( اجتماعيات 2-5 ) ما جدوى تغيير منهاج اللغة الانجليزية للتوجيهي؟

بقلم: محمد عطاالله

عكّف قسم المناهج في وزارة التربية والتعليم الفلسطينية منذ سنين على تغيير منهاج اللغة الانجليزية ، ومع دخول العام الدراسي القادم 2015-2016 ستكتمل حلقة تغيير منهاج اللغة الانجليزية بمعنى أنّ طلاب الحادي عشر والثاني عشر(التوجيهى) العام الجديد سيدرسون مناهج انجليزية جديدة ، مشكورة هي وزارة التربية والتعليم على هذه الجهود ولكن السؤال الذي يطرح نفسه ، ما هي جدوى تغيير منهاج اللغة الانجليزية وهل سيكون له أثر إيجابي على الطالب ؟ أعتقد ومن خلال تجربتي المتواضعة في التعليم خاصة عبر تدريس منهاج العاشر الجديد العام السابق أنّ الطلبة لم يستفيدوا ولن يتأثروا بهذه المناهج الجديدة ليس لمشكلة في هذه المناهج فهي مناهج تعتمد على منهج ما يسمى communicative approach والذي يكون فيه الطالب مركز العملية التعليمية وتعتمد أيضاً على الاستماع والتحدث وهذا بالتأكيد هو المُفضل ويُؤخذ به في أغلب مدارس العالم ومراكز اللغات العالمية والمتقدمة ، المشكلة تكمن في طريقة التدريس التي يتبعها المدرسون والمرتبطة ايضاً بإجراءات روتينية من الإدارات المحلية للمديريات من مشرفين وقسم الامتحانات وفيه يرتبط المدرس بهذه الاجراءات ومطلوب منه في أغلب الأحوال التقيد بالخطة المقررة ، هذه الطريقة التي تُتُبع منذ الصغر أي من الصف الأول الابتدائي ، هي باختصار طريقة التلقين والترجمة الفورية والكتابة باللغة العربية والتركيز على القواعد وتجاهل الاستماع والتحدث والكتابة وتنتهى هذه العملية بدروس خصوصي وما يسمى بالكبسولات في التوجيهي ونجاح كبير في امتحانات التوجيهى ، هذه العملية التقليدية تُخرّج طلاب ضعاف في اللغة الانجليزية واسألوا مدرسي المساقات العلمية في الكليات العلمية في الجامعات بل والكليات الأدبية.
فما الحل / اذا كان هناك ميزانيات ضخمة تصرف على مدرسي ومشرفي اللغة الانجليزية طوال عقدين تقريباً بشكل تراكمى، وكتب وقرطاسية ...الخ ، واذا كان هناك جهود كبيرة ووقت كبير يخصص فقط لتدريس اللغة الانجليزية ( من 4 الى 5 حصص اسبوعياً) معنى ذلك انه ينبغي بل يجب أن تكون هناك نتائج مُرضية ، وأنا هنا لا أتكلم عن نتائج ونسب الطلاب التى تصدر عن الوزارة أو المديريات والمدارس فهذه النتائج لها اعتبارات ومن يعمل في سلك التعليم يعرف ذلك ، النتيجة التى نتوقعها ونتمناها هي أن يستطيع طلابنا التحدث بطلاقة باللغة الانجليزية وأن يستطيعوا الكتابة والقراءة أيضاً بصورة صحيحة وجيدة ، الحل يكمن في قرار بسيط ومكتوب من الجهات العليا وعلى رأسهم وزير/ة التربية والتعليم وهذا القرار يتضمن عدم التحدث باللغة العربية في حصص اللغة الانجليزية من قبل المدرس ومن قبل الطالب، والتركيز على الكيف وليس الكم ، والتركيز على الاستماع والتحدث ، بهذه الطريقة سنلمس نتائج حقيقية وواقعية أسوة بالمدارس الخاصة في بلدنا والمدارس الغربية ومراكز تعليم اللغات العالمية ، يستحضرني في هذا المقام عندما كنت أتابع أخبار الحروب على قطاع غزة وكيف يتكلم الصهاينة خاصة المسئولين والضباط والمتحدثين باسمهم اللغة الانجليزية بطلاقة ويدافعون عن رواياتهم التى في الأغلب مغلوطة وخاطئة ، فيما نحن لا نجد الا القليل من يدافعون عن وجهة نظرنا وعن حقنا باللغة الانجليزية ، ليس خطأ ولا عيباً ان نتكلم ونتقن لغة غيرنا وهذا سيساعدنا في اقناع الاخرين بحقنا والدفاع عن قضيتنا الفلسطينية العادلة والدفاع عن اسلامنا الذى يتعرض للتشويه من أفعال بعض المنتسبين اليه ، ثانياً سيساعدنا في التعامل مع لغة العصر لغة التكنولوجيا .اذا كانت وزارة التربية والتعليم قد انجزت هذه المناهج الفلسطينية وقد بذلت جهدا كبيراً في ذلك وحتى لا يضيع هذا الجهد سدى اتمنى وضع الخطط الازمة والطرق المناسبة في كيفية تدريس هذه المناهج.
ملاحظة / من أجل المصداقية يلجأ الكاتب أحياناً الى الطريقة التقليدية نظراً للواقع

بقلم محمد عطاالله