لقد أثبت الشعب المصري اليوم أنه صاحب السيادة والكلمة العليا في البناء والتنمية وأنه يصنع مجده بنفسه لنفسه، وافتتاح قناة السويس الجديدة شهد لها العدو قبل الصديق، شهادة حق سجلتها كل وسائل الإعلام الغربية، ليصمت المتآمرين والحاقدين أعداء الوطن أمام مجد أمة وعزة الشعب المصري بقيادة السيسي، ورأينا جميعا كيف بنى المصريون مجدهم في قناة السويس الجديدة التي احتفل بها الفلسطينيين بجانب فرحة المصريين، فالمصري اثبت للعالم أنه يصنع مجده بيده وينجح بجدارة واستحقاق في تحقيق ملحمة حفر القناه وإنجاز صرحاً عملاقاً يسجل في التاريخ ويضاف إلى أمجاد المصريين على مر السنين.
وهل لنا كفلسطينيين ونحن نعيش استدامة الانقسام البغيض درسا في قناة السويس والتفاف واجماع المصريين حول حلمهم القومي بالتقدم والازدهار، هل لنا من حال وجود القائد القادر على تجسيد الحلم والدفاع عنه، فمن كان يصدق أن المصريين يوفرون مبلغ الاكتتاب المطلوب لتمويل القناة الجديدة في ثمانية أيام فقط؟ ومن يصدق أن المصريين نجحوا في تحقيق هدفهم وإنجاز المشروع خلال عام واحد هو الأصعب على مصر منذ عشرات السنين، بينما الانقسام الفلسطيني له تسع سنوات ويراود مكانه دون تقدم خطوه للأمام، بل ضاع الوطن والقضية في تراجع كبير، فالكل يبحث عن ذاته ويريد أن يهدم كل شيء ليبني هو بطريقته الخاصة ليقول أنني بنيت، ويسجل لنفسه انجازا هو بالأساس موجود، ويبقى الشعب هو الضحية الذي يدفع الثمن باستمرار، وما بقي إلا أن يحملوا الشعب نتاج أخطائهم، ليخرج الشعب هو المخطأ في نهاية المطاف، وتبقي الحكاية كما هي وبدون مقدمات.
ألم تقدم قناة السويس الجديدة درسا مخيفا لكل أعداء المشروع الوطني، فالفلسطيني يمتلك طاقة القدرة والإرادة إن توحدت قواه لن يقف في طريقهم شيء أو أحد، فمتي سيتحدى الفلسطينيين الصعاب وسيعبرون الأشواك ويهدمون السدود الصغيرة التي بنيت عمدا في طريق وحدتهم وتقدمهم ونهضتهم ليحققوا لبلادهم ما تستحقه من مكانة، فمتي نشق قناه التسامح للعبور بوحدتنا الى بر الأمان، فالشعب الفلسطيني يستحق الكثير بعد كل هذه المعاناة ليفرح ويبني ويعمر ويحقق ما يصبو اليه، والحكاية إرادة شعب عليه أن يحفر طريق يشق عتمة الليل لكل مولود جاي .
بقلم / رمزي النجار