خصوصية المرضى وطرد رئيس الوزراء البريطاني

بقلم: مازن صافي

خصوصية المريض جزء لا يتجزأ من العلاج، وقدرة الفريق الطبي على ممارسة المهارات السلوكية الناجحة مع المرضى، يعني توطئة وتطويع المرضى للاستجابة للتعليمات الطبية والتي تعتبر من أساسيات إدارة العلاج والمداواة.

أمام حقوق المرضى، يجب ألا يكون هناك مجاملة أو محاباة أو موانع، فالمريض فوق سرير الشفاء له الحق الكامل وبل المقدس في تلقي الخدمة الطبية دون تمييز أو انتقاص، بل بعدالة كاملة وصولا الى الجودة المنشودة في رعايته.

إن الكلمة نور، وبعض الكلمات قبور، بالتالي فإن هناك الكثير من الأحاديث التي تتم مع المرضى من قِبل أقربائهم أو الزوار، تحولهم إلى هياكل تنتظر الموت، وتبعدهم عن الاستجابة لأي تعليمات أو برامج طبية، ولذلك فإن منع أو تقنين الزيارات عن بعض المرضى هو "رحمة لهم" ومساعدة للفريق الطبي المشرف على المريض.

كما أن كثير من فوضى الزيارات، تعتبر مصدرا للعدوى من الزائر للمريض أو العكس، أي إصابة المجتمع بالعدوى، ولهذا فإن تطبيق نظم الوقاية ومنع العدوى، تحمي الجميع، وتوفر على الدولة الكثير من التكلفة الاقتصادية، ونلاحظ هنا أن العادات الاجتماعية السيئة التي تبدأ بتقبيل المريض في أثناء وجوده بالمستشفى او بعد خروجه من المستشفى هي عادات يجب ان تنتهي لصالح الحفاظ على صحتنا جميعا.

إن الإعلام بوسائله المختلفة، وتطور أدواته واتساع مساحاته واشتداد تأثيراته، يمكن أن يقوم بمهنة عظيمة في توعية الجمهور، حول سلوكيات منع انتقال المرض وزيارة المرضى والمستشفيات وتجنب نقل العدوى أو الإصابة به، ومن المعروف أن الشعب السليم من الأمراض هو الشعب الذي يتمتع بالقدرة على البقاء والدفاع عن وجوده والحفاظ على ثرواته وحضوره بين الأمم .

وهنا نذكر أنه في إحدى المستشفيات البريطانية بالعاصمة لندن قام طبيب بطرد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون من المستشفى بسبب عدم التزام كادره بشروط النظافة والتعقيم والهدوء، حيث أظهر فيديو تم نشره على مواقع التواصل الاجتماعي امتعاض الطبيب من إخلال مرافقي رئيس الوزراء بشروط النظافة والتعقيم والهدوء التي وضعتها المستشفى على زيارة المريض، فيما يقدم رئيس الوزراء اعتذاره للطبيب ويعطي أوامره للكادر بالخروج من غرفة المرضى، ليخرج هو ورائهم.

إن الزيارات الإعلامية التي تتم لبعض المرضى، والتي لا تخضع لأي معايير رقابية من ناحية العدوى وسلامة المريض والزائر، هي زيارات يجب مراجعتها وإخضاعها لنظام الوقاية، وفي نفس الوقت يجب أن نراعي أن للزيارة خصوصية، ويعتبر احترام نظام الوقاية الطبية ومنع انتقال العدوى وخصوصية المريض،  وأهمية توظيف الزيارة بالصورة الصحيحة كهدف مطلوب لإدخال السرور على قلب المريض وتمني له الشفاء وتدعيمه نفسيته، وهذا مطلب حيوي يعتبر جزء من العلاج الناجع.

إن مجتمعنا المسلم، عليه واجب الالتزام بحديث رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم الذي قال   "لا ضرر ولا ضرار".

بقلم/ د.مازن صافي