هل وصلت داعش إلى إسرائيل؟

بقلم: فايز أبو شمالة

تبنى تنظيم ولاية سيناء التابع للدولة الإسلامية إطلاق ثلاثة صواريخ على إسرائيل، بينما المتحدث العسكري الإسرائيلي أعلن عن سقوط صاروخين فقط، أطلقا من سييناء في الوقت الذي نفت فيه الاجهزة الامنية والعسكرية المصرية انطلاق أي صواريخ من سيناء!!.
فأين هي الحقيقة؟ هل نصدق مصر أم نصدق إسرائيل؟ وهل جاء قصف إسرائيل بالصواريخ رداً على الدعم الإسرائيلي للجيش المصري كما جاء في بيان ولاية سيناء، أم جاء قصف إسرائيل لدرء التهمة عن التنظيم الذي لم يستهدف حتى الآن إلا الجيش المصري؟
لقد انشغل الفلسطينيون في الأيام الماضية بتنظيم الدولة الإسلامية، وطفت على السطح جملة من الأسئلة الحائرة؛ التي تاه جوابها في دهاليز السياسية، ومنها:
1ـ لماذا ينحسر نشاط تنظيم الدولة الإسلامية في شمال سيناء، وبالتحديد في الشريط الساحلي الموازي لقطاع غزة، والممتد من رفح حتى العريش؟ لماذا لا ينطلق التنظيم في اتجاه شرم الشيخ جنوباً، وفي اتجاه قناة السويس غرباً؟ وهنالك سيكون للعمل العسكري صداه، وأثرة على الملاحة الدولية، وعلى السياحة الإسرائيلية التي تبيت وتصبح في شرم الشيخ؟
2ـ لماذا يهدد تنظيم الدولة الإسلامية المقاومين لإسرائيل في قطاع غزة، ولا يهدد المنسقين أمنياً مع إسرائيل؟ ولماذا يتواجد التنظيم في غزة، ولا لايتواجد في الضفة الغربية، مع العلم أن ساحة الضفة الغربية أكثر اتساعاً وتأثيراً على إسرائيل من ساحة غزة؟
3ـ لماذا هدد تنظيم الدولة الإسلامية في منشوراته المسيحيين في القدس العربية، وطالبهم بالرحيل عنها، ولم يهدد اليهود الصهاينة الذين يغتصبون كل القدس؟
4ـ وهل تنظيم الدولة الإسلامية الذي حارب الجيش السوري في تدمر والحسكة، هو تنظيم الدولة نفسه، الذي يحارب المعارضة السورية التي تحارب الجيش السوري؟
5ـ هل تنظيم الدولة الذي هاجم الجيش المصري في سيناء هو نفسه تنظيم الدولة الذي يحارب قوات فجر ليبيا التي قصفها الطيران المصري؟ فكيف يقف تنظيم الدولة مع الجيش المصري في ليبيا، ويقف ضده في سيناء؟
6ـ هل تنظيم الدولة الذي تتهمه إسرائيل بالتنسيق مع حركة حماس في سيناء، هو التنظيم نفسه الذي اعتقلت حركة حماس بعض عناصره؟
7ـ ماذا تهدف إسرائيل من نشر الخبر الذي يقول: إن داعش في طريقها إلى السيطرة على غزة، وعليكم أن تحافظوا على حكم حماس؟ هل استسلمت إسرائيل لعجزها عن تصفية حركة حماس من خلال المواجهة العسكرية المباشرة، فلجأت إلى التآمر عليها من خلال الطعن في الظهر، وترتيب حروب بالإنابة؟.
8ـ إذا كان تنظيم الدولة بهذه القوة التي تمكنه أن يهدد حركة حماس بمصير مخيم اليرموك، فلماذا لا يحارب التنظيم إسرائيل مباشرة؟ لماذا لا يعمل ضد إسرائيل من الحدود الأردنية؟ لماذا لا يستهدف النظام الأردني الذي قصفت طائراته مواقع التنظيم؟
9ـ هل سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في المرحلة القادمة على الشريط الممتد من رفح حتى العريش، يهدف إلى قطع خطوط الإمداد عن حركات المقاومة أولاً، وضمان إغلاق معبر رفح ثانياً، ويهيئ الأجواء المناسبة للانقضاض على حركة حماس في غزة ثالثاً.
جملة من الأسئلة الحائرة والمعقد التي لا يفك رموزها إلا قادم الأيام، ومن يمتلك القرار، ولاسيما أن مراكب غزة تسيرها الأقدار، ولا تطوي في تربتها الأسرار.
د. فايز أبو شمالة