الاعتداء الإسرائيلي الجديد على الأراضي السورية وبالتحديد في مدينة حضر التابعة لمحافظة القنيطرة جنوب سوريا ، حيث استهدفت طائرة من دون طيار سيارة يستقلها 3 من عناصر من اللجان الشعبية أدت لاستشهادهم ، كما استهدف الطيران الإسرائيلي موقعا للجبهة الشعبية القيادة ألعامه لتحرير فلسطين على الحدود السورية ، الغارات الاسرائيليه تتزامن مع غارات تركية ضد مواقع داعش وقصف على مواقع الوحدات الكردية في ريف حلب تطورات ميدانيه تطرح اكثر من سؤال حول تزامن القصف الإسرائيلي مع التحرك التركي في شمال سوريا حيث أن كلا من تركيا وإسرائيل تسعيان لإقامة حزام منطقه آمنه حيث تسعى تركيا إلى خلق منطقه آمنه في أنحاء واسعة شمال سوريا ، وان إسرائيل سعت عبر دعمها للمجوعات المسلحة من خلال تقديم الدعم ألتسليحي والاستخباري وتقديم المساعدات الطبية عبر تنسيقها مع دول متحالفة ضد سوريا وتعمل من خلال غرفة عمليات مشتركه يطلق عليها غرفة عمليات موك ،تسعى لفصل جنوب سوريا عن العاصمه دمشق وانشاء حزام امني ضد محاولة اسرائيل لتامين حدودها الشماليه من خلال دعمها للمجموعات المسلحه ، فشلت المجموعات الارهابيه بتنفيذ المخطط المرسوم عبر هجومها على الجيش السوري من اربع محاور وسقط العشرات من المجموعات المسلحه قتلى وتقهقرت قواتهم امام صد الهجوم من الجيش السوري كما فشلت محاولات تركيا لتحقيق اجاز على الارض في شمال سوريا ، تفجير سروج الانتحاري على الحدود التركيه ضمن مسعى تركي للتدخل المباشر على خط الازمه السوريه وان القصف الاسرائيلي ضمن محاولات تغير قواعد الاشتباك مع سوريا وحزب الله ، المعادله في الصراع على سوريا تتغير قواعد الاشتبال بتغير قواعد اللعبه في سباق مع الزمن بعد الاتفاق النووي مع ايران ، كل يسعى لتحقيق اهدافه وتحقيق مصالحه وكلا يسابق الزمن ضمن محاولات التضييق على ايران في مسرح الصراع ومحوره اليمن وسوريا والعراق ويخشى امتداده الى لبنان ، استمرار الاعتداءات الاسرائيليه يمهد لاشعال الجبهة الشماليه مع لبنان وحزب الله وقد تمتد الى القنيطره السوريه وهذا يفتح باب الصراع على مصراعيه ، الولايات المتحده الامريكيه وحلف شمال الاطلسي اعربا عن معارضتهما لانشاء المنطقه العازله في شمال سوريا واعلنا دعمهما لتركيا في حربها ضد داعش وحزب العمال الكردستاني وابديا تحفظهما عن التدخل المباشر مع تركيا للمنطقه العازله ،
الخارجية السورية شككت في رسالتين إلى رئيسي مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة بـ "اليقظة التركية المتأخرة"، لتطرح السؤال العريض؛ هل تصدق النوايا التركية أم أن الأمر يرتبط بأجندات مختلفة من ضرب الكرد إلى أسباب داخلية أخرى ، يقول فيصل عزوز عضو مجلس الشعب السوري "تركيا لها أهداف أخرى غير محاربة إرهاب داعش والنصرة، هي تستهدف حزب العمال الكردستاني وهي المشكلة المستعصية لدى تركيا منذ عقود .. وهي تريد بالغارات الحالية تصدير مشكلتها إلى الخارج تحت ذريعة محاربة الإرهاب .الرد السوري حمّل تركيا المسؤولية المباشرة عن سفك دماء السوريين.. إتهامات مباشرة بتسهيل مرور المسلحين بمن فيهم مسلحي داعش وتدريبهم وتسليحهم ومساندة النصرة نارياً لدى دخولها إدلب وسرقة آلاف المصانع السورية .يقول الصحافي السوري عمر المقداد "تركيا لديها سجل حافل بدعم داعش والنصرة.. قامت على مدى خمس سنوات بتزويد المسلحين بالسلاح والعتاد ومحاولتها بالشكوى إلى الامم المتحدة ومجلس الأمن الدولي والناتو والقول إنها ضحية لا يعكس أبداً واقع الأمر".
دمشق أكدت أن إلتزام تركيا ودول الجوار بالقرارات الدولية التي تمنع تمويل وتدريب وتسليح المجموعات المسلحة كفيل بتجاوز 70 بالمائة من عوامل الأزمة السورية..
