جريمة بقرار حكومي

بقلم: نبيل عبد الرؤوف البطراوي

الطفل الرضيع علي سعد دوابشة .لم يشارك في أي من مظاهر العمل النضالي الفلسطيني المعادي لدولة الاحتلال وقطعان المستوطنين, كما أنه لم يصدر بيان سياسي يعادي فيه الوجود الاستيطاني البشع على الأرض الفلسطينية ولم يشارك في أي من المؤتمرات المحلية أو الدولية التي تؤيد ما يسمى بالإرهاب النازي ضد اليهود , على لم يحمل السلاح ليقاوم ولم يطلق صاروخ كما أنه لم يشارك في نقل سلاح أو تصنيعه .

أذن لماذا حرق علي أمام أعين العالم بتلك البشاعة منقطعة النظير؟

من المسئول الأول عن هذا الإرهاب الذي يمارس بشكل منظم ضد شعبنا ؟

هل هذه الجريمة أول أو أخر أو أبشع أو أقذر ,أو أحقر جريمة يرتكبها جنود ومستوطنين دولة الاحتلال ؟

متى سوف يتم اختراق شبكة التنديدات والادانات والقلق والعتب واللوم والتوجه الى ما يسمى بالمنظمات الدولية للمطالبة بمطالب ملت أدراج تلك المؤسسات منها ؟

متى سوف تتم عملية أيقاف حالة الحماية والأمان المعطى للجنود والمستوطنين والمستوطنات في كل من الضفة وغزة سواء عن طريق المفاوضات أو الدردشات ليوفر من وضعوا أنفسهم قادة لشعبنا حماية لطفو لتنا؟

أن المسئول الأول عن هذه الجريمة وغيرها من الجرائم هي الحكومة الاسرائيلية التي تعمل ليلا ونهارا علي نهب الأرض والبناء وجلب شذاذ الأفاق الإرهابيين من شتى بقاع الأرض ليقيموا فيها .

أن المسئول الأول عن هذه الجريمة هم القادة الصهاينة الذين يقومون بالتحريض ضد شعبنا وزرع الحقد والعنصرية والتمييز بين قطعان الصهاينة .

أن المسئول عن هذه الجريمة هو حالة الصراع والانقسام والتشتت الذي أوصلنا ألية أدعياء الوطنية والدين على جيفة هامدة لم يعد بمقدورها تحريك ساكن .

أن المسئول عن هذه الجريمة هي حالة الانحطاط العربي الذي أوصلنا أليه الخريف العربي وبعض المراهقين الطامحين بأن يكونوا وكلاء المستعمر الجدد .

أن المسئول عن هذه الجريمة هي امريكيا بكل مكوناتها والتي تقف في خط الدفاع الأول عن كل الجرم الصهيوني.

أن المسئول الأول عن هذه الجريمة هو الاتحاد الاوربي الذي يقف بمواقف خجولة في ادانة هذه الارهاب البشع الذي يتكرر بشكل يومي وبأشكال متعددة.

أن المسئول عن هذه الجريمة هو شعبنا بكل مكوناته الصامت عن الحالة التي وصلنا أليها دون تحريك ساكن مما ساعد دولة الاحتلال على المغالاة في القتل والنهب والتدمير .

بكل تأكيد جميعنا يعلم ويتذكر المقولة الشهيرة لمناحيم بيقن –لولا دير ياسين لما كانت اسرائيل – وهذا اعتراف واضح وصريح بأن هذا الكيان قام على الارهاب والقتل .

فمتى نصحو ونعي بأن كيان قام على الارهاب ويمارس الارهاب بشكل ممنهج ومنظم وبدعم ومساندة شعبية وحكومية لا يصلح بأن يكون جزءا من المنظومة البشرية ومتى نعمل كفلسطينيين وعرب ومسلمين واحرار العالم على العمل على اعتبار حكومة الاحتلال والمنظمات الارهابية جزءا لا يتجزأ من المنظمات الارهابية التي تهدد السلم الدولي .

اخيرا أن الادانة والتنديد وتحميل المسئولية لبعضنا البعض لن يجدي ,كما اتخاذ القرارات الورقية لن يوقف هذا المسلسل الاجرامي ,من هنا يجب علي القيادة والقوى الفلسطينية تحمل المسئولية بشكل الذي يحقن دماء ابناء شعبنا من خلال توفير الحماية الذاتية بشتى الطرق والوسائل من خلال أخذ الاجهزة الامنية دورها الحقيقي المناط بها وكما عودت شعبنا في انتفاضة الاقصى الثانية حين كانت الدرع الاول لحماية شعبنا .

كما يجب على العالم والعرب تشكيل تحالف دولي وإقليمي من أجل اقتلاع والقضاء على كل المنظمات الارهابية اليهودية التي تهدد شعوب المنطقة كما هو الحال مع داعش والحوتيين أذا كان هناك مصداقية في محاربة هذا الارهاب المنظم

بقلم/ نبيل عبد الرؤوف البطراوي