للمرة الثانية يبرز اسم الاسير العملاق خضر عدنان كأحد رموز الصمود والتحدي في سجون الاحتلال الاسرائيلي، فحالة الاصرار على خوض الاضراب عن الطعام واتمام شهرين دون تناول
أي نوع من الشراب او الطعام يضعنا امام حالة فريدة اختارت بارادتها الانتصار للعيش بكرامة.
ورغم ان كرامة الفلسطينيين تسحق يومياً بفعل الانقسام واجراءات الاحتلال الإذلالية سواء في قطاع غزة او الضفة الغربية او القدس، الا ان الشيخ خضر عدنان رسم بصموده وامعائه الخاوية عهد وشكل جديد من الانتصار للكرامة على بطش وقمع الاحتلال الاسرائيلي.
ان ضعف التضامن في الاراضي الفلسطينية وفي الخارج مع الاسير البطل خضر عدنان من كافة المؤسسات التي اختارت الفعاليات التافهة لتعلن عنها، تؤكد اننا في فلسطين بحاجة الى نهضة بنيوية تعيد الاعتبار لقضايانا الوطنية وتضع استراتيجية للنهوض بالهم الوطني.
امعاء خضر عدنان الخاوية الا من ارادة لصمود، تأبى الا ان تحيي قيم ماتت وهي الكرامة والعزة والكبرياء والانفة، وتعيد الهيبة لمعاني فقدت من واقعنا العربي والاسلامي، وترسم لبدء رحلة جديدة من المقاومة والانتصار على الجلاد.
الشيخ خضر عدنان انتفض بأمعائه الخاوية ليس للدفاع عن حق شخصي يتمثل في رفض الاعتقال الاداري الغير شرعي حتى حسب الاعراف الدولية، وانما ليضع حداً لعنجهية الاحتلال واصراره على المضي في سياسة الاعتقال الاداري.
قضية الاسرى بحاجة لتكون اولوية في انشطة وخطابات الكل الفلسطيني والمؤسسات التي تعمل في الخارج ، فمنذ العام 1967 بلغ عدد المعتقلين من ابناء شعبنا من قبل سلطات الاحتلال الاسرائيلي نحو850 ألف أسير، من بينهم 10 آلاف امرأة، و25 ألف طفل.
لا زال الامل يكبر ان تتخلى الفصائل عن حزبيتها المقيتة وتتبنى معا قضايا الاسرى.
بقلم د. حسن دوحان
باحث ، واعلامي