احذروا المتسلقين وما أكثرهم في مجتمعنا !!

بقلم: رمزي النجار

إن مرحلة التغيير في أي عمل أيا كان طبيعته بالطرق الديمقراطية هو قوة الاصلاح وإعادة البناء لتفعيل الطاقات في الاتجاه السليم نحو تحقيق طموحات وأهداف الشعوب المناداة بالتغيير أصحاب الكلمة، ولكن قد تصيب مرحلة التغيير خلط الأوراق وظهور الكثير من الفئات المستغلة لمقدرات الشعب كما يتصدر الجهلاء مقدمة الصفوف, فانه عند البدء بمرحلة التغيير عادة تظهر الكثير من الشخصيات المتسلقة التي ليس لها انتماء أو ايمان بواقع التغيير يتراقصون ويتمايلون نحو هذا القيادي وذاك المسئول لا كساب ودهم والوصول الى مبتغاهم للحصول على الموقع والمنصب المعهود, وهم اناس نبتت نفوسهم في الظل وهي تبحث دائما عن أي بقعة ضوء تبقي علي حياتها وتصلها بسقف طموحاتها حتي لو تسلقت علي أكتاف وأجساد الآخرين وما أكثرهم في مؤسساتنا الرسمية والحزبية والأهلية يتصيدون الفرص تلو الفرص لتحقيق طموحاتهم على حساب الأصل والوصول الى الشهرة بشتى الطرق.
والاخطر من هذا وذاك ان البعض اتخذوا من التغيير مهنه لهم وكأن التغيير اصبح غاية في حد ذاته وليس وسيلة تنتهجها الشعوب لتدفع الظلم عنها وتحقيق الإصلاح المطلوب بعد طول انتظار وترقب, والبعض الآخر اصبح شغلهم الشاغل هو الحصول علي المزيد من الحقوق والمكاسب دون احترام لمشاعر الشعب النبيلة، والبعض الآخر تأثر كثيرا بمظاهر المسميات المنتشرة في بلادنا من لجان وهيئات وملتقيات وغيرها, ومع غياب أخلاقيات العمل المؤسساتي والمبادئ الإنسانية اصاب هؤلاء المتسلقين تسطح في التفكير وتصحر في العقول فلم يعد ينبت منهم الا النوايا السيئة، وأتوقف كثيرا عند هذه المسميات التي تستغل من قبل المتسلقين لتحقيق مطامع شخصية، وفرصة سانحة لإبراز أنفسهم وسرقة نجاحات الآخرين من خلال قلب الحقائق وحياكة السيناريوهات التي تلبس الباطل ثوب الحق لتمكينهم وارتقائهم بالمكتسبات والمغانم.
اليوم ساحتنا المجتمعية أصبحت بلا سياج يحدها، وكل من هب ودب يدخلها ليرمي فيها أوراقه وينافس من لديهم هدف يسعون إلى بلوغه بكل نزاهة وإحقاق الحق، لقد أبتلى مجتمعنا بأمثال هؤلاء المتسلقين المدفوعين من أجل إشعال الفتنه وتحطيم قدرات أصحاب التغيير والحق وعرقلة مسيرتهم، هذا ما يفعلوه المتسلقين وهم يحاولون الظهور في كل مكان يسعون من خلاله التحليق إلى الأعلى على أجنحة الغير، وهم في الواقع المستقبلي لا محالة، السقوط والبقاء في القاع من نصيبهم، وتبقي قوة أصحاب الحق هي السائدة .
بقلم/ رمزي النجار
[email protected]