سيادة الرئيس ..من فضلك وقبل أن تستقيل ..!؟

بقلم: منذر ارشيد

هذه رسالة أوجهها للسيد الرئيس أبومازن أرجو أن تصله " وهي رسالة جامعة وليست مني شخصياً وبكل صدق أقول..إنها رسالة جامعة
لقد تم الطلب مني أن أكتبها من قبل كوادر وشخصيات منهم فتحاويين
ومنهم دون ذلك و لا ينتمون إلا للوطن

سيادة الرئيس أرجو أن يتسع صدركم لما سأقوله وأنت تعرفني جيداً رغم قلة العلاقة أو القرب كما غيري من المحظيين بالقرب من سيادتكم

ما سأقوله لسيادتكم ما هو إلا من خلال الشعور القاهر بالخوف والرعب على الوطن

مقدمة ضرورية جداً

لا أعتقد أني أخترع أو أتخيل ...أو حتى أبالغ في تصوير الواقع الذي نحن فيه ولا أظنك لا تعرف ما هو شعور الناس ورأيهم في الوضع الحالي

فالوطن يئن تحت وطئة الظلم الصهيوني الذي أمعن في ظلمه مع غياب قوة الردع
التي لا يمتلكها الشعب الفلسطيني وذلك بعد تغييب المقاومة التي كانت الدرع الحصين والشوكة التي توخز خاصرة الاحتلال وتؤلمه وكان شعبنا في المقابل يعيش حياته في عزة وكبرياء رغم الألم وفقدان الأحبة من الأبناء

إذا كان وما زال الظلم الذي تكرس جراء الاحتلال " ولكن كل هذا الظلم لا يساوي شيئاً أمام ظلم ذوي القربى
فالشعب الذي ذاق المر وفقد من خيرة أبنائه الكثير على مدار عقود من الزمن إبان إنتفاضتين عظيمتين الأولى التي بدأت بالحجر والثانية التي إنتهت بحصار الراحل الكبير الشهيد أبو عمار , وقد تم تدمير كل شيء والعالم يتفرج علينا ونحن نُذبح
فكان الأمل كل الأمل معقوداً على قيادة تأخذ بيد الشعب إلى بر الأمان ولو حتى بالحد الأدنى ...
فاختاركم الشعب من خلال الإنتخاب ومضى معكم على الحلوة والمرة وتماشى مع سياساتكم التي وجد فيها الحكمة على إعتبار أن العدو يمتلك كل مقومات التدمير أمام شعب أعزل وما عاد العالم يأبه للقتل والدمار وغزة أكبر مثال .

لقد اخترتم التفاوض سياسةً ومنهجاً واستراتيجية نحو تحقيق الحقوق
ورغم سياستكم التي أثنى عليها العالم واعتبروها سياسة الحكيم الذكي الذي أحرج إسرائيل ووضعها أمامهم عارية تماماً وفضحهم على اعتبار أنهم مجرمون قتلة لا يريدون السلام
ولكن ماذا أفادنا هذا الأمر وماذا قدم العالم لكم حتى مقابل جهودكم السلمية وإستجباتكم لسياساتهم ..! وقد مرت سنوات وسنوات وانتم تراوغون وتدخلون في دهاليز السياسة التي ثبت عُقمها أمام عدو لا يعرف إلا لغة القوة "وشعبنا فقد كل الامال

لقد مر على الشعب الفلسطيني ظروفاً قاسية منذ إتفاق أوسلو إلى يومنا هذا
فالعدو عدو ولا يمكن أن نتوقع منه أن يتعامل معنا باللطف واللين والعدل
ولكن عندما نرى ما يحدث من خلال ما يجري في الوطن فهنا علينا أن نتوقف

سلطة تحكم وهي محكومة من قبل قوات الاحتلال التي تجوب مدن وقرى الضفة الغربية دون أي رادع ..لا بل تمارس كل صنوف الاعتدائات على شعبنا وقد سخرت المستوطنات وساكنيها لفرض الرعب على شعبنا
بدأت السلطة نشاطها منذ اوسلو وقد شكلت المؤسسات الداعمة وأهمها المجلس التشريعي الذي عمل في السنوات الأولى على سن التشريعات والقوانين التي ألزمت الحكومات المتعاقبة بالعمل ضمن الاليات والقوانين الملزمة من خلال الرقابة الحثيثة والمتابعة لكل مجريات الأمور .

