الوضع المعقد جدا الذي أوصلنا إياه تشنج حماس في غزة وضعف السلطة المركزية في رام الله وعدم قدرة الطرفين على حسم الحكم الواحد الموحد والشامل على الأراضي الفلسطينية سواء بالقوة أو بالنعومة أخل بمنظومة العمل الوطني والسياسي والاجتماعي لحياة الشعب الفلسطيني ورفع مستوى المعاناة والإحباط لشعب مازال تحت الاحتلال لا يملك حريته أصلا وسيطرة الاحتلال على الجميع الحاكم والمحكوم ولشعب لا يملك حريته في اختيار قيادته حيث صودرت حقوقه المدنية والديمقراطية وحتى الانسانية تحت طائلة الادعاء بالوصاية والولاية حتى تحرير الوطن ويتم على الملأ ردع شعب باستخدام القوة الحزبية المسلحة التي تشكلت كقوة لمقارعة الاحتلال وتحرير هذا الشعب والحفاظ على حقوقه والعدل بين الناس وهذا الحلل غير المرتجع يؤشر على عدم امكانية انتقال آمن للسلطة وتتحمل المسئولية عن ذلك حماس وعباس.
ولأننا أمام استحقاق خطير في النظام السياسي الفلسطيني الفروض على شعبنا منذ زمن طويل بما رتبه سابقا قادة سياسيين انانيين وقاصرين عن فهم قضيتنا وحركة التاريخ والمجتمع وتجارب الشعوب الأخرى لمصالح حزبية وفئوية وشخصية أحيانا مما عقد حياتنا السياسية وأوصلنا كشعب لما نحن فيه من محنة ولأن رئيس السلطة هو رئيس المنظمة وهو رئيس الدولة وهو رئيس فتح على وشك الرحيل ولم يفعل ما هو مطلوب منه لنقل صحيح وآمن قبل رحيله فقد وضع شعبنا في مهب الريح وترك الاحتمال الغالب لنقل غير آمن للسلطة والاشتباك المتوقع حدوثه قد يطيح بالسلطة والقضية ويدخل شعبنا في آتون الحرب الاهلية.
ولأنه لم يحدث أن غير رئيس السلطة ورئيس منظمة التحرير ورئيس الدولة النظام المستحق والهيئات التمثيلية لمؤسسات دولة بعد الاعتراف الدولي التي كان من الممكن أن تحل اشكالية نقل السلطة بطريقة سلمية وآمنة بتعيين نائبا للرئيس يدير السلطة انتقاليا حتر الانتخابات في حال شغور المنصب وتجاوز كل ما سبق من تداخل وادعاء الشرعيات المنتهية جميعا أصلا مما يتطلب حلا ابداعيا لنقل آمن للسلطة.
ولأننا كشعب فلسطيني مغلوب على أمره ومبتليا بأحزاب وسياسيين بات واضحا وبالتجربة والسلوك أنهم قاصرين ومقصرين في إمكانية خدمة شعبهم وحمايته أمام الاحتلال وأمام متطلباته الحياتية فلا يجوز مطلقا تكليفهم بنقل السلطة لعدم أهليتهم لذلك ولفئويتهم المفرطة ومصالحهم الخاصة والحزبية التي تقدمت على المصلحة العليا والدنيا العامة لشعبنا وهذا يضع شعبنا أمام خيارات محدودة بفعل غطرسة السياسيين وقصورهم الفاقع في امكانية نقل آمن للسلطة.
هذه الخيارات ثلاث للأسف تتراوح بين
1- مواصلة البحث عن سراب المصالحة المفقودة وإجراء الانتخابات.
2- امكانية تدخل عربي حاسم لفرض الحلول على هذه الاحزاب بالقوة والضغط
3- خيار أخير وهو اتفاق الجميع على امكانية تشكيل مجلس انتقالي من رئيس المحكمة العليا وفريق من القضاة لإدارة البلد وإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية بعد فشل وإفشال حكومة الوفاق في ذلك وهذا هو مدخل ممكن للخروج من الازمة .
بقلم/ د. طلال الشريف