التفجير الإرهابي في سروج التركية ضمن التغير في توازنات القوى السياسية التركية

بقلم: علي ابوحبله

ضمن حسابات الربح والخسارة فان حزب العدالة والتنمية يعد من المتضررين من انعكاس التفجير الإرهابي في سروج التركية ، المناخ السياسي في تركيا يثير القلق لدى الأتراك ، خاصة وان أصابع الاتهام وجهت من قبل الحزب الجمهوري التركي وحزب الشعوب القومية للحكومة التركية بدعمها لداعش ، احمد داوود أوغلوا رئيس حكومة تركيا رفض اتهام حكومته بتقديم الدعم لجماعة داعش الارهابيه ، حزب العمال الكردستاني والأكراد يتهمون تركيا بالمسؤولية عن التفجير الإرهابي الذي أودى بعشرات القتلى والجرحى من مختلف العرقيات التركية في مدينة سروج ، صلاح الدين ديمرطاش عضو البرلمان دعا الأكراد لحمل السلاح لحماية أنفسهم ، واشنطن دعت انقره وكذلك حلف شمال الأطلسي إلى تشديد إجراءات المراقبة على الحدود مع سوريا ومنع تدفق المقاتلين الأجانب عبر الأراضي التركية إلى سوريا ، فيما أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي باراك اوباما ونظيره التركي رجب طيب اردغان اتفقا على العمل معا لوقف تدفق المقاتلين الأجانب وتامين حدود تركيا مع سوريا ، وان الرئيس اوباما واردغان ناقشا في اتصال هاتفي تعميق تعاونهما في القتال ضد داعش ، نائب رئيس الوزراء التركي بولند ارينج قال أن مجلس الوزراء ناقش إنشاء نظام امني متكامل لحماية الحدود مع سوريا وفي مؤتمر صحفي عقده في العاصمة انقره أوضح أن النظام الأمني يهدف إلى منع تسلل عناصر تنظيم القاعدة ورفع التدابير الامنيه على الحدود ولا سيما بمحاذاة المناطق السورية التي يسيطر عليها التنظيم مشيرا أن ذلك لن يؤثر على تسهيل الحركة على المعابر الحدودية للدواعي الانسانيه ، وكرد فعل على تفجير سروج تبنى حزب العمال الكردستاني قتل ضابطي شرطه في هجوم بمدينه شانلي اورفا تقع في جنوب شرق تركيا مع الحدود مع سوريا ، وفي بيان من حزب العمال الكردستاني أن قتل الشرطيين جاء ردا على التفجير الانتحاري في سروج ، تتوالى المظاهرات المنددة بالتفجير الانتحاري في منطقة سروج على الحدود مع سوريا ورفع المتظاهرون شعارات استنكرت ما سموه فشل الحكومة التركية في توفير الأمن والاستقرار في البلاد متهمين حكومة حزب العدالة والتنمية بدعم تنظيم داعش ، التفجير في سروج مؤشر واضح على التغيير الاجتماعي الذي حصل في بنية ألتركيبه الاجتماعية التركية الذي يستدل أن تركيا لديها بنيه تحتية للإرهاب والتطرف لدى كل الجماعات السياسية والدينية والاجتماعية ، وان على تركيا أن تنأى بنفسها عن التدخل في سوريا والعراق والمنطقة حتى تستطيع تركيا تجنب انعكاس تدخلها في المنطقة لان مؤشرات الأوضاع تشير أن مستقبل تركيا مؤلم في ظل السياسة الخاطئة لحزب العدالة والتنمية ، ضمن حسابات الربح والخسارة فان حزب العدالة والتنمية قد خسر في المراهنة على تغيير النظام في سوريا وخسر في المراهنة على حث واشنطن وحلف الأطلسي لدعم الحكومة التركية لإنشاء منطقه عازله في شمال سوريا ، وان انعكاس تفجير سروج أربك الحسابات لدى حزب العدالة والتنمية الذي يعاني من صراع أجنحه في داخل حزب العدالة والتنمية قد تطيح في قيادات في الحزب تحملها مسؤولية تداعي الأحداث في تركيا وخسارة الحزب في الانتخابات البرلمانية ، انفجار سروج الحدودي في جنوب شرق تركيا انعكس على كل الداخل التركي ويهدد امن واستقرار تركيا ، نائب في حزب العدالة والتنمية يقولها صراحة إذا كانت داعش وراء العملية فانه لن يقتصر على سروج بل قد تنتهي تركيا إلى المصير نفسه كذاك الذي تعيشه سوريا ، التفجير ينعكس على تشكيل الحكومة التركية وينعكس على الداخل التركي ويهدد بتفجير الأوضاع بين الحكومة والأكراد وغيرها من الأقليات ، في وقت كانت حكومة أوغلوا توجه فوهات مدافعها وسلاحها ضد الجيش السوري حيث تحتشد القوات التركية.

المعارضة التركية تحمل رجب طيب اردغان المسؤولية الكاملة عما ستؤول إليه الأوضاع الامنيه في تركيا ، حزب الشعب الجمهوري دعا حزب العدالة والتنمية إلى وضع حد نهائي للتدخل في سوريا ووقف كل أنواع الدعم للتنظيمات الارهابيه وتغيير السياسة الخارجية التركية ، ويتهم حزب العدالة والتنمية بممارسة سياسة طائفيه في سوريا لها انعكاسات خطيرة على تركيا ويدخلها في مشاكل داخليه وخارجية.

ووجهت أصابع الادانه إلى جهاز الاستخبارات التركي وكشف حزب الشعوب الديمقراطي انه لا تستطيع أي قوة في تركيا أن تتحرك بين خط شانلي اورفا وسروج من دون علم جهاز الاستخبارات التركي وأجهزة الأمن وعليه فان مرتكبي التفجير الإرهابي برأي حزب الشعوب الديمقراطي هم الذين يسيطرون على السياسة اليوم في تركيا ، وتيرة التظاهرات ضد اردغان في ازدياد ويرى مراقبون أن التفجير استدراج للرد التركي داخل سوريا فهل سترد تركيا وماذا عن المنطقة العازلة التي تعد من أهم المطالب لرجب طيب اردغان ، ضمن حسابات الربح والخسارة فان حزب العدالة والتنمية هو الخاسر لان القوى السياسية في تركيا ترفض وتعارض سياسة حزب العدالة والتنمية خاصة في ظل التغيرات الاقليميه التي تشهدها المنطقة بعد توقيع الاتفاق النووي مع إيران ، ولن يكون بمقدور اردغان تمرير مخططه لإنشاء منطقه عازله في شمال سوريا لرفض أمريكا وحلف الأطلسي لذلك ، ولن يكون بمقدور حزب العدالة والتنمية من تشكيل حكومة ائتلافيه دون الانصياع لمطالب الأحزاب التركية التي تطالب بوزارات سيادية منها الخارجية والداخلية وتغيير في سياسة تركيا تجاه سوريا ، تفجير سروج خلط الأوراق في تركيا واخل بالتوازنات السياسية وعجل في تفجير الصراع الذي يعكس ألهوه بين حزب العدالة والتنمية والأكراد الذين يهددون للعودة بإشهار السلاح في وجه الحكومة وربما تتحرك قوميات أخرى تتعارض في مواقفها وسياسة حزب العدالة والتنمية مما ينبئ بانعكاس لأحداث تفجير سروج على مجمل الوضع التركي.

بقلم/ المحامي علي ابوحبله