ولكن وقد تم تعطيل المجلس التشريعي بعد الإيغال في المحاصصات واتباع طرق المماحكات بين الفتحاويين والحمساويين وأصبح الأمر كمن له في الميراث أكثر من الاخر وضاعت لحانا بين حانا ومانا
فبعد الانقسام المقيت الذي حول الوطن إلى وطنين عدنا الى نقطة الصفر فانفلت عقال المؤسسات والحكومات وكل ما له علاقة بأمور المواطنين فانفلش كل شيء وتم تمييع العمل بالقوانين التشريعات وتكالبت مراكز القوى والنفوذ على تقاسم الكعكة
وأصبحت الأجهزة الأمنية وأصحاب النفوذ هم من يقررون ويقوننون ويشرعون كلٌ حسب أهوائه ومزاجه

سيادة الرئيس ...

لا أريد أن أتحدث عن الفساد المالي والإداري الذي بات وصفة
لأي نظام يريد أن يعمل مؤسسات فاسدة ويكفي أن نقرأ ما قاله السيد فريح أبو مدين في مقالته تحت عنوان ( الفساد والفاسدون ) والذي وضع فيه الكثير مما يتحدث به المواطن العادي " نعم فما ذكره السيد الوزير الأسبق فريح أبو مدين ورغم أنه مارس قمة الفساد في عهده كوزير للعدل ودليلي الأول ما حصل مع المرحوم فايز أبورحمه الذي عطل كل نشاطه وقد تم تعيينه نائباً عاماً ولكنه إضطر للإستقاله مرغماً وبنفس الاساليب المتبعة هذه الأيام

وقد كان مقالي الشهير ( إستقالة أبورحمه ) وهو ما سبب الاطاحة بي حينها من قبل الفاسدين

إذاً الفساد ليس وليد عهدكم يا سيادة الرئيس بل هو متأصل حتى قبل إنشاء السلطة ..وهو الوسلية التي تم إعتمادها سابقاً في تعهير الثورة وتدميرها

أما هذه المرحلة التي هي عهدكم ...
فالأمر ما عاد سراً وهناك تقارير حملها أشخاص وذهبوا بها إلى المؤسسات الدولية
وضعوا خلالها وبالارقام الكم الهائل من الأموال الضائعة والتي هي من منح وتبرعات
تم إرسالها للسلطة تحت إشراف وموافقة برلمانات تلك الدول التي تتحقق من صحة تلك التقارير وعلى ضوء النتائج سيتم التعامل معنا بطرق مختلفة
وهذا ينذر بقطع المساعدات والمنح المعتمدة

اليوم الكل يحصد ثمار هذا التردي الذي أوصل الوضع إلى حافة الهاوية

ان فقدان الشعب الفلسطيني /// بدايه للمجلس التشريعي لمده تزيد عن التسع سنوات غيبت الرقابه التشريعيه // بالتالي انفلت عقال الحكومه بكل مناحي الحياه المدنيه // وبدأت الحكومات المتعاقبه على التفرد بمصير الشعب وايقاع الظلم عليه عبر قوانين بمرسوم بعيداً عن مناقشته حسب الاصول تحت قبه البرلمان بالتالي خلق واقع اقتصادي وسياسي سيئ //// امتدت الاجراءات واستهدفت النقابات // فحظرتها واخرست صوتها // تعيين المحافظين من الاجهزه الامنيه حولت المجتمع لكم ذا طابع عسكري صارم ///

اذا ً ..اغلقنا كافه منافذ التفريغ للمواطن واسكتنا صوته // بمعنى ان كل ما يجري يصب في بوتقه الانفجار /// واسرائيل تلعب بشراسه غير مسبوقه في المشهد وتصعد من عمليات القتل والحرق والاجرام ////

بناء ً عليه
مقتنعين جميعاً بأنه لا مصالحه مع حماس
لماذا لا نسحب فتيل الانفجار بالاعلان عن بدء اجراء انتخابات تشريعيه في الضفه // والبحث عن حلول مؤقته لتمثيل غزه في المجلس التشريعي // ومن ثم الرئاسيه // واعاده الحياه للعمل النقابي وكفاله الحريات العامه بقوه القانون ///
سيادة الرئيس ...
إن تلويحكم بتقديم الإستقالة يتكرر كل فترة وكأننا امام الراعي والغنم الذئب الذئب

وفي كل مرة يكتشف الناس لا ذئب ولا حتى أرنب....

وكأني بك ستفاجيء الجميع يوماُ بالإستقالة وتقول روحوا دبروا حالكم

سيادة الرئيس :تأكد أن الشعب باستقالتكم لن يموت أويفنى ...

