مؤتمر جنيف للحوار اليمني صراع إرادات ضمن تعقيدات ألازمه اليمنية فهل مؤتمر جنيف يفتح الآفاق لمؤتمر جنيف 2

بقلم: علي ابوحبله

ما عجزت المملكة العربية السعودية عن تحقيقه بحربها على اليمن تسعى بتسخير جهودها الديبلوماسيه عبر الأمم المتحدة لفرضه على اليمنيين من خلال مؤتمر الحوار اليمني في جنيف ضمن ضمانة السعودية لحليفها عبد ربه منصور هادي الذي تطلق عليه الرئيس الشرعي لليمن وتدعي أن حربها على اليمن بطلب من هادي اتثبيت الشرعية ،حركة أنصار الله والمؤتمر الشعبي العام لم يعلنا بعد موقفيهما من محادثات وحوار جنيف بصيغته المعلنة ، السعودية التي نجحت عبر الأمم المتحدة والمبعوث الاممي إسماعيل ولد الشيخ احمد لتمرير الشروط السعودية ومخرجات الحوار الذي تمخض عن مؤتمر الرياض كقاعدة للمفاوضات والحوار في جنيف الأمر الذي حال دون وصول الوفد اليمني بميعاده إلى جنيف حيث عادت طائرة الأمم المتحدة خاليه من الوفد اليمني ، حركة أنصار الله سعت إلى مشاركة موسعه للقوى اليمنية في الحوار ، السعودية عبر حلفائها تصر على أن مرجعية جنيف تنفيذ القرار 2216 ومخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية ، وان أنصار السعودية يرون بضرورة الضغط العسكري والاستمرار بالغارات على اليمن لاذعان الحيثيون وحلفائهم لمطالب التحالف السعودي والانسحاب من المدن اليمنية وتسليم أسلحتهم ويصرون أن ذهابهم لجنيف للتشاور وليس للحوار ، والتشاور على تنفيذ قرار مجلس الأمن ، مؤتمر حوار جنيف يشكل صراع إرادات بين الفر قاء اليمنيين والحلفاء الاقليميين المعنيين بالازمه اليمنيه ، و كل فريق يدفع في أجندته ومطالبه ويتمحور حولها وفق اهدافه التي يسعى لتحقيقها في ظل معاناة اليمنيين الذين ترهقهم الحرب والقصف السعودي الذي يطال اليمن بأكمله وأدى القصف إلى مقتل وإصابة عشرات الآلاف من اليمنيين وتدمير بنية الاقتصاد اليمني الذي يعاني أصلا من الضعف والتدهور مع تدمير بنية اليمن التحتية ، حركة أنصار الله اشترطت لحضور مؤتمر جنيف إلى وضع اتفاق السلم والشراكة الموقع بين القوى السياسية اليمنية كإحدى المرجعيات للحوار في جنيف بدلا من مقررات مؤتمر الرياض الذي انعقد الشهر الماضي ، وسط تبدد الغموض الذي أحيط بانعقاد جلسات الحوار في ظل الصراع الذي تشهده محاور الإقليم التي تنعكس على الفر قاء في اليمن فان نجاح الوساطة العمانية لإقناع حركة أنصار الله بعدم مقاطعة حوار جنيف حيث من المقرر عقد جلسات الحوار يوم الاثنين ، المبعوث الخاص للامين العام للأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ احمد أعلن عن بدء المشاورات الاوليه برعاية الأمم المتحدة في مقرها في مدينة جنيف يوم غد الاثنين وحدد أطراف الحوار للمرة الأولى موضحا أنها ستكون بين المكونات السياسية اليمنية ، وهي "المؤتمر الشعبي العام" وحلفاؤه، و"أنصار الله" (الحوثيون) وحلفاؤهم، و"أحزاب اللقاء المشترك" وشركاؤه، و"الحراك الجنوبي السلمي". وأهابت الأمم المتحدة بالمكونات السياسية اليمنية المشاركة في هذه المشاورات "بحسن نية وبدون شروط مسبقة وفي جو من الثقة والاحترام المتبادل، للعمل معاً على إيجاد سبل إحياء العملية السياسية، والتوصل إلى حل ينقذ اليمن وشعبه من الأزمة الحالية الخطيرة". وتأتي الصيغة الجديدة، التي