تناقض المواقف والمصالح الاقليميه تدفع بالاتفاق النووي مع إيران بالمنطقة لسياسة الأرض المحروقة

بقلم: علي ابوحبله

لايمكن المرور على ما تضمنه خطاب السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله بمناسبة يوم القدس العالمي دون ربطه بمضمون الأحداث والصراعات التي تشهدها المنطقة والتي تشكل انعكاس لما تشهده مفاوضات فينا بين إيران والدول الست المحكومة في تناقض في المواقف والمصالح الدولية والاقليميه وفق رؤيا كل دوله لمصلحتها وحلفائها حول الاتفاق مع إيران وهذه التناقضات تدفع المنطقة لسياسة الأرض المحروقة بتصعيد الصراعات في اليمن وسوريه والعراق ومصر وفلسطين ، حسن نصر الله في خطابه يعتبر أن طريق القدس تمر في القلمون وبدرعا وبالسويداء وبرؤيا إستراتجية حزب الله والقوى الدولية والاقليميه المتحالفة مع سوريا لا يمكن السماح بإسقاط سوريا ولا يمكن التخلي عن التحالف عن سوريا أو المقايضة ضد سوريا بمحادثات فينا ، محلل الشؤون العربيه في القناة الاسرائيليه الثانيه ايهود يعاري كلمة الامين العام لحزب الله حظيت بمتابعة القنوات الاسرائيليه بكل تفاصيلها وركز الاعلام الاسرائيلي على نقل التي اكد فيها حسن نصر الله ان ايران لن تعترف باسرائيل حتى لو تمت الموافقة على كل شروطها في المفاوضات النوويه وهنا بالفعل تكمن عقدة مفاوضات فيينا حول الاتفاق النووي الايراني ، القناة الثانية أسهبت في تحليل خطاب نصر الله واستخلاص العبر. حتى أن محلل القناة أيهود يعاري تحدث صراحة عن كلام نصر الله بشأن تخلي العالم العربي عن القضية ، المحللين السياسيين والخبراء العسكريين شبه مجمعون ان الوصول إلى حل للملف النووي، قد تفتح ابواب للحلول التفاوضيه السلميه تؤدي لحل في سوريا، إلى العراق، إلى اليمن، وان التعاون الإقليمي الدولي ربما يؤدي إلى حلول تغير أوضاع المنطقة . لكن واقع الحال في قصر كوبرغ يدعو للتشاؤم والريبة والحذر بفعل تناقض المواقف والمصالح بين الدول الست التي تتفاوض مع ايران التي تدفع بالمنطقة لحمى الصراع وتقود لسياسة الأرض المحروقة ، هناك من يعبث بامن المنطقه ويمارس سياسة الضغوط والنفوذ للحيلوله دون التوصل لاتفاق ، ضغوط يمارسها اللوبي الصهيوني على الاداره الامريكيه دفعتها للتراجع عن ما طرحته بشان بنود لتخطي العوائق وهناك ضغوط اقليميه محكومة مع مصالح دوليه تمارس ضغوطها عبر هذه الدول لعرقلة الاتفاق مع ايران وهذه جميعها تدفع لعدم الاتفاق للابقاء على حالة الحرب والصراع وفق ما يخدم اهداف هذه الدول وفي مقدمتها اسرائيل ، دبلوماسي غربي رفيع يعترف "إن الضغط الذي مورس خلال اليومين الأخيرين على الإدارة الأميركية من قبل اللوبي المؤيد لإسرائيل ليس مسبوقا أبدا، بل إن التعليمات التي جاءت من واشنطن بعد هذا الضغط للفريق المفاوض في فيينا كانت مفاجأة للوفد". الحقيقة أن الموقف الأميركي تغير وازداد تصلباً فجأة بعدما كان ذهب في إتجاه المرونة لساعات قليلة، "قدم الأميركيون عرضا قبل أيام وكانوا ينتظرون رد الإيرانيين" يقول دبلوماسي روسي "ثم فاجئوا الجميع بسحبهم العرض الذي