تداعيات سميح شبيب المسيئة للثورة، هل قصة النساء الشقراوات صحيحة

بقلم: رشيد شاهين

لم يكن ممكنا الاطلاع على ما نشره سميح شبيب في كتيب متواضع اسماه "تداعيات على هامش التواجد الفلسطيني في لبنان"، لولم يوعز إلي صديق بضرورة قراءته.
وحيث ان الكاتب اكاديمي واستاذ جامعي، اعتقدت بانني ساطلع على وثيقة هامة، تلتزم الموضوعية، والمنهج العلمي، وأقرب الى التأريخ والمعالجة الرصينة لتجربة التواجد الفلسطيني في لبنان.
واقع الأمر كان مختلف تماما، لا بل صادم، و يبعث على الإشفاق على الرجل، وعلى الوقت الذي أضعناه بقراءة الاساءات الواردة في الكتيب، والتي لا يمكن وضعها إلا تحت خانة الحقد و تصفية الحسابات والإساءة للثورة، في وقت صار الهجوم على التاريخ الوطني الفلسطيني سمة السنوات الاخيرة.
في الاغلب، نعرف جلنا حجم الخطايا وليس فقط الاخطاء التي مورست في لبنان، ولا ندعي ان "الثوار" كانوا كهنة، فهم بشر، يخطئون ويصيبون، مارسوا ممارسات فائقة السوء، وبالمقابل كانت لهم مواقف جبدة لا يمكن نكرانها أو التنكر لها إلا ممن يرغب في تشويه مجمل التجربة الفلسطينية.
السيد شبيب وفي كتيبه الذي لا نعلم ما هو المغزى من اصداره، وَصَمَ كل من تعامل معه من "الثوار" بالشذوذ والانحراف، وان هؤلاء كانوا مجرد أدوات للرذيلة والنهب والسلب، وعندما يتحدث عن نفسه، فانك تشعر انك أمام المسيح المخلص، أو واحد من سلالات بعض الرسل.
وبرغم انه أكاديمي يفترض أن يراعي الدقة في ذكر التواريخ، إلا انه عند ذكر عملية الخالصة يقول، انها وقعت 13-3-1974، علما انها كانت في 11-4-1974، ومن خلال القراءة، نلاحظ ان شبيب يود الغمز مِنْ طرف مَنْ أشرف وخطط، حيث يقول" لم يكن يعرف ان ذلك اليوم كان يوم عيد في اسرائيل".
وحتى لا نتهم بالتجني على الرجل، فاننا هنا سنكتفي بايراد بعض مما كتبه شبيب، بعد ان نتسائل مرة أخرى عن السبب وراء الإصدار ومن المستفيد.
ومما جاء في الكتيب، انه عندما قام بزيارة احدى القواعد، التي تواجد بها وفد من الاممية الرابعة، وكان الوفد يضم خمس فتيات شقراوات، يقول شبيب "وصلت الموقع عند الساعة الثالثة مساء، (ربما يقصد فجرا) عند دخولي الموقع، شاهدت جانيت...تحاول الخروج من غرفة الى غرفة مقابلة، متهالكة لا تقوى على السير، ورأيت يد سمراء قوية تمسك ذراعها تحاول ارجاعها الى الغرفة، سمعت جانيت متهالكة تقول بالعربية ، شوي شوي كله سيفعلها"، طبعا يقوم السيد شبيب كما يفعل القادة باعادة المجموعة الى بيروت.
ويقول أيضا " تحدثت الى المقاتلين، الذين صارحوني بممارسات جنسية مع الحمير، وكيف ان حمارة في قاعدة مجاورة لمخيم الرشيدية الحدودي، كان المقاتلون يربطون بذنبها علب سردين فارغة خوفا من هربها ليلا".
كونه استاذ جامعي، كنا نتوقع ان نقرأ ما هو اكثر عمقا وربما فائدة من هذا الذي طالعناه في كتيبه عن التداعيات، وان نقرأ شيئا من التحليل الموضوعي والعلمي أو البحثي للتجربة الفلسطينية في لبنان.
في الختام ، وحيث لا يمكن مناقشة كامل "التداعيات" في مجرد مقالة واحدة، نود التذكير فقط، انه برغم كل ما فيها من سواد، لم تكن التجربة الفلسطينية في لبنان، سوداء، قاحلة، شاذة، كما يحاول السيد شبيب تصويرها، لقد كان لها وجه آخر، ليس معيبا ولا "منحطا" الى هذا الدرك، نتمنى ان يكون قد رآه وعايشه، وأن يكتب عنه كما كتب عن الوجه القبيح للثورة والثوار. أو ربما نستمع من رفاق دربه في التنظيم الذي انتمى له طويلا، ردا على ما جاء في تداعياته، وصدقية او عدم صدقية ما كتبه رفيقهم شبيب.

رشيد شاهين
19-6-2015