منذ بداية القرن الماضي وفلسطين شعبا وأرضا وتاريخ وحضارة تعيش محاولات الأنكار النهب السلب والتشتيت على يد أدائها ولكن وكما الاستعمار القديم مل من الحضور المادي والبشري في مستعمراته القديمة فقام باستبدال هذا الحضور بوكلاء يقومون بتنفيذ تلك المهام التي تخدم مصالحه في التمزيق والتشتيت التشرذم فبعد أن قسم الوطن العربي الى مجموعة دويلات وترك على رأس كل دولة من يحفظ مصالحه أصيب بجنون الحكمة فعمل على خلق مشاكل لم تكن منذ زمن قريب حاضرة وهي الطائفية في بعض الأقطار التي توجد بها طوائف أو الاثنية في الدول التي توجد فيها أو الصراع الديني في بعض الدول التي تمتاز بالتنوع الديني ,ونحن في فلسطين كون الصراع مع الصهاينة لم نكن في حسبان الاستعمار واعوانه ,لكي لا نشكل أزعجا للصهاينة .
نتيجة لسلسلة النجاحات التي شكلتها القيادة الفلسطينية ممثلة بالرئيس محمود عباس ومنظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية من خلال تبني اللغة التي يفهمها العالم الغربي بشكل خاص والتي تتمثل في رفض العنف والارهاب والمناداة بحل مشاكل المنطقة بالطرق السلمية والتي كانت تنادي بها حكومات اسرائيل زورا وبهتانا بهدف تظليل الرأي العام الدولي وقناعة القيادة بأن معركتنا مع الصهاينة يجب أن تستخدم فيها كل أدوات الصراع السياسي والاقتصادي والقانوي وبعد تحقيق بعض الانجازات التي باتت تزعج اسرائيل وخلفائها ولم يعودوا قادرين على المجابهة بالطرق التي يرغبون بها أن تكون وهي الحروب والتدمير والتقتيل لتكون تلك الافعال ونتائجها هي ادوات الدعاية الكاذبة في المحافل الدولية ولدى المجتمعات الغربية ,تعمل اليوم على أيقاض مشاريع تمزيقيه تشتيتيه تعتمد على بعض اصحاب الشهوة والنزوة السياسية والراغبين في الحكم والتسلط ولو على كومة من الاشلاء والدمار من خلال تدخل بعض الاذرع القزمية في المنطقة والتي تظهر كالثعالب بثوب الحريصين الناصحين تحت يافطة تحسين الظروف المعيشية أو التسريع في الاعمار بعد الحروب الثلاثة القذرة التي شنتها اسرائيل على شعبنا في السنوات الخمس الاخيرة فيأتي هذا الحرص محشو بالسم المتمثل في شق المشروع الوطني وفصل غزة عن الضفة والقدس وتحقيق تهدئة لسنوات طوال بمجموعة مغريات كانت قبل الانقسام في متناول شعبنا .
ولكن مصر الثورة والشعب لم يرق لها تطاول الاقزام فعملت على سحب البساط من تحت اقدام هؤلاء السماسرة وقامت بفتح معبر رفح البري لتنقل أهالي قطاع غزة وإدخال مواد البناء ,على أمل أن تعود الى رعاية ملف المصالحة واعادة توحيد الوطن الفلسطيني ومؤسسات السلطة لكي يتم فتح المعبر على مدار الساعة .
وهنا لابد من التنويه بأن التهدئة لا أحد يقف ضدها ولكن تكون في أطار وطني في كل الوطن الفلسطيني لا أن تكون على حساب تفرد اسرائيل في الضفة والقدس وزيادة نهب الارض وقتل الانسان .
كما فعل الرئيس المصري , قام الرئيس عباس بدعوة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير بتشكيل لجنة لتحاور مع كل القوى الفاعلة على الساحة الوطنية من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية تقوم بحل المشاكل التي فشلت الحكومة السابقة في حلها نتيجة وجود حكومة الظل وجموع العراقيل التي كانت توضع في وجه كل محاولة كانت تبذلها الحكومة ,ولكن يبدو أن البعض مازال لعابه يسيل نحو السلطة والتسلط والمتاجرة في معاناة شعبنا دون النظر الى المؤثرات السلبية لهذه المشاريع على قضيتنا وصراعنا مع العدو الصهيوني فيقوم بوضع العصي في دواليب المسيرة والمعركة التي تخوضها القيادة اليوم في المحافل الدولية واخرها في الجنايات من أجل محاسبة القادة الصهاينة على جرمهم بحق الانسان والارض .
واخيرا يخرج لنا ما يسمى ببيان داعش الذي يهدد الاخوة المسيحيين في القدس هذا البيان الاعور الذي لم يرى اقتحامات المستوطنين والجنود الصهاينة وسلب العقارات والمباني وكل محاولات تهويد القدس ولم يري سوى أخوة الدم والوطن ومن حملوا الهم الوطني شركاء مع باقي ابناء شعبهم منذ اللحظة الاولي لاحتلال فلسطين وعلى ما يبدو بأن هؤلاء وأنا أجزم بأنهم أذرع للمخابرات الصهيونية لا يعرفون التاريخ النضالي لشعبنا أو يتجاهلوه من أجل تمزيق الصف الوطني فثورتنا كان حكيمها جورج حبش ,كما كان من ابرز رموز العمل الكفاحي وديع حداد ,والمطران كابوتشي الذي عمل على دعم المقاومة الوطنية بشتى الوسائل وتعرض للسجن , والمطران عطاالله حنا مطران ابرز ابناء القدس الوطنيين ,فهل يعقل أن يطلب من هؤلاء اخلاء ديارهم التي أمنهم بها خليفة المسلمين سيدنا عمر حين فتح القدس ,لتكون القدس لقمة سهلة للصهاينة المحتلين ولماذا لم يري هذا البيان الصهاينة ؟ الجواب لدى كل الاحرار
نبيل عبد الرؤوف البطراوي
27-6-2015
عضو الأمانة العامة لشبكة
كتاب الرأي العرب