إسرائيل في صلب الاتفاق النووي

بقلم: فايز أبو شمالة

غضبت إسرائيل، وأعلن مجلسها المصغر عن رفض الاتفاق النووي مع إيران، وهذا ما أجبر وزير الخارجية الألماني على انتفاد المعارضة الإسرائيلية قائلاً إن الاتفاق سيسهم في نشر الأمن بالشرق الأوسط، وفق ادعائه.
وحاولت أمريكا احتواء الغضب الإسرائيلي من خلال الإعلان عن قيام وزير دفاعها اشتون كارتر، زيارة تل أبيب، للحديث عن الخطوات العملية الكفيلة بتعويض إسرائيل عن المساس بمكانتها الاستراتيجية في المنطقة، وفق الادعاء الأمريكي.
من حق إسرائيل أن تبتز أمريكا وألمانيا وفرنسا وكل دول الغرب، فهذا دأب اليهود على مر التاريخ، رغم أنهم الأكثر دراية من غيرهم بأن الاتفاق النووي الإيراني مع الدول العظمى سيسمح لهذه الدول بمراقبة المنطقة جيداً، وسيمكنها من إعادة صياغة الجغرافيا من جديد، رغم الانكفاء الغربي المؤقت، ورغم عدم التدخل المباشر في شئون الشرق، والاكتفاء بتشجيع جميع الأطراف على استئناف الصراع فيما بينهم لعشرات السنين القادمة.
ومع ذلك، سيلتقي وزير الدفاع الامريكي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نتانياهو كي يغريه بقبول الاتفاق، وعدم التشويش عليه أثناء تصويت الكونجرس، وسيظهر نتنانياهو اهتماماً جدياً بالسيناريوهات البديلة للاتفاق، والتي سيعرضها وزير الدفاع على النحو التالي:
السيناريو رقم (1)
ماذا بوسع إسرائيل أن تفعل إذا انتصر التحالف الذي تقوده تركيا، وامتد نفوذ العقائدي والسياسي من أنقرة في الشمال وحتى عدن في الجنوب، هل بمقدور إسرائيل أن تواجه هذا الحلف الذي سيضم العراق وسوريا ولبنان والأردن والسعودية ودول الخليج وليبيا ومصر في مرحلة لاحقة؟
السيناريو رقم (2)
ماذا بوسع إسرائيل أن تفعل إذا انتصر الحلف الذي تقوده إيران، وأمتد نفوذ العقائدي والسياسي من طهران في الشرق وحتى جذور الدولة الفاطمية في غرب الجزائر، هل بمقدور إسرائيل أن تواجه هذا الحلف الذي سيركز على الخلاف العقائدي بين مسلم ويهودي.
السيناريو رقم (3)
ماذا بوسع إسرائيل أن تفعل إذا تفاهم أهل السنة والشيعة فيما بينهم، وقبضوا على رؤوس الفتنة, غلبوا النهج الإسلامي العام على ما عداه من مذهبية وقومية؟ وما مصير دولة إسرائيل إذا توافقت دول الشرق على فكرة نبذ الخلافات، وتطوير القدرات، والتعاون في بينهم لبناء المستقبل الآمن للجميع؟
السيناريو رقم (4)
للحيلولة دون تحقق السيناريوهات السابقة، لا بد من إذكاء نار الفتنة في المنطقة لعشرات السنين، ليأكل اليابس الأخضر، وتحترق الأغصان، ولا يتم ذلك إلا من خلال توقيع الاتفاقيات السرية مع هذا الطرف تارة، ومع ذاك الطرف تارة أخرى، وبهذا سنعمل على تقوية هذا ونحن نشجع ذاك، وسندعم هذا في الوقت الذي نمد فيه يد المساعدة لذاك، والهدف هو استمرارية الاقتتال المذهبي والقومي والعرقي في الشرق لعشرات السنين.
في نهاية اللقاء، يغادر أشتون كارتر تل أبيب، وهو يحمل قائمة استثنائية بكمية السلاح النوعي الذي تحتاجه إسرائيل لضمان تفوقها وسيطرتها على المنطقة.
وكل عام وأمتنا العربية والإسلامية واعية لشر الصهاينة وأعوانهم.

د. فايز أبو شمالة