إن الإرهاب اليهودي ليس بجديد بل هو مصطلح قديم يتجدد باستمرار بأشكال مختلفة تمارسه عصابات المستوطنين والمتطرفين اليهود ضد الفلسطينيين وبحماية الجيش وأجهزة الأمن الإسرائيلية وبغض النظر عن الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة وبمباركة المرجعيات الدينية التي تجيز استهداف الفلسطيني والعربي والمس بهم من خلال اصدار كبار الحاخامات الفتاوي في السنوات الأخيرة، وإن كان العالم تغافل عنه إلا أن إسرائيل لا تنكره، وحادثة الحرق الأخيرة بحق الطفل الرضيع على دوابشة التي أودت بحياته وإصابة والديه وشقيقه بحروق شديدة الخطورة واحراق المنزل بالكامل من قبل مستوطن اسرائيلي ندد بها القادة والنخب الإسرائيلية لكنها ترفض الإقدام على سلوك واحد ضد سياسة القتل ومعاقبة ومحاسبة القتلة، لأن التلمود يحث على قتل غير اليهود، ولم يجز معاقبة اليهودي الذي يقتل غير اليهود باعتقادهم أنهم فوق البشر، فالإرهاب اليهودي واضح وضوح الشمس بعشقهم للقتل وإراقة الدماء واستهداف الإنسان الفلسطيني في ظل الصمت الدولي الذي يقف عند حد الشجب والتنديد دون التطرق من قبل العالم لحقيقة الإرهاب اليهودي المعروف ولم ترقى لمستوى المحاسبة، وتتعامل مع حكومة الاحتلال بحصانة.
باعتقادي أن جريمة حرق الطفل الرضيع الذي لم يتجاوز السنه والنصف من عمرة لن تكون الجريمة الأولى والأخيرة، خاصة وأن هناك جرائم مشابهة بحق الفلسطينيين بشكل شبه يومي كجريمة حرق الطفل الشهيد محمد ابو خضير واحراق دور العبادة وقطع وحرق اشجار الزيتون وتجريف اراضي واعتداءات متواصلة بالدهس على الطرقات واقتحامات للأقصى وقتل العشرات من الأطفال خلال استهداف الطيران الاسرائيلي للممتلكات في غزة خلال عدوانه الأخير، وجميعها جرائم وفرت لها الغطاء القانوني، والأدهى من ذلك أن رده الفعل الفلسطينية الرسمي والشعبي لم ترتقي الى مستوى تلك الجريمة ضد الإنسانية، وأصبحنا بليدين في ردود الفعل في مواجهة تلك الجرائم نتيجة استمرار الانقسام بين شطري الوطن ولا أحد يشعر بمعاناة الآخر، فالانقسام جعل لغزة ما لغزة وللضفة ما للضفة، وأصبح حالة واقعية في نفسية وتفكير المواطن الغزاوي والضفاوي، وللأسف أنه بعد كل جريمة ترتكب بحق الفلسطينيين تزداد دعوات القادة والمسئولين للوحدة ولكن بعد برودة الحدث كأن شيئا لم يحدث وتعود الساحة للتراشق والتخوين وكيل الاتهامات وما أشطرنا على بعض.
وأجزم اليوم بأن حالة الانقسام التي تعيشها الساحة الفلسطينية ستعطى الفرصة للإرهاب اليهودي بالتزايد والتمادي في المس بالفلسطينيين في ظل غياب الوحدة واستدامة الانقسام، فالمواطن لم يتحرك ساكناً ضد الانقسام الذي دمر كل مكونات المجتمع الفلسطيني، فكيف له أن يتحرك لنصره أخيه الفلسطيني المذبوح، وبات واضحا أن الانقسام مهد الطريق أمام اسرائيل إلى استغلاله نحو إشعال نار الكراهية بين الفلسطينيين وإذكاء الفتن بينهم، وهو بمثابة استراتيجية يهودية عنصرية لإضعاف قدرات الفلسطينيين بتشتيت تآلفهم وإفقادهم لانتمائهم الفلسطيني وهويتهم الفلسطينية باستدامة الانقسام خدمة لمصالح اليهود للتفرد بالفلسطينيين والنيل منهم، وتصريحات القادة اليهود خير دليل على الإرهاب اليهودي والعنصرية الاسرائيلية والتشدد والتطرف والانتقام من الفلسطينيين، لذا فإن مواجهة الارهاب اليهودي يحتاج إلى وحدة فلسطينية قائمة على أساس فلسطين تجمعنا وحدة الدم والمصير في مواجه الارهاب اليهودي المتزايد وإلا سيطال الجميع بدون استثناء، ولا تراهنوا على المجتمع الدولي الذي يساهم في اخفاء الجرائم الاسرائيلية، فالمفتاح بأيدينا لحماية شعبنا وأرواحنا .
بقلم/ رمزي النجار
[email protected]