رمضان جانا والجيوب فارغة ونكد الكهرباء على الموعد

بقلم: رمزي النجار

لم تكن أغنية رمضان جانا اهلا رمضان مجرد كلمات عابرة للاحتفاء بقدوم شهر الخير، بل كلمات تحمل في طياتها نفحات تذكير تسعد النفوس بأيام زمان الباعثة على المحبة والأخوة والطقوس الرمضانية الجميلة التي تعطى فرحا ورونقا للحياة، لكن في زماننا هذا رمضان جانا ومشاكل الناس في غزة كثيرة وجيوبها فارغة، واصبح رمضان يزيد العبء على كاهل المواطنين الذين يفكرون بكيفية قضاء التزامات الشهر في ظل الاوضاع الاقتصادية الصعبة وسوء الأحوال المعيشية، والأسعار في ارتفاع جنوني وخاصة اللحوم الحمراء، فالناس تعيش ظروفا سيئة بكل المعايير من أصحاب البيوت المدمرة الذين يعيشون في الكرفانات الضيقة بانتظار الاعمار وغيرهم من فئات الشعب المغلوب على أمره، ويبقى حال الناس لا يوصف بجرد مقال هنا او هناك، فالواقع المر المليء بالفقر والحزن والخوف والظلم أكبر دليل على الضياع بين حانا ومانا، بصراحة حال الناس يرثى له فلس ما بعده فلس، ومع ذلك تحاول الناس أن تجد نفسها في رمضان بالايمانيات والروحانيات، وأيضا هناك من يسعى للتنكيد على المواطنين باستمرار انقطاع الكهرباء في كل بيت على الموعد وتتعدى الثمانية ساعات يوميا فيما يعادل نصف اليوم تقريبا تعيشه الناس بلا كهرباء أثناء الإفطار والسحور في الشهر الكريم مع ارتفاع درجات الحرارة، فضلاً عن انقطاع مستمر في مياه الشرب بسبب تعطل مضخات محطات المياه لوجود أزمة الكهرباء وكأنه عدنا إلى عصور ما قبل الظلام، وكأن هناك من يتربص بهذا الشعب لتزداد معاناته.
رمضان جانا وكنا نأمل مع أول نسمة رمضانية تمر علينا بعد تشكيل حكومة الوفاق الوطني بأن ترخى الوحدة والمصالحة ثوبها الشفاف الواسع على الشارع الفلسطيني بطريقة أو بأخرى في هذا الشهر الفضيل، ولكن يبقي الحال من المحال، ولعلها المرة التاسعة التي نستقبل الشهر المبارك والانقسام اللعين يلقى بظلاله السلبية علي حياة الفلسطينيين في كل جوانبها الاجتماعية والثقافية والدينية، لذا فإن قادة الشعب بكافة انتماءاتهم الحزبية مسؤولين مسئولية تضامنية عن تضخم مشاكل المواطنين وتصاعدها يوما بعد يوم والجميع يجب أن يسأل كلا في موقعة عن إهمالهم في حق المواطن وتدهور أحواله الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية.
رمضان جانا وكل عام وانتم بخير أهل غزة الصمود والتحدي، لا تسمحوا لأى شخص كان أن يسرق رمضان منكم، وما أحوجنا أن يكون رمضان في زماننا هذا فرصة للتأمل وشيوع المحبة والاحترام ومساعدة بعضنا البعض، أعانكم الله على الصيام والقيام، ونسأله الرحمة وأن يعيده الله باليمن والبركات علي أمتنا الغالية، ولا تنسوا في رمضان أن تدعوا للقدس واخوانكم الأسرى ولكل المظلومين في العالم، كما لا تنسوا أن تدعوا لأنفسكم بالخير .
بقلم/ رمزي النجار
[email protected]