أطفالنا يستحقون الحياة يستحقون أن نبني لهم الأمل ونهيأ لهم المستقبل وأن نصنع لهم الفرح لا نريد لأطفالنا أن يحملوا الهم مبكرا وأن توضع أرواحهم في مقدمة الموت فهم أكثر من يصدقون وأكثر من يعملون دون تلقي الجزاء بل يحلمون بحرية الوطن ويشعرون بالكرامة التي تتفجر كلما حدث إعتداء مس أبناء الوطن
لا نريدهم أن يموتوا مبكرا فتقطف أرواحم دون ثمر لا نريدهم أن يلقوا حجرا أو يحتضنوا دبابة في صدورهم العارية وينسوا أنهم يستحقون الحياة فهي أكبر مقاومة يصنعون فيها الكيد للأعداء بعقولهم وأعمالهم المثمرة لهذا الوطن والقضية
نريد لهم أن يكبروا وأن يتعلموا ما في الحياة وأن يحملوا سلاح المقاومة في الوقت الذي تتجهز فيه الجيوش لكي تقاوم في وقت يشعر الجميع أن لا سبيل إلا أن نقلع الشوك بأيدينا وأن نحمي أنفسنا من هذا الشيطان الأكبر الذي يلتف مكره وأذاه ليل نهار حول أعناقنا ونحن في صمت مدقع أو قليل من شجب وإستنكار أو توكل على عالم أمم الغرب وقانونها المختل في الميزان
نريد مقاومة منظمة تنتج الثمار التي نأكل منها حلوها لا أن نلعق مرها بموت أطفالنا فنشرب حسرة الأحزان ونبكي دمع الأم المثقلة بالألم وحدها
نظموا العمل المقاوم و احموا أطفالنا من التواجد على حدود الموت وحدهم علموهم أن الحياة أجمل من الموت وأن الفرح لهم قادم علموهم أن يجتهدوا في الحياة لأجل هذا الوطن لا أن يلقوا أرواحهم هدية للجنود المجرمين فيقطفوها دون رحمة علموهم أن الشهادة ستأتي حتى لو عاش يعمل وينتج للحياة وأخبروهم عندما ينادي مناد الجهاد حي على الكفاح ستكونون أول من يرص الصفوف بعد أن أخذتم حقكم في فهم الحياة والتدرب على فن الكفاح وأصبحتم رجالا رغم أن الطفولة تولد لدينا رجال
فإما أن تكون الهبة ضد المحتل بصوت واحد تداوم على برنامج الكفاح والحماية للشعب الفلسطيني وأن يشارك الجميع بها في خطوات ثابتة مبنية على منهجية محددة ترى فيها المستقبل بأن هناك حرية قادمة وأمل يتحقق لنا بالنصر والتحرير دون أن يكون هناك تناكف وتصارع على مصالح الأحزاب والأشخاص بل يتوجه الجميع نحو هدف واحد ولقمة واحدة يأكل منها الجميع بحرية الوطن وتنعم العدالة والموت معا لأجل هذه الكرامة وهذا الوطن وإما لا نلقي بالأطفال وحدهم في الميدان تأخذهم إنفعالات الصدق وحمية العزة يلقون أرواحهم لنار الصاينة تحرقها في ثانية كأن أطفالنا لا يستحقون منا الأمان ولا أن نوفر لهم الحياة الكريمة
بقلم/ آمال أبو خديجة