الجيوش العربية، يا حيف!!!

بقلم: رشيد شاهين

الاعتقاد السائد عادة، ان تشكيل الجيوش، هو من أهم رموز السيادة، وان تشكيل الجيش يكون للدفاع عن الأمة، والحفاظ على الوطن وصون كرامة البلد.
وككل الدول ذات السيادة، بدأت دول العربان بتشكيل "أنوية" لوحدات جيوشها، مع البدايات، التي كانت تشير إلى انها بدأت تتحلل من الاستعمار، الذي جثم على صدر شعوب ودول العرب بلا استثناء.
كانت رؤية الجيوش في ساحات العرض تبعث على الفخر والامل، وانها سوف تتألق في ساحات الوغى كما حالها في ساحات العرض في عواصم العرب.
وبحجة بناء القوة وصد الاعداء، خصصت ميزانيات هائلة للدفاع وبناء الجيش وشراء الاسلحة والتدريب وما سوى ذلك، كما تم حرمان الشعوب في تلك الدول من الكثير من ضروريات الحياة.
الشعوب المغلوب على أمرها، لم يكن بيدها حيلة لفعل اي شيء تجاه ذلك، فمن يشكك في وطنية الجيش أو الحاكم ، مصيره اقبية المخابرات، واخراجه من الصف الوطني ووضعه في خانة العملاء والعابثين بأمن الوطن.
خلال السنوات الاخيرة، ثبت بالملموس ان كل ما قيل عن بناء الجيوش في بلادنا، وما تم ترديده عن سعي للوصول إلى توازن قوى واستراتيجيتات وأهداف وغيره، لم يكن سوى كذب مفضوح.
ماذا يعني ان لا تستطيع جيوش دول مثل سوريا وليبيا واليمن والعراق وضع حد لمجموعات من القتلة تمارس الارهاب في كل زاوية، وماذا يعني ان يسقط المئات بين قتيل وجريح بين أفراد الجيش المصري خلال ساعات.
من غير الممكن قبول اي تبريرات أمام هذا الدم المراق على ارض مصر، وهل يمكن سقوط هذا العدد دون ان يدفع احد من المسؤولين والقادة الثمن.
ما يحدث في البلدان العربية يثبت ان جيوش تلك الدول لم تُبْنَ لا من اجل التحرير ولا صد الاعداء، وانما لقمع العباد والابناء.
هل يمكن ان يحدث هذا الذي حدث في سيناء لأي جيش يفترض انه يعيش حالة من التهديد والاستنفار المتواصل، خاصة وانه بات معروفا ان سيناء ساحة صراع، وصار من العبث الحديث عن هجوم مباغت، لان المكان أصبح ساحة مواجهة ساخنة منذ سنوات.
سقوط هذا العدد من الضحايا لو كان يتم بمثل هذه السهولة في الجيوش الأخرى، أو بجيش كجيش الاحتلال، لما وجدنا دولة الاحتلال قائمة منذ عقود.
من المعيب التحدث عن جيوش وطنية تعتبر الدرع الواقي للأمة وأملها في الحرية والاستقلال، فيما هي لا تستطيع الدفاع عن ذاتها، ويا حيف على الشباب الذين يذهبون هدرا، وعلى مليارات الدولارات التي يتم تخصيصها لصفقات لا أحد يعلم كيف تصرف ولا اين تذهب.

رشيد شاهين
3-7-2015