لن يوقف الرد السوري القصف والغارات التركية على الحدود الشمالية لسوريا، لكنه بالمقابل ردٌ يعيد تذكير أنقرة والمجتمع الدولي بأن مواجهة جدية للإرهاب تتطلب عملا اقليميا ودوليا جماعيا ، الغاره الاسرائيليه على القنبيطره استهدفت سمير القنطار والاعلام الاسرائيلي شكك بمقتل سمير القنطار "، بات من شبه المؤكد ان العملية استهدفت موكب القنطار اثناء عودته من زيارة لاحد التلال المشرفة على البلدة ، ما ادى الى تدمير سيارة دفع رباعي ومقتل كل ركابها، في عملية هي الثانية من نوعها بعد اغتيال جهاد عماد مغنية، حيث كان يفترض يومها ان يتواجد القنطار من ضمن الموكب الذي قضى فيه ايضا احد كبار ضباط الحرس الثوري الايراني ،مصادر لبنانية مطلعة اشارت الى انه كما بات معلوما ، فان قيادة حزب الله قد اوكلت الى القنطار بالتنسيق مع الجانب السوري ، الى القنطار مهمة الاشراف على اعداد وتدريب وتجهيز وخلق بنية تحتية، "للمقاومة السورية" في الجزء الخاضع لسلطة الدولة السورية من القنيطرة في الجولان، بمساعدة خبراء ايرانيين، وقد نجح بالفعل في تجنيد عدد من شبان طائفته، من جنسيات سورية وفلسطينية، من ابناء قرى تلك المنطقة، حيث قاموا بتنفيذ سلسلة من العمليات في اطار استراتيجية "محور الممانعة" الجديدة القائمة على توحيد الجبهات في لبنان سوريا وفلسطين استراتيجية تقوم على تحويل المنطقة الحدودية في الجولان الى جبهة ردع تمتد من المرتفعات السورية مرورا بشبعا وصولا الى الناقورة بحرا تشكل تهديدا واستنزافا لاسرائيل، في مقابل اقرار اسرائيلي بتحييد الحدود اللبنانية عن اي تصعيد وحصر "لعبها" داخل الشريط الحدودي مع سوريا نتيجة لاتفاق ضمني رعته كل من موسكو وواشنطن، بموافقة طهران وتل ابيب .غير ان سيطرة المعارضة السورية على طول الخط الفاصل باستثناء جيب القنيطرة، برزت حالة صراع بين اسرائيل ومحور الممانعة للسيطرة وبسط نفوذ كل طرف على هذه المنطقة ،الاولى في محاولة لاستمالة المعارضة الى جانبها واقامة شريط حدودي يشكل الدروز احد اساساته، فيما الثاني يستميت لافشال المشروع الاسرائيلي واعادة السيطرة على هذا المحور الحيوي في معركة الحفاظ على النظام السوري.
انطلاقا من ذلك، ثمة من يقول ان القيادة الامنية الاسرائيلية قررت شن ضربات استباقية وقائية للقضاء على اي تهديدات مستقبلية جدية، حيث نجحت في احباط العديد من العمليات كذلك في قتل قيادات عسكرية اساسية تعمل لصالح محور المقاومة .اللافت وسط كل ذلك، ان استهداف القنطار بالامس جاء بعد المعلومات المسربة عن تكليفه قيادة المجموعات الدرزية المدافعة عن قرية الحضر المحاصرة في مواجهة هجوم المعارضة السورية، ليبقى الاكثر اثارة الاتهامات الموجهة له بالتحريض والتخطيط للهجوم الذي استهدف آلية الاسعاف الاسرائيلية اثناء نقلها جرحى من النصرة. وتذهب المعلومات الى ان اسرائيل وخلال المعارك التي شهدتها الحضر اخيرا طلبت انسحاب القنطار ومجموعته من البلدة كشرط للتدخل .
تطورات تزامنت مع اعلان تل ابيب منذ ايام "فك الارتباط" مع النصرة، من جهة وتوجيهها ضربة جوية لمواقع الجبهة الشعبية في قوسايا على تخوم الزبداني، بعد الحديث عن دخولها معركة السيطرة على المدينة ، وهنا يبرز السؤال حول التنسيق بين تركيا واسرائيل ودول المحور السعودي في سعيهم لتغيير المعادلات على الارض سعيا لاقامة توازنات تهدف اهداف الدول التي انخرطت في المشروع الامريكي الصهيوني ، تركيا تفجر الوضع في شمال سوريا وتقوم طائراتها بقصف داعش وحزب العمال الكردستاني في سوريا والعراق واسرائيل تستهدف سمير القنطار وقوى المقاومه في عمق الاراضي السوريه وتستهدف مواقع للجبهة الشعبيه القياده العامه ، الصراع على سوريا ياخذ منحى خطير وخطير جدا فبعد ان كان الصراع من خلال دعم مجموعات مسلحه تدخل تركيا واسرائيل على خط الصراع مباشرة فهل من تغير في المعادلات وهل تفجر اسرائيل حربا على الجبهة الشماليه وهي بوجهة المحللين العسكريين حرب حتميه لا مفر منها لاسباب منها تتعلق بالامن ورد الاعتبار والانتقام وادوار ووظائف اقليميه لها علاقه بالاستراتجيات الجيوسياسيه المتغيره والمستجده في الشرق الاوسط والتي تعكس الاتفاق النووي مع ايران ، هناك دوافع للحرب قد تكون مشتركه بين تركيا واسرائيل وكلا يسعى لتعزيز مكانته ودوره الاقليمي وان اشتعال جبهة الشمال التي تربط تركيا في سوريا مرتبط باشعال الجبهة الشماليهالتي تربط اسرائيل في لبنان وكذلك الجنوبيه التي تربط اسرائيل في سوريا الايام القادمه حبلى بالمفاجات وان امريكا والغرب قد يفقدان بوصلة فرملة الصراع وادارته وان يفلت زمام الامور لتعيش المنطقه برمتها الفراغ الامني لتعم الفوضى وانعدام الامن والاستقرار وهذا ما يؤكد حالة الاستنفار التركي في شمال سوريا وحالة الاستنفار الاسرائيلي على الحدود الشماليه ، هي مرحلة الحرب التي تعيشها المنطقه في ظل صراع المحاور الذي تدفع ثمنه شعوب المنطقه ويؤدي بالمنطقه لسياسة الهاويه.
بقلم/ علي ابوحبله