تجعل الحوار بين المكونات، خلافاً لصيغة سابقة كانت مقترحة تجعل الحوار بين السلطة والحوثيين، أو بين أطراف الداخل والسلطة والأطراف المتحالفة معها المتواجدة في الرياض. ومن المتوقع أن يغادر المشاركون صنعاء، اليوم الأحد، بعد الاتفاق على الصيغة الجديدة، والتي لا يزال من المتوقع أن تلقى معارضة من بعض الأطراف حيث ان وفد الرياض مصر على مواقفه الداعية الى ان حوار جنيف هو لتسليم حركة انصار الله وحلفائهم السلطه للرئيس المنتهية ولايته عبد ربه منصور هادي ، تاكيد حركة انصار الله على تلقيها رساله رسميه من الامم المتحده بشان تغيير الية مؤتمر جنيف دفعها ذلك لحضور حوار جنيف وارسال ممثل عنها حيث تعد حركة انصار الله ذلك انتصارا لها وكسر لشروط الرياض في مخرجات الحوار الذي يطالب اليمنيون اجراؤه بين اليمنيين انفسهم ، اجواء التفاؤل بنجاح جمع اطراف الازمه اليمنيه للحوار في جنيف دفع الامين العام للامم المتحده السفر الى جنيف حيث من المقرر ان يعقد مؤتمر صحفي لعرض نتائج محادثاته مع الاطراف اليمنيه قبل ساعات من موعد انطلاق الحوار الذي ترعاه المنظمة الدوليه ، من معطيات الوضع اليمني والصراع بين المحاور الاقليميه والدوليه فان امال الامم المتحده للتوصل الى حلول تنهي الازمه اليمنيه محدوده وان الامم المتحده تسعى الى تحقيق هدنه انسانيه طويلة الامد ربما طوال شهر رمضان قبل الدخور في المرحله الثانيه لمؤتمر جنيف 2 ويطلق عليها مرحلة مفاوضات الحل السياسي , ان السعوديه في ازمة نتيجة فشل حربها على اليمن بتحقيق اهدافها وان تسعين يوم من القصف الجوي لم تتمكن السعوديه من تحقيق انجازات حربها ولم تستطع توظيفها بالحل السياسي وان حدود السعوديه مع اليمن مشتعله وان السعوديه تخشى الحرب البريه بعد ان تخلى حلفائها عن المشاركه في هذه الحرب ، المتحدث باسم الامم المتحده في جنيف احمد فوزي قال انه ليس هناك أي حل عسكري لهذه القضيه لافتا الى ان الحل الوحيد هو الحل السياسي مؤكدا على ضرورة التوصل الى حل سياسي بين الاطراف لوقف القتال وتوفير المعونه الانسانيه لكل المحتاجين , تدرك الاطراف الاقليميه والدولي هان حوار جنيف هو صراع ارادات وان الحوثيين تمكنوا من فرض وجودهم كطرف اساسي في الحوار وان الحرب على اليمن فشلت وان الحوار يعقد وما زالت الحرب تستعر في كافة الاماكن والمناطق وان عبد ربه منصور هادي لا يملك اوراق تمكنه من فرض شروط السعوديه وان هادي متحصن بالعدوان السعودي على اليمن وان السعوديه باتت تدرك ان المراهنة على هادي مراهنة خاسره وانها قد تبني تحالفاتها وفق المستجدات والمتغيرات للقوى على الارض اليمنيه وعليه ان الحوار سيتمد الى حوارات وقد نكون امام حالة استنساخ للازمه السوريه وتحتاج الازمه اليمنيه الى جنيف 2 وربما 3 الى ان تحسم الامور والوضع العسكري في اليمن وهذه تبقى من باب الامنيات لتغيير الوضع الذي يزداد تعقيدا ويدخل المنطقه وامنها الى نفق مظلم وان هناك مخاطر جديه يفرزها الصراع على اليمن تطال امن الخليج وان ارتدات وانعكاس الازمه السوريه ستنعكس على امن المنطقه برمتها وما لم تحل تلك الصراعات وفق ارادة الشعوب فان المنطقه امام مخاطر جسيمه تتهدد الامن الدولي ، وان حقيقة الصراعات الاقليميه هو بحقيقة ما ستتمخص عنه جلسات الحوار اليمني في جنيف .