أنا أصدق تهديدات حماس

بقلم: طلال الشريف

في السياسة تجريد من العواطف وتقليل من الوضوح وتكبير من الحذر وتعاطي مع المفهوم على أنه غير مفهوم(استهبال يعني) .
وحماس تتعامل ككل السياسيين بتجرد من العواطف وغموض التصريحات وكثير من الحذر ولكن هل تتعامل حماس مع المفهوم على أنه غير مفهوم ( استهبال يعني) ؟؟
بداية أقول لا أنا ولا أي وطني فلسطيني يريد حكم حماس ليس حبا في عباس ولكن لأن حماس في السلطة يعني لشعبنا أن تتواصل المعاناة والحروب والخلافات مع الإقليم ولكن هذا لا يعني لنا الاستئصال والإقصاء وببساطة شديدة جدا لأننا مازلنا تحت الاحتلال ولكن يمكن أن تشارك حماس وتتبنى الديمقراطية وتبتعد عن الاستقواء بسلاح المقاومة على الشعب وعلى الفصائل الأخرى كما حدث في انقلاب حزيران 2007 في قطاع غزة.
نأتي للأهم كما العنوان وقراءة تهديدات حماس بإشعال النار في الضفة الغربية وهو إن كان مبنيا فقط على رد الفعل للاعتقالات السياسية والأمنية التي تقوم بها أجهزة الأمن الفلسطينية في الضفة الغربية فهذا سجال ضار وخطير وطريقة غير موضوعية لمقابلة الاعتقالات السياسية بإشعال نار الفتنة واستهداف قوات الامن الفلسطينية وهنا نسجل اعتراضنا على كل اعتقال سياسي من الطرفين ، ولكن إذا كانت هناك نوايا لتصدير حكم حماس للضفة الغربية فهذه قصة أخرى.
المعروف أن حماس لا تهدد إلا نادرا بل هي تنتقد وتخون وتكفر وتخدع وحتى تكذب أكثر من السياسيين الوطنيين وتستعمل العنف ضد المناوئين لحكمها وسلطتها ولكن كما قلت نادرا ما هددت وعندما تهدد فأنا أقول إن التهديد لغة جديدة على حماس التي كانت يدها دائما تسبق كلامها، ويجب اخذ تهديداتها بعين الإعتبار
حماس الآن في وضع لا تحسد عليه وهي حقيقة في الزاوية وليس كما يقال أن هناك انفراجا وهناك وعودا بل سُير لها أن تصل إلى هذا الحال لِتُجبَر على تسليم غزة للسلطة الفلسطينية المركزية وهي لا تعتقد صحة ونوايا الطرف الآخر في وعود موظفيها وهو البند الأهم لديها في حالة المصالحة وإذا ما أخذنا في الاعتبار أن حماس تدرك ألاعيب اسرائيل بدعايات الهدنة مرة والسكوت عن قوة حماس في وجه التيار الوطني وبعض التسهيلات، نقول لا، إنها أي حماس تعرف ان اسرائيل متى لاح لها استئصالها فستستأصلها ولذلك حماس قد تنقل المعركة لأرض الخصم السياسي في الضفة الغربية مع السلطة المركزية كخيار للخروج من أزمة غزة وهذا يضع الكل الفلسطيني في ازمة أكبر تعم الجميع وتصبح حماس ضمن الركاب وليست منفردة كما هي الآن وقد تستولي على باقي مؤسسات السلطة في رام الله لتتفاوض كشريك جديد لإسرائيل يفرض هيمنته على كل الشعب الفلسطيني وعندها اسرائيل تتفاوض معها كممثل قوي فرض هيمنته على الكل الفلسطيني بديلا لمنظمة التحرير.
لذلك تصريحات قيادات حماس قد لا تكون نزقا أو شططا أو استهبالا سياسيا وخاصة بعد بلورة الكثير من النقاط والمطالب والتهديد لقوات الأمن في الضفة الغربية وقذفتها في وجه سلطة رام الله وذلك من خلال تصريحات قادة حماس ومتحدثيها ، أي بمعنى أن الأمر قد يكون منطلقا من قناعة وخطة قد تكون جاهزة لدى حماس.
ولأن حماس لا تهدد كما قلت ، ولكن لماذا تهدد الآن ؟ الآن حماس لا تستطيع الحرب من جديد ولا تريد ولديها قناعة بهدنة جدية عشر سنوات وعليه لابد أن تزحف للضفة الغربية لفرض سيطرتها هناك وبهذا تخرج من أزمتها وتضع الجميع في أزمة أكبر تكسب منها بقائها بقوة في الخارطة السياسية الفلسطينية وأكثر. وهذا ليس تعاطيا مع المفهوم وكأنه غير مفهوم ، لا ، فحماس هنا لا تستهبل كما قلنا أن التعاطي مع المفهوم وكأنه غير مفهوم ، أي أنه ليس استهبالا سياسيا كما أراه يا سادة.

د. طلال الشريف
10/7/2015م