هِيّ الطوشة مع مين ؟

بقلم: طلال الشريف

بعد الإفطار تعودنا الجلوس في حوشنا الغربي في الهواء الطلق ومجموعة كبيرة من أطفال البيت ينزلون للعب والجلوس معنا نتناول القهوة وندخن تعويضا عن باقي اليوم.
ابن أخي الفنعوص "كرم" كالعادة بيغلبنا وبيسأل أسئلة لها من الراحة والأفق المتجدد للفهلوة والذكاء الكثير ومصر على انو رئيسنا اسمه ابراهيم عباس ومش محمود وانو رئيسنا اسماعيل هنية وبد ييجي بعده دحلان وانو ابراهيم عباس هو رئيس على رام الله بس لأنو ما بيجي علينا في غزة.
المرة هاي بيسألني ليش الناس وين ما بروح بلاقيهم مبوزين ومكشرين حتى مكشرين في الزلمة اللي جابلهم الكوبونة امبارح بيضحكوا معو شوية وبعد ما بيطلع بيسبوا عليه وبيرجعوا يكشروا ويتنكودوا، حتى وأنا بشتري من الدكان امبارح كان اثنين واقفين وأنا سامعهم بيسبوا على عباس وحماس والحمدالله وداعش وبيحكوا انهم بدهم يهاجروا من هالبلد المقرفة ، هي يا عمي بلدنا مقرفة؟ طيب كل يوم بنتحمم والبحر موجود بنروح نتغسل فيه وبعدين جيرانا عندهم أوضة مليانة كراتين وكياس كل يوم بجبولهم كوبونات وكل الجيران بيعطوهم كوبونات ليش إحنا ما حدا بيجيب إلنا؟ قلتلو يا كرم يا حبيبي هادول فقراء وما بيشتغلوا، قلي يا عمي بيشتغلو أولادهم وبيجيبوا مصاري كثير، قلتلو يا كرم احنا بنشتغل ليش يجيبوا إلنا مساعدات هاي الكوبونات للمحتاجين، قلي هما جيرانا محتاجين والله معهم مصاري أكثر منا وكل شوية وانتو بتقولولنا مزنوقين مزنوقين كلهم بياخدوا رواتب من حماس ومن فتح وبيعلموا أولادهم على حساب المؤسسات وبيعملولهم اعفاءات وإحنا ما حدا جابلنا إشي، قلتلو مش منيح يا كرم أبوك موظف وعمك دكتور وبدك كوبونات وحل عن هالقصةيا كرم، قال طيب حضر العشرين الجديدة للعيد بدي أتعيد وأروح عالميناء ناكل شاورما ونشرب عصير وننبسط، قلتلو ليش عشرين؟ من وين بدنا نجيب لخمسين واحد في الدار واللي بره الدار اسكت خليها خمسة شيكل بيكفي بلاش تعمللنا أزمة وتزنقنا وفكنا من هالسيرة كمان الاولاد كلهم قاعدين حوالينا وصاروا يقولوا بدنا عشرين جداد وفاعوا وصرنا نطرد فيهم في جية صديقنا حسين أبو محمد بيحكي مالكو شو الطوشة شو في؟ قعدنا نضحك، وقلنالو الصغار كلهم ملمومين وبيطالبوا العيدية عشرين شيكل وبدهم اياهم جداد كمان يا سيدي، سكت حسين وكشر وضرب بوز وقال انا شارد من الاولاد، لا شرينا إلهم إشي ولا ما يحزنون والراتب مخلص من يومه والتانيين بيستنوا العيدية ولا حدا دعمنا ولا شيء، فش حدا من هاللي بيبعتوا بعت اشي يا دكتور؟ والله الواحد ما هو حابب هالعيد ييجي من الاحراج كل عيد بنقول للبنات مزنوقين مزنوقين، قلتلو ما تجيب سيرة مزنوقين بلاش يسمعك كرم ويرجع يجرسنا، بيعين الله أبو محمد خليك صامد ما في والله، قالن وبعدين مع هالوضع الواحد مش عارف ايش يقول الدنيا بتتقلب في كل مكان وعندنا مش راضية تقلب طولت وإحنا قاعدين لسماع الراديو والتلفزيون والمواقع، عباس ورام الله بيشتموا في حماس ودحلان ولحقت القصة لفياض وعبدربه وحماس بتشتم في عباس وبتقول هو اللي معطل المصالحة وقاعد بيعتقل فيهم في رام الله، والمعبر مش راضي يفتح ولما المصريين بيعلنوا بدهم يفتححوا المعبر جماعتنا كل واحد بيصير يطلع بيانات إنو هو البطل اللي فتح المعبر علشان خاطر الشعب بيضحكوا علينا، والاحزاب نايمة وكل ما حدا زار واللا طلع مبادرة والا تصريح بطلعوا يعارضو والله امبارح انبسطت عليهم لما الوادية وجماعته تبعين المستقلين اجتمع معهم وزير خارجية مصر، يعني رفعوا مستوى التمثيل مع الأحزاب بدل مسئولين الأمن ههههه يعني في تطور في انجازاتنا الوطنية.
اسكت يادكتور البلد مش رايقة وكل يوم فلتان وفوضى وقتل وطعن ومشاكل بين الناس، الناس ضربت خلاص مش عندنا بسن شوف ايش عملوا في بيت لحم، كمان الناس في الضفة قرفانة، صحيح مش زي قرفنا بس برضو كل الفلسطينيين طفرانين من هالوضع برة وجوا.
قلت والله صحيح اشي بيجنن يا حسين السلطة بتعتقل وحماس بتعتقل واسرائيل بتعتقل وكل مواطن بيحكي والا بيعمل اشي تلات أجهزة من تلات دول بتدبحو، والاسعار ملهاش حدود ونازلين لم ضرايب وفش وظايف وكل اشي بييجي لهالشعب الكل بينهب منو حتى المؤسسات اللي اسمها أهلية.
حسين قال طيب، الأحزاب نازلة في بعضها والمؤسسات نازلة في بعضها والكل بيهبش والناس طقعت معها تصور كيلو التين قبل يومين ساعرتو كان بخمسطعشر شيكل والعنب بعشرة شيكل وقديش بدك تجيب لأولادك خليها على الله، والمصيبة العزايم كل يوم عزايم في رمضان من وين بيجيبوا مصاري بس العزايم للتنظيمات وصحابها، هما الممولين هيك فاهمين؟ والشعب بيقاتل في بعضه وكمان الشعب صار طماع بدو كل اشي ببلاش ولا واحد بدو يدفع فلوس رغم انو في ناس معهم لكن خلاص كلو صار بدو ببلاش تعليم وصحة وأكل وبناء وكلهم مسئولين وقادة فش عندنا مواطن عادي أو عسكري عادي أو ابن تنظيم عادي شو قصتهم الناس مالهم شو اللي جرالهم ومستعجلين فوق ما تتصور كمان ونزقين وفي دقيقة بتصير طوشة.
قلت يا حسين البوصلة ضايعة وكل واحد بيدور على حالو والناس حاقدة على بعضها من هالمصايب اللي حصلت إلنا بس حرام عليهم نسيوا قضيتهم وصغرت مطالبهم بدهم شغل وأكل وشرب، والله هادا وضع خطير مستقبلنا الوطني راح وراحت قضيتنا.
حسين قال مزبوط طوشة وقايمة بس والله يا دكتور ما أنا عارف مع مين الطوشة فكرك مع مين الطوشة يا دكتور قلتلو الطوشة مع المستقبل، والناس زهقت، بس المستقبل هو الطوشةرغم اللي بيصير، قلي يا زلمة ظلك في أفكارك ما حدا مدور، شوف اتصل على أصحابك بلكي جابولنا مساعدة مالية نعيد ونعطي هالاولاد، ضحكت، وقلتلو والمستقبل والقضية رد عليا وبنزق يا راجل لوقتيش بدك تظلك بهالعقلية االناس غنيت وانتا قاعد تحكيلنا في المستقبل والقضية والله ما انتا عارف يا دكتور مع مين الطوشة بجد، طوشتنا بعد يومين مع العيد يا دكتور الله يرضى عليك وسلامو عليكو خلينا نشوف صاحب ثاني نحل مشكلة العيدية وتصبحوا على خير يا جماعة.

د. طلال الشريف
15/7/2015م