الحكومة القادمة والمطلوب ؟

بقلم: نبيل عبد الرؤوف البطراوي

ينتظر شعبنا الفلسطيني مولد الحكومة القادمة بشغف شديد ليس حبنا في أن يرى وجوه جديدة تستوز ولا شوقا ليرى مراسم حلف اليمين على خدمة هذا الوطن والشعب ولكن أملا في أن يرى قدوم أشخاص مخلصين حقيقة لهذا الشعب والوطن ,أملا بأن تقود هذه الحكومة البوصلة الى المحطة التي يجب أن تتجه عليها لتريحنا من مجموع المشاريع التي بات يحملها الاقرع وأبو الشعر ولابس والحافي عله يجد له مكان في سجل من شتت وأضاع الشعب القضية .
يتمنى شعبنا بأن يكون قدوم الحكومة ناتج عن قناعة حقيقية من قبل القيادة والرئيس محمود عباس بشكل خاص بأن هناك رياح لا تبشر بخير لشعبنا والهدف منها هو تقسيم المقسم وتشتيت المشتت يقوده مجموعة باتت لا ترى الحفاظ على حضورها القيادي ألا من خلال مشاريع تقزيمية لا تخدم ألا أجندة صهيونية فقط لا غير بحيث تحول قضيتنا الوطنية الى قضية حاجيات يومية ومعابر فك حصار على أهمية هذه المطالب وأحقية شعبنا في التنقل والعلاج والدراسة والخروج والعودة دون منغصات ولكن هذا يجب أن لا يكون من خلال وضع ألغام من الممكن أن تمنح الأمن للعدو في حين تشعل نار فتنة وخلافات داخلية فلا يعقل تشتيت المشروع الوطني بشكل تسهيلات مناطقية أو حزبية .
وهذا يستوجب من الجميع حماس وفتح وباقي الفصائل أن تأخذ دورها بشكل وطني بحيث تعمل على تقوية الجبهة الداخلية لنكون قادرين على مجابهة كل المشاريع التي يسوق لها في أطار حل إقليمي وهذا يستوجب التسريع في ايجاد حكومة تكون قوية وقادرة على حل كل القضايا العالقة التي كانت السبب في أفشال الحكومة السابقة والتي أفشلت لعدة أسباب ووضعت العراقيل الكبيرة في وجهها للحيلولة دون نجاحها على أمل نضوج ظروف اقليمية ودولية تخدم هذا الفصيل أو ذاك ولكن يبدو أن البعض الاقليمي القزمي أراد أن تكون له قامة عالية دون النظر الى هذا العلو على ماذا يرتكز ولكن حاجة البعض للخروج من المأزق دفعتهم الى بعض المحاولات الانتحارية مثل الظهور بمظهر من تجمعهم مع العدو أهداف مشتركة كمحاربة التطرف والإرهاب أو تحصيل بعض المكاسب التي يعتقد بأنها قد تعطيه وضعية أفضل في الملفات الداخلية وخاصة بعد الحالة المزرية التي باتت تعيشها غزة في ظل ازدياد الفقر والبطالة والدمار والخراب وعدم وضوح زمن محدد لكي تعود الوحدة الى مؤسسات الوطن ,بكل تأكيد هذا دفع حماس الى حالة تخبط غير طبيعة وبرز هذا في مجموعة التصريحات على لسان بعض من قياداتها ولكن هذه الأحداث جوبهت بردة فعل من قبل القيادة بمجوعة تصريحات أيضا فيها الكثير من الارباك والهدف منها اعادة ضبط الإيقاع الوطني بحيث لا ينزلق أحد ويحيد عن المشروع الوطني نتيجة لظروف آنية .
وهذا ويفرض على الرئيس عباس اعادة النظر في كثير من الأمور وعلى رأسها غزة والحالة التي وصلت أليها دون اعتبارها دليل فشل لحكم حماس فيجب هنا التخلص من سياسة تسجيل النقاط على بعضنا البعض بدماء ومعاناة شعبنا ,كما يجب على حماس العمل على إفساح المجال للحكومة القادمة لتأخذ دورها في حل كل مشاكل غزة دون تأخير وفق اللوائح والقوانين والاتفاقات الموقعة وفي مقدمتها اتفاق القاهرة والدوحة والشاطئ ,كما يجب على الفصائل المشاركة بشكل حقيقي في العمل على حل كل المشاكل العالقة والتي حالت دون أخذ الحكومة دورها في تنفيذ المهام التي أوكلت لها .
كل هذا يجب أن يكون على قاعدة أن الوطن للجميع والوطن بحاجة الى الكل الوطني وليس من حق أي فصيل التلاعب بمصير شعبنا ,أي كانت المبررات والظروف والعمل من قبل الجميع على العودة لشعب بأقصى سرعة لكي يقول كلمته في تجديد الشرعيات الحاكمة بعد حل كل المشاكل الحياتية التي توفر الأمن والامان المعيشي للإنسان الذي يجب أن يكون الهدف الأساس الذي يعمل الجميع على خدمته لا الدوس عليه للحفاظ على الحكم
نبيل عبد الرؤوف البطراوي
عضو الأمانة العامة لشبكة
كتاب الرأي العرب
12-6-2015