومة العربيه تحت ما يسمى محاربة ايران والتصدي لايران وكل ذلك ضمن الابتزاز والمقايضه الاسرائيليه وفق ما يتحقق لها لتحقيق مصالحها اسرائيل تقايض النظام العربي على القضيه الفلسطينيه مقابل دعم النظام العربي في محاربة اليمن وسوريا وتامين الحماية من خطر التمدد الايراني وان اسرائيل هي التي تستفيد من الضعف العربي وتحقق اهدافها وتنفذ مشروعها التهويدي والاستيطاني في غياب أي افق يقود لحلحة المسار الفلسطيني وكل ذلك ضمن اقتناص واغتنام اسرائيل للفرص حيث تسعى لتحقيق امنها ومصالحها على حساب الامن القومي العربي

المحامي علي ابوحبله