يكتسب الدور المصري في إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي واخراج المنطقة من دائرة العنف والعنف المضاد اهمية وطنية وقومية وسياسية مستمدة من الدور التاريخي القومي الذي قامت به جمهورية مصر العربية شعبا وقيادة لدعم وإسناد نضال وقضية وحقوق الشعب الفلسطيني ليس بالسياسة والدبلوماسية والخبرات فقط، وإنما بالمشاركة الفاعلة في المعركة على أرض الواقع وفي الميدان على خطوط التماس الأولى في المواجهة مع العدو الإسرائيلي وقوات جيش الإحتلال، فكانت مصر الشريك الحقيقي في حلف الدم القومي الذي خضب ثرى فلسطين، وظلت مصر قيادة وشعبا صاحبة السجل القومي والتاريخي النظيف في العلاقة والمواقف المختلفة والمتعاقبة مع الشعب الفلسطيني وقيادتة التاريخية، لم تدخر وسعا أو جهدا لنصرته وقت المحن والشدائد والأزمات، ومثلت دوما الرئة التي يتنفس منها الشعب الفلسطيني ليس في قطاع غزة فقط وإنما في كافة أنحاء الوطن والشتات في وقت أغلقت فيه الحدود والمنافذ أمام أبناء الشعب الفلسطيني لإحكام سياسة الحصار وتضيق الخناق عليه من قوات الإحتلال الإسرائيلي.
وليس غريبا أن نرى الجهود المصرية التي تبذل في هذه الأوقات العصيبة التي يمر بها الشعب الفلسطيني وقيادتة الوطنية وقضيتة المركزية التي تتعرض لكل أشكال وألوان ومحاولات الإلتفاف عليها لتصفيتها وتقزيم حقوقة الوطنية المشروعة في وطنة وعلى أرضه في ظل دولتة المستقلة كاملة السيادة، فلقد جاء الدور المصري وما تبذله القيادة المصرية من جهود مخلصة وصادقة وما تقوم به من خطوات وإتصالات متواصلة بهدف خدمة الشعب الفسطيني ومساندة قيادتة والوصول بقضيتة ونضالاتة وصمودة إلى مرحلة الحل العادل والمشرف وتمكين الشعب الفلسطيني من قطف ثمار معاناته بالاستقلال والدولة ، ولا أحد يشك في مصداقية ونظافة ونزاهة الدور المصري على مر السنين، فالجميع في الشعب الفلسطيني وبكافة أطيافة وألوانة السياسية والمهنية والفعاليات الوطنية والقيادات السياسية يكن التقدير ويحفظ الوفاء والإحترام وعهد الدم للشعب المصري الشقيق وقيادتة التاريخية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي وبجانب اخوته في المجلس العسكري للقوات المسلحة المصرية صاحبة السجل المشرف في الحرب والسلم.
فمصر هي توأم الروح والشقيقة المخلصة لفلسطين ومصر بالنسبة إلى فلسطين هي الرئة التي يتنفس منها الفلسطينون بالداخل والخارج، وأمن مصر وإستقرارة من أمن وإستقرار فلسطين، لأننا نتكلم عن وطن واحد في جسد واحد، والمصريون حبهم لفلسطين بمقدار حبهم لمصر فهي علاقة روحية وتاريخية وجغرافية واحدة منذ ألاف السنين، وهناك علاقات نسب وقربى بين الشعب الواحد من هذا المنطلق خوف المصريون على بلدهم فلسطين وحبهم لة لا يضاهية حب.
