عندما تفقد الثقة بصديق أو موظف أو زميل أو رفيق ممن حولك فهذا شيء عادي و طبيعي ، أما أن تفقد الثقة بالجميع فهذا أحد احتمالين الأول إما أنك فقدت الرشد أو أنك خائف للدرجة الحمراء .
ما يفعله الرئيس عباس منذ اندلاع خلافه مع النائب دحلان وهو مصاب بفقدان الثقة فيمن حوله ويتخلص من رفاق دربه وموظفيه وطبعا لا يوجد أصدقاء له من الأصل ليتخلص منهم.
الهزيمة أم الاختلال كله، فالرجل هزم شر هزيمة من بداية عهده أمام حماس واحد صفر في الانتخابات التشريعية وهزم ثانية بالضربة القاضية في سلخ غزة عن حكمه وسيطرته وعن المشروع الوطني كله والرئيس هزم في مفاوضات السلام بعشرين سنة صفر وهزم في تقرير جولدستون بإضاعة حقوق الشعب وهروب الاسرائيليين من الملاحقة وهزم في صندوق الاستثمار الفلسطيني بضياع المال العام وهزم في معركة تحرير الأسرى والمعتقلين لدى اسرائيل ولدى حماس وأخيرا هزم في قطع رواتب الفتحاويين.
مع كل هزيمة كان يفقد الرئيس الثقة بمن حوله ومساعديه وفريق رئاسته وفريق وزاراته وفريق مركزيته وفريق تنفيذيته ولذلك بدأ في رحلة الشك والظنون فيمن حوله وكلما أوصل له واش كلاما يقوم بتصفية الموشى بهم، ودرجة حرارة فقدان الثقة أصبحت خطيرة وتضيق الخناق على رقبة الرئيس.
الرئيس لا يمكن أن يستمر في عمله وهو فاقد الثقة بكل من حوله إلا صائب وصائب هذا ليس من قادة الأمة وقت الشدة التي تجتاحنا وهذا دليل خطير على الحالة التي تجتاح الرئيس ولو أننا رأينا الرئيس قد قرب قائدا عظيما للأمة وما أكثرهم لو قلنا إن الرئيس خرج من الحالة بصحة وعافية حيث اختار رجلا قويا أما أن يختار صائب لكل المصائب فهنا لابد من التوقف عنده وعند حالة الرئيس فاختبار صائب هو دليل الحالة غير المرتجعة لعدم ثقة الرئيس بالشعب وبالرجال العظماء فلا يقربهم إليه خوفا منهم وهو السبب الأكبر لفقدان الثقة لدى الرئيس وعليه سنرى في القادم القريب من الايام تصرفات خارج السيطرة من قلق الرئيس وخوفه وفقدان ثقته بالآخرين والمرحلة القادمة أخطر على شعبنا والعلاج الأسهل سيادة الرئيس أن اذهب لترتاح ولا تجازف أو تقامر بمصير شعب كامل كفى .. القد استنفذ الرئيس الوقت الأصلي والمستقطع للعبة .. سيادة الرئيس أنت تشد خناق عنقك .. سيادة الرئيس اللعبة انتهت ..
د. طلال الشريف
5/7/2015م