رحل قبلك أبو عمار وبقي الشعب وهذه سنة الحياة

ولكن هناك أصول وقواعد يجب أن تراعى حتى لا تنفلت الأمور

صحيح أن مدتكم القانونية إنتهت منذ سنوات ولكنك ما زلت تتمتع بمركزك الرئاسي
رضي من رضي وغضب من غضب وهذا لا يعفيك من أن تتعب وتواصل وتعمل
فالشعب يراقب ويرى بعض من يتأهب لإحتلال موقعك الرئاسي
واهمين أنهم سيكونوا منزهين ومختارين من الشعب

وكلنا ندرك أن لا أحد منهم إلا وينسق مع قوى خارجية توهمه بأنه هو صاحب الحظوة
والمؤهل للمركز , وأنت تعرفهم وتعرف تلك الدول ومنها من هم أصدقائك التاريخيون
ولكنهم إمعات وأدوات ينفذون أوامر صاحب القرار الذي يأمرهم بتدمير الوطن العربي

سيادة الرئيس ...نحن نعرف تماماً أنك إنسان وبشر ولست ملاكاً تخطيء وتصيب وصدقني وأنا لا أكذب ..فالناس لا ترى سوى أخطائك فكيف إذا تركت الأمور على حالها وهي على حافة الهاوية ...!

فلن يرحمك الناس ولا التاريخ ولا حتى الله

فوالله الذي لا إله إلا هو إنك سترتكب جريمة تاريخية ووطنية بحق شعبك لو قدمت إستقالتك في هذه الأيام العصيبة

لا نقول أنك يجب أ ن تبقى ... وانت الرئيس إلى الأبد

ولكن نقول يجب أن تبقى حتى تعيد الوضع على الأقل إلى الحد الأدنى من الاستقرار
وهذا ليس بالأمر الصعب ...

فالبلد على فوهة بركان والكل يتربص خاصة إسرائيل ....
ولعلمكم أن من ناشدوني لكتابة هذه الرسالة هم أنفسهم من عملوا بكل جهد وإخلاص قبل عام وأثناء الحرب على غزة وقد إكتملت الخطط التي تم وضعها لإشعال الضفة الغربية وإحراقها تماماً

وهؤلاء وأنا معهم عملنا على مدار الساعة حتى نمنع الفتنة ان تحصل وقد تجاوبت سيادتكم حينها مع رسالتنا لك والتي نقلها الهباش وأعلمني بأنها وصلت وكان ردكم الذي تلوتم خلاله الاية الكريمة ....( أذن للذين ظلموا ....الاية )
نريد منكم رداً آخر هذه الأيام لأن الأمر جد خطير

فكيف إذا دخل شعبنا في فراغ رئاسي وقانوني وبدأت الخنافس تتحالف والفاسدون يشكلون عصابات وبدأت ادوات الإحتلال من خلايا نائمة تعمل في الخفاء والاسلحة تتدفق ويلجأ الشباب لتفريغ طاقاتهم المكبوتة جراء تفاوت الفرص والفوارق الطبقية التي حصلت نتيجة المحسوبيات والتعيينات الظالمة الاقصائات المهلكة والأسرى الغاضبين وووو الخ

إذا ً أنت كرئيس عليك أن تعمل وبسرعة على إصلاحات أهمها في المراكز العليا

ومجرد ان يحصل هذا فالاصلاحات يتأتي تباعاً حتى تشمل الوضع كاملاً

المهم النية ....فهل لديك النية..!؟

فلا التعيين المؤقت ولا الانتخابات ولا أي أمر سيكون مجدياً لو انك قدمت إستقالتك

فكيف تستقيل وتضع البلد في مهب الريح ..!

المطلوب ............

أولاً ..أن تعمل على انتخابات عاجلة للمجلس التشريعي ومع اول جلسة وبعد ان تكون قد أجريت إصلاحات على كل ما سبق الأجهزة الأمنية المحافظين وتفعيل دور النقابات وإطلاق الحريات العامة وكل ما يلزم لوضع البلد على سكة السلامة

حينها فقط يمكنك أن تستقيل... ومع الف سلامة

كلمة أخيرة .....

أما إذا كنت مقيداً وأنت تحكم ولا تتحكم وأن الأمور خارج السيطرة والمتحكمون
رافضون " والمخطط يسير على قدم وساق لقلب الوضع وإثارة القلاقل ونقل البلد إلى حالة من الفوضى لتمرير شيء ما مرسوم .....

خاصة أن مسالة دولة في غزة يزداد الحديث عنها

والضفة يجب أن توضع على صفيح ساخن حتى يصرخ الشعب...

حلوها كيف ما كان ....المهم خلصونا .....

وهو ما تسرب من خلال بعض التقارير ....

فهذا أمر آخر وحينها نقول .....

لا حول ولاقوة إلا بالله و نسأل الله أن يعين شعبنا على كل ما هو قادم

أللهم أني قد بلغت أللهم فاشهد

منذر ارشيد