عند زيارتي لمصر بالأونة الأخيرة رأيت "مصر" شامخة وصامدة، رأيت قلب مصر ينبض بالحيوية والنشاط والحياة، رأيتها شامخة كشموخ أشجار الزيتون ثابتة على الحق لا تخاف بالله لومة لائم، والمصريون الأحرار يمارسون حياتهم كالمعتاد لا بل أكثر ينتشرون في شوارع القاهرة والجيزة والاسكندرية يحمون مؤسساتهما وأسواقهما ومطاعمهما ومقاهيهما وحواريهما وازقتهما لا شي يخيفهم أو ينزع الإنتماء منهم، وثقتهم بوطنهم كبيرة، لا تهزه أي مؤامرات ولا يعيرون شيء لأي إشاعات، وهم يؤمنون أنه لا حرية مع عمالة ورهن الوطن للأجنبي، رأيت في وجوهم كلمة لا مدوية لكل المؤامرات التي تحاك ضدهم ولا رضوخ للمشاريع الأمريكية والصهيونية ونعم للإصلاح الإصلاح كما يريدون هم لا كما يريدون من يصطاد بالماء العكر فهم يثقون بقيادتهم الحكيمة وهم على قناعة أنهم "إذا قالوا فعلوا واذا فعلوا أصلحوا ونموا وطوروا" وهم على يقين أنهم مقبلون على مرحلة جديدة من الإصلاحات وعلى مزيد من الحريات العامة والإصلاح الاقتصادي ومحاربة الفساد، يقودها المجلس العسكري للقوات المسلحة المصرية صاحبة السجل المشرف في الحرب والسلم.
رأيت المصريون عينهم ساهرة على الوطن، ويدهم تتأبط السلاح وأصبعهم على الزناد لأي غاصب او فاسد او محتل، فمن يريد إن يزعزع أمن وإستقرار مصر فهو ضد مصر وضد العروبة وضد الأمة العربية والاسلامية.
مصر شاء من شاء وأبى من أبى سوف تبقى شامخة شموخ البحر صامدة صمود الصخر وسوف تبقى بلد الأمن والأمان وسوف تبقى حاضنة الفلسطينيين.
فيا مصر يا "فؤاد القلب ويا بقبق العين"، نحن معك لأننا مع أنفسنا، سلمتي يا مصر سلمتي يا قاهرة سلمت رمالك وسهولك وشوارعك ونهرك ورجالك وأطفالك ونشامك وشبابك وقيادتك سلمت يا مصر من كل سوء وسلمت مدنك ومحافظاتك وقراكي القاهرة،الاسكندرية، مرسي مطروح، الاسماعيلية ،المنصورة، الدقهلية، الجيزة، الصعيد، اسوان، الشرقية،فعيوننا معك يا مصر وقلوبنا معك ودمائنا فداكي وقطعت أيدي من يعبث بأمنك واستقرارك.
فمصر حماها الله وحاميها ومنذ عقود من كل غاصب وحاقد ولئيم، فمصر بلد الأبجدية الأولى تستحق اليوم وغدا وجها أكثر إشراقا وشعبها العربي العظيم يستحق التحايا.
فكيف يا ناس لا أحب مصر؟
وحبها مثل القضاء ومثل القدر
فلا تسألوني يا ناس لماذا مصر؟
لماذا الهوى كله لمصر؟
لماذا تفيض دموع المحبين ؟
لماذا الناي المصري يدخل في قلوبنا في أي حين ؟
وأنتم تعلمون!!
أن مصر هي أرض مباركة!!
وعينها لحراسة الأقصى دائما ساهرة!!
وهي تدافع عن شرف العروبة!!
لماذا أحب يا ناس مصر ؟ لماذا ؟
أيا ليتني يا ناس قد ملكت الخيارا
ألم تكن مصر يا ناس الطيبة والحضارا
وكانت على مر التاريخ منارة
لهذا وهذا أنا أحب مصر!!
وأنا أعشق مصر العراقا!!
رحم الله الرئيس الرمز أبو عمار الذي قال بوصف مصر: جمهورية مصر العربية مثل الحصان قد تهز ذيله لكنك لا تستطيع أن تهزه أبدا.
بقلم/ رامي الغف*
الإعلامي والباحث السياسي