لم يقبل به بعد الإيرانيون وقدموا عرضا آخر يستحيل أن يقبلوا به". إيران تتفاوض مع مجموعة خمسه زائد واحد ، لكنها في الواقع تتفاوض مع كل دولة من الدول الخمس المحكومة بمصالح إقليميه تبعا لتحالفاتها . أميركا لها مصالحها ومطالبها وخطوطها الحمراء وهواجسها ومصالحها ومصالح حلفائها وهي تخضع للضغط من قبل اللوبي الصهيوني ومن حلفائها الإقليميين وخاصة السعودية وقطر وتركيا وجميعهم يخشى على مصالحه ، بريطانيا وفرنسا وألمانيا والإتحاد الأوروبي كذلك لهم مصالح وحلفاء في المنطقه وعيونهم على اتمام صفقات السلاح والتعاون الاقتصادي مع انهما يتطلعان لفتح افاق من التعاون الاقتصادي مع ايران والتي تشكل سوق واعد للأوروبيين ، بينما الصين وروسيا حلفاء لايران وهي مدعومه بدول البريكس ومنظمة شنغهاي وان روسيا والصين وسيطان دائمان وهم أصدقاء من داخل المعسكر الآخر. المشكلة الرئيسة في فريق التفاوض للسداسية الدولية أنه عاجز عن التوافق على موقف موحد من القضايا المطروحة ، الإيرانيين على دراية بالخلافات التي تعصف بين تلك الدول ألمحكومه بالتناقضات فيما بينها وفق مصالحها ،وهذا ما يجعل الوصول إلى أتفاق حول قضية ما أمرا شبه مستحيل.. الإيرانيون ينشدون الدقة دائما لذلك هم يتشددون في ما يكتب، وهذا مرده إلى أمور عديدة، أولها أن إيران لا تريد أن تقع في فخ ما ينصب لها بعد فوات الأوان، "الغربيون معتادون على سياسة الاملاءات والإيرانيون يرفضون ذلك هم يدققون ويمحصون ويرفضون سياسة الإملاءات، بعكس ما خبره وعهده الأوروبيون والأمريكيون تحديدا في كل ما هو مرتبط بالشرق الأوسط، هم يقررون وعلى الجميع التنفيذ هكذا كان الأمر في كافة مواضيع المفاوضات التي تتعلق بالمنطقة ، الوضع مختلف مع الإيرانيون لا يقبلون بالإملاءات ويفاوضون بشراسة."
الإيرانيين توقفوا مليا عند نقطة في المفاوضات وهم يدققون ويقال أنهم توقفوا عند كل نقطه لها علاقة بقرارات مجلس الأمن، هم رفضوا تعهد الأميركيون للإيرانيين أن يمرروا هذا القرار لاحقا في مجلس الامن . رفض الإيرانيون وأصروا على ضمانات مكتوبة، فتدخل أحد المفاوضين طالبا من الجانب الإيراني تخطي الأمر وأن الضمانة السياسية كافية، رد المفاوض الإيراني "خلال عقود ماضية لم يمنع الخجل هذه الدول من تبني عشرات القرارات ضد الشعب الفلسطيني المظلوم في مجلس الأمن، فهل سيمنعهم الخجل من فعل ذلك معنا؟ قد لا تطول لعبة شد الحبل في مفاوضات فينا واذا ما بقيت المفاوضات محكومه في تناقض المواقف والمصالح التي تحكم الدول الكبرى فان مخاطر الصراعات الاقليميه قد تدفع بالاتفاق النووي مع إيران بالمنطقة لسياسة الأرض المحروقة وهذا ما يفسره خطاب الأمين العام لحزب الله حسن نصرا لله وخطاب عبد الملك الحوثي مما يوحي أن المنطقة في حال فشلت المفاوضات في التوصل لاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني مرشحه لاحتدام الصراع المدمر الذي رقد يشمل دول المنطقة برمتها والتي تقود لحروب لن تنأى عنها إسرائيل وتركيا وإيران وهما اللاعبون الاساسيون في الصراع الإقليمي

المحامي علي